الإثنين 7 أكتوبر 2019 / 11:36

أمريكا لم تعد مهتمة بسوريا

24- زياد الأشقر

كتب الباحث ستيفن كوك في موقع مجلة "فورين بوليسي" أن تقرير الكونغرس عن الوضع في سوريا عام 2019، أثار تساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة أصلاً بها.

الروس يظهرون كفاءة ذات صدقية مقارنة بنظرائهم الأمريكيين، الذين يعتقد أنهم غير مؤهلين في الغالب

وكان الكونغرس كلف مجموعة دراسة سوريا، اللجنة التي تضم الحزبين "بمعاينة الوضع وتقديم توصيات حول الاستراتيجية العسكرية والسياسية للولايات المتحدة في النزاع بسوريا".
     
وقال  كوك إنه ربما اختارت مجموعة دراسة سوريا توقيتاً سيئاً لنشر تقريرها في 24 سبتمبر(أيلول) الماضي، عندما كانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تعلن بدء إجراءات لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب بتهمة استغلال السلطة.

وقد جرف سيل الأخبار الذي تلا ذلك كل شيء في مساره. ومع ذلك، فإنه حتى لو نُشر تقرير المجموعة قبل أسبوع أو شهر، فمن المحتمل أنه كان سيواجه باللامبالاة والنسيان أيضاً.

وفي بلد يبدو الناس فيه مهووسين بدورة الأخبار على مدار 24 ساعة، فإن عدداً ضئيلاً في واشنطن كان يعلم بوجود مجموعة دراسة سوريا.

 مسارات النزاع
ورأى كوك أنه أمر سيئ جداً أن قلة من الناس لاحظت وجود مجموعة دراسة سوريا لأن التقرير الذي وضعته كان عملاً متيناً، ويفند المسارات المختلفة للنزاع السوري، ويوفر تفسيراً واضحاً للدوافع ومصالح اللاعبين الأساسيين في الميدان.

وصاغ معدو التقرير مجموعة من التوصيات المدروسة جيداً للحكومة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التقرير، يتوصل إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة لن تساهم على الأرجح بشكل كبير في السلام، والاستقرار في سوريا.

وأوضح كوك أن التقرير يرى أن هناك تهديدات ضدا لأمن القومي الأمريكي بسبب الصراع السوري، إذ أن تنظيم داعش لا يزال قوياً، ويتمتع بالموارد الكافية، وملتزماً إيديولوجياً بتحقيق أهدافه، رغم القصف الذي تعرض له في الأعوام الخمسة الماضية.

إيران وداعش
وتؤكد التقارير الواردة من معسكرات الاعتقال المؤقتة الخاضعة لسلطة قوات سوريا الديمقراطية، أن أبو بكر البغدادي لا يزال يحظى بأعداد من المؤيدين، وأن قيادة التنظيم لا تزال سليمة إلى حد كبير. كما أن الوجود الإيراني في سوريا يهدد بحربٍ إقليمية أوسع، بسبب حرب الظل الدائرة بين الإسرائيليين والإيرانيين.

وحتى الآن، كان رد إيران المباشر على التوغلات الإسرائيلية محدوداً، لكن هذا يطرح إمكانية ان تشجع إيران قريباً وكلاءها في لبنان، وقطاع غزة على الرد بأنفسهم. وإذا كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة مصاغة من خلال التنافس بين القوى العظمى، فإن روسيا تستخدم سوريا لبناء النفوذ على حساب الولايات المتحدة.

 ومن وجهة نظر القادة في المنطقة، فإن الروس يظهرون كفاءة ذات مصداقية مقارنةً مع نظرائهم الأمريكيين، الذين يعتقد أنهم غير مؤهلين في الغالب.

 وبسبب عنف بشار الأسد ومؤيديه ظهرت آثار بعيدة المدى، بينها عدم الاستقرار السياسي في أوروبا. وبسبب موجات اللجوء في 2015، تقدم اليمين القومي في ألمانيا، وإيطاليا، والسويد، والمجر، وفرنسا، وبريطانيا.

توصيات ضعيفة

ولفت كوك إلى أن توصيات مجموعة دراسة سوريا كانت الأضعف في التقرير. إذ أنها أوصت بأن تعكس الولايات المتحدة خطط الانسحاب العسكري من شمال شرق سوريا، وأن تركز جهودها على  تحقيق الاستقرار في المنطقة، ورفض تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، والضغط على روسيا لتدعم تسوية مقبولة من الولايات المتحدة، والدفع نحو انسحاب ايران من سوريا، فضلاً التعاون مع تركيا لتخفيف آثار الأزمة الإنسانية في إدلب، ومعالجة التهديد الإرهابي هناك.

وفي النهاية دعت المجموعة، إلى الإلتفات إلى الأزمة الإنسانية في سوريا عموماً ودعم الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين.