زعيما الليكود بنيامين نتانياهو وأزرق أبيض بيني غانتس (24)
زعيما الليكود بنيامين نتانياهو وأزرق أبيض بيني غانتس (24)
الأربعاء 2 أكتوبر 2019 / 13:07

حكومة وحدة وطنية: "فرصة ذهبية" لإسرائيل

يرى ميشان غودمان، مؤلف كتاب عن حرب الأيام الستة في 1967، أن النتائج غير الحاسمة للانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر( أيلول) الماضي، دفعت إسرائيل في طريق مسدود.

إذا شكل الليكود وحزب أزرق -أبيض حكومة وحدة وطنية، سيكون أمامهما فرصة ذهبية لأن يحكموا من خلال مركز سياسي جديد

ولفت في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" إلى غياب الفرصة أمام يسار الوسط لتشكيل ائتلاف، لكنها المرة الأولى منذ أعوام،  التي يعجز فيها اليمين أيضاً عن تشكيل حكومة. ويعكس هذا الشلل السياسي تحولاً عميقاً في المجتمع الإسرائيلي في العقد الماضي، بسبب النقاش حول النزاع في المنطقة.

مزايدة
ويشير الكاتب إلى وعود اليسار الإسرائيلي طيلة سنوات، الذي قال إنه إذا انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية وسمحت بإقامة دولة فلسطينية، فسيتحقق السلام والأمن. ولكن الإسرائيليين رفضوا عرض اليسار، في كل انتخابات، وانتخبوا حكومات الجناح اليميني.

وفي الانتخابات الأخيرة، أقدم اليمين الإسرائيلي على مزايدة، ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية. ولكن النتائج تظهر أن الإسرائيليين يرفضون العرضين. فكما رفضوا حل الدولتين، رفضوا أيضاً ضماً من شأنه إرساء واقع الدولة الواحدة. وبمعنى آخر، يعكس المأزق السياسي الإسرائيلي مأزقها العقائدي، إذ يعارض معظم الإسرائيليين ضم الضفة الغربية، تماماً كما يعارضون انسحاباً منها.

نظرة
ولفهم سبب معارضة الإسرائيليين للانسحاب، تكفي نظرة إلى غزة. فقد انسحبت إسرائيل من القطاع في 2005، وأخرجت الجيش والمستوطنين، وأوقفت عملياتها الاستخباراتية المحلية. ولكن الخطوة جاءت بنتائج عكسية.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت كل بلدة إسرائيلية في نطاق 16 كيلومتراً قرب قطاع غزة، تحت خطر الهجمات الصاروخية. وينظر إسرائيليون إلى الحياة على الحدود مع غزة، ويتخيلون ما قد تكون عليه الحياة على طول الحدود مع الضفة الغربية بعد انسحاب إسرائيلي، في دائرة يقدر شعاعها بحوالي 16 كيلومتراً يصل إلى منطقة تل أبيب الكبرى مع القدس قلب التجمع الديموغرافي والاقتصادي والثقافي الإسرائيلي. وإذا تعرضت إسرائيل لهجمات متواصلة، سيتوقف العمل فيها فعلياً. ولذلك يسهل إدراك سبب توجس الإسرائيليين من الانسحاب من الضفة الغربية.

استيراد الفوضى

ولكن، حسب الكاتب، يسهل أيضاً فهم سبب تخوف الإسرائيليين من الضم، فمجرد نظرة إلى لبنان تعطي فكرة عن دولة في الشرق الأوسط لا تملك فيها أي مجموعة وطنية غالبية واضحة.

كما أن لبنان بلد مستقطب ومنقسم بعمق، ولتفادي استيراد الفوضى بالشكل اللبناني، على إسرائيل أن تفعل ما في وسعها لوقف التحول إلى دولة ثنائية القومية، فاستمرار سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، التي تعد أكثر من مليونين ونصف فلسطيني، يعرض الأغلبية القومية اليهودية إلى الخطر، ويهدد بتوريط البلاد في فوضى ثنائية القومية.

تقليص النزاع
إلى ذلك هناك طريقة أخرى، بديلة لمحاولة حل النزاع أو" إدارته"، أي تقليصه، وبدأ إسرائيليون في الحديث عن خطوات قد تتخذها إسرائيل لتجنب خطر تجلبه الدولة الواحدة دون رفع خطر تعرض تل أبيب للقصف بالصواريخ.

وقد يشمل هذا المقترح إنشاء شبكة طرق تربط بين مناطق فلسطينية ذات حكم ذاتي، ونقل تلك الطرق إلى سيطرة السلطة الفلسطينية. ومن شأن تلك المبادرة الكبرى أن تُزيل حال تنفيذها نقاط التفتيش، وتمنح الفلسطينيين حرية أكبر في التنقل عبر الضفة الغربية.

وحسب الكاتب، فإن خفض التوتر الناجم عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لن يحل أو يُنهي الصراع، فهو أمل لا يبدو واقعياً، لكنه سيؤدي إلى احتوائه، وإضعافه.

ولكن لماذا لم تتشكل بعد حكومة إسرائيلية؟ يقول الكاتب إن اليمين يعارض تشكيلها لدواع واضحة، وهب أن الأرض مقدسة عند العديد من الإسرائيليين، ولن يتخلوا عن شبر واحد منها.

ولكن ما يدعو للدهشة، هو موقف اليسار أيضاً، الذي يرى عدد من أنصاره أن تقديم "تنازلات" لا يجب أن يتم إلا في إطار اتفاق سلام دائم يحل الصراع ككل.

فرصة ذهبية

وفي اعتقاد الكاتب، إذا شكل الليكود، وحزب أزرق أبيض حكومة وحدة وطنية، سيكون أمامهما فرصة ذهبية للحكم من خلال مركز سياسي جديد، وعندها سيرفض موقف اليمين المطالب بضم أراضٍ، ومعه رؤية اليسار للسلام، وستُبني رؤية وسطية لتقليص الصراع.

ومن شأن حكومة وحدة وطنية أن تحرر إسرائيل والفلسطينيين من إيديولوجيات جامدة ساهمت في استمرار الوضع الراهن، وأن تُحوّل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بشكل كبير.