ينتصران على إرادة الأطباء برفع أجهزة الدعم عن طفلتهما

وحتى وقت قصير، كان الجميع يعتقد أن حياة الطفلة تافيدا ستنتهي في غرفة لا روح لها في وحدة العناية المركزة للأطفال بمستشفى رويال لندن، لكن القاضي فاجأ المؤسسة الطبية، وأصدر قراراً بمنع محاولة المستشفى إيقاف أجهزة دعم الحياة عن الطفلة.

وتمكن والدا الطفلة شيلينا بيغوم ومحمد رقيب من تحقيق انتصار قانوني تاريخي، حيث اعتبر القاضي أن من حق الوالدين اتخاذ قرار يتعلق بحياة ابنتهما، ونظراً لأن الطفلة لم تكن تعاني، كان من الضروري بالنسبة للقاضي التفكير في قدسية حياتها.

ويقول محامو الزوجين، اللذين أمضوا خمسة أيام بالمجادلة في المحكمة الشهر الماضي، إن الحكم يثبت أن الآباء يعرفون ما هو الأفضل، عندما يتعلق الأمر برعاية أطفالهم. وذلك بعد 8 أشهر من الصراع مع الأطباء، الذين أرادوا إنهاء حياة الطفلة، وسط إصرار والديها على منحها فرصة أخرى للحياة.


وتحدث شيليا للمرة الأولى منذ إصدار الحكم حيث قالت "عندما أصدر القاضي حكمه انخرطت في البكاء، إنها المرة الأولى التي أسمح لنفسي فيها بالبكاء في الأماكن العامة، كنت أشعر بالتوتر طوال المحاكمة".

وأضافت "لقد انتظرنا أكثر من ثلاثة أسابيع صدور الحكم، وكان الأمر مروعاً، وأصعب مما كان عليه عندما بدأ كل هذا. لقد بكيت سراً كل ليلة. ويوم الأربعاء شعرت بالغثيان لدرجة أنني تقيأت طوال الليل".

وتابعت شيليا "مهما حدث - ومهما كانت التعديلات التي يجب أن نجريها - سوف نعيدها إلى المنزل ونحبها. حياتها ثمينة وحبنا لها غير مشروط. إنه لا يعتمد على ما تستطيع أو لا تستطيع فعله. من المستحيل معرفة ما إذا كانت تافيدا لديها شعور بأهمية ما حدث للتو".

وفي حين أن والدي الطفلة فخوران ويشعران بأن النصر الذي تحقق، يمكن أن يمهد الطريق لآباء وأمهات الأطفال المصابين بأمراض ميؤوس منها، إلا أنهما يشعران في نفس الوقت بالسعادة، لأنهما باتا قادرين على نقل طفلتهما إلى إيطاليا للعلاج.

ومن المنتظر أن يتم نقل تافيدا إلى مستشفى غاسليني المتخصص للأطفال في مدينة جنوة الإيطالية، حيث درس الأطباء هناك حالتها واطلعوا على آلاف الصور، وأبدوا ثقتهم بالقدرة على تقديم العلاج لها، وهم على استعداد لإرسال مروحية إسعاف جوي لنقلها في الأسبوع القادم، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.