الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (24)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (24)
الأربعاء 2 أكتوبر 2019 / 12:30

هوس الديمقراطيين بترامب.. كيف يضر بالسياسة الخارجية؟

تطرقت محللة شؤون الأمن القومي ريبيكا غرانت إلى الأسباب التي دفعت الديمقراطيين إلى إقحام سياسة ترامب الخارجية، في قضية محاكمته.

هوس اليسار المتطرف بإدانة ترامب هو عاطفي وحزبي. هنالك الكثير من التعاسة

وكتبت في شبكة "فوكس نيوز" أن من الجوهري عند اليسار المتطرف دفع الأمريكيين إلى الاعتقاد بأن ترامب خطر على الأمن القومي. وبعد انتفاء التواطؤ مع روسيا لذلك خلط الديموقراطيون خياراتهم وسحبوا ورقة أوكرانيا.

وجاء في بيان أصدره النائب الديمقراطي دان كيلدي في 24 سبتمبر(أيلول) الماضي، أن الرئيس "وضع الأمن القومي على المحك من أجل تعزيز مصالحه الشخصية الضيقة الخاصة".

تعاسة
إن هوس اليسار المتطرف بإدانة ترامب، عاطفي وحزبي. هنالك الكثير من التعاسة. لا تزال وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، تنظر إلى ترامب على أنه "غير شرعي" وفقاً لما قالته لشبكة سي بي أس يوم الخميس الماضي. ولكن هنالك سبب مخيف يجعل هؤلاء الديموقراطيين يريدون تدمير سمعة الديبلوماسية الأمريكية مع أوكرانيا، وتحتاج المحاكمة إلى جرائم كبرى، وإلى ما يمكن أن يثير اهتمام الأمريكيين. ولكن التجمع الديموقراطي يراهن على أن معظم الأمريكيين لا يتابعون أخبار أوكرانيا.

مواصلة الاستعراض

لا يتحدث الديمقراطيون عن المواجهات العسكرية المحتدة هناك، أو عن سقوط 13 ألف قتيل، أو إذا كان الرئيس الجديد فولوديمير زيلينسكي قادراً على التخلص من الفساد، أو أن ينفذ وعده الانتخابي بإجراء محادثات سلام مع روسيا.

لا يتذكر اليسار المتطرف الليفتنانت كولونيل سيث نيهرينغ، الطيار في الحرس الجوي الوطني في كاليفورنيا، الذي قُتل هناك الخريف الماضي عندما كان يساعد القوات الأوكرانية. لكن، ولمواصلة استعراض المحاكمة، يحتاج اليسار المتطرف ومهووسون آخرون بترامب، إلى أن يعتقد الجمهور أن ترامب يتسبب في ضرر حيوي للأمن القومي الأمريكي، رغم أن ذلك غير صحيح.

أقوى
تتابع غرانت أن الجيش الأمريكي أصبح أقوى، إذ أعاد ترامب تنظيم الإنفاق الدفاعي لتحصل القوات المقاتلة على التدريب وقطع الغيار، وأن مقاتلات أف أي– 18 إي أف، الموجودة على حاملات الطائرات تحقق الحد الأدنى من أهداف الجاهزية والبالغة 80%، وإلى تمويل برامج الحفاظ على التفوق الأمريكي في التكنولوجيا المتقدمة مثل الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت.

وواجه ترامب سلوك الصين السيئ بعد 20 عاماً من حكم كلينتون، وبوش، وأوباما. فرض الرئيس الأمريكي تدريجياً الرسوم على الصين بسبب ممارساتها التجارية غير العادلة، وسرقة الملكية الفكرية، والجرائم السيبيرية المستمرة.

نجاح متعدد الميادين
وتضيف غرانت أن حلف شمال الأطلسي أصبح أقوى أيضاً. ووقف ناتو إلى جانب الولايات المتحدة في انسحابها من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، كما يتخذ التحالف خطوات لردع الاعتداء الروسي.

وفي الخليج العربي، اقتربت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا في الأسبوع الماضي من الموقف الأمريكي واتهمت إيران بالاعتداء الصادم على حقول النفط السعودية. ويدعم هؤلاء الحلفاء الثلاثة إصرار ترامب على تفاوض إيران على قيود جدية إضافية على النشاط النووي، والتهديد العسكري، والانتشار الصاروخي.

وأشارت غرانت إلى أن السياسة الأوكرانية أصبحت هي الأخرى أقوى. رغم أن أوباما لم يمولها للحصول على مساعدة عسكرية فتاكة طلبها الكونغرس. وفوض ترامب تقديم هذه المساعدة في ديسمبر (كانون الأول) 2017 بما فيها صواريخ جافلين المضادة للدبابات.

ماذا تعني بوصفها؟

ما يقلق غرانت، هو الغضب المناهض لترامب لأنه بدأ يضر بالأمن الدولي. حين تصف كلينتون ترامب بـ "رئيس غير شرعي"، يكون بيانها سيئاً على السياسة الخارجية الأمريكية. وتتساءل الكاتبة إذا كانت كلينتون تعتقد أن كل لقاء أو معاهدة أو اتفاق وقعه ترامب منذ دخوله البيت الأبيض، باطلاً، وإذا كانت الهجمات على منشآت سوريا الكيميائية في 2017 و 2018 غير شرعية على سبيل المثال.

يريد الديمقراطيون من الأمريكيين تصديق أنّ ترامب يمزق السياسة الأمريكية خلف الأبواب. وتكتب غرانت أنها تفضل أن يتروى ترامب قبل أن يطلق بعض التصريحات، لكنها تفضل نشاطه الصاخب على انعدام الحركة مع أوباما.

طبيعي

وتضيف محللة شؤون الأمن القومي، أن أبحاثها أوضحت أن ما حصل في الأسابيع التي تلت الاتصال بين ترامب وزيلينسكي كان مجرد اجتماعات طبيعية مرتبطة بالسياسة الخارجية، التقى نائب الرئيس مايك بنس بزيلينسكي في وارسو في 1 سبتمبر(أيلول). واجتمع وزير الطاقة ريك بيري بزيلينسكي. وهكذا فعل السيناتوران الجمهوري رون جونسون والديمقراطي كريس مورفي في 5 سبتمبر(أيلول). واتصل وزير الخارجية مايك بومبيو بنظيره الأوكراني فاديم بريستايكو في 17 سبتمبر(أيلول)، فيما 
تمضي المساعدة الخارجية التي وافق عليها الكونغرس، في طريقها إلى كييف. وطالبت غرانت الديموقراطيين بترك الشعب الأمريكي يقرر خياره في 3 نوفمبر(تشرين الثاني) 2020.