الخميس 10 أكتوبر 2019 / 17:22

محاكم أردوغان شبيهة بمعتقلات ستالين

تحت عنوان"كان لستالين معسكرات اعتقال، ولأردوغان محاكم"، ذكر براق بيكديل، الصحفي التركي البارز، والزميل لدى منتدى الشرق الأوسط، بما ارتكبه جوزيف ستالين في الاتحاد السوفييتي بين 1936 و1938، باسم" التطهير العظيم"، العبارة البريئة التي تعني التصفية الشاملة لـ "أعداء الدولة".

يحمل أردوغان لقب أكثر زعماء العالم تعرضاً للإهانة – وهو لقب كان سيفقده لو كان ستالين ما يزال حياً

واستهدف ستالين في مذبحته مسؤولين في الحزب الشيوعي، والحكومة، وصحافيين، وأكاديميين، وفلاحين، ويهوداً، ومعلمين، وجنرالات، ومفكرين وغيرهم.

وفي تلك الفترة، قال نيكولاي يزهوف، مفوض الشعب للشؤون الداخلية: "يستحسن أن يعاني عشرة أبرياء على أن ينجو جاسوس. وعندما تقطع الخشب تتطاير القشور".

ويذكر الكاتب أن ستالين أطلق في 1932، حرب "روسيا السوفيتية". وبعد 7 عقود، أطلق رجل تركيا الإسلامي القوي ورئيسها رجب طيب أردوغان، حرباً لـ" أسلمة" تركيا العلمانية المعاصرة التي أسسها أتاتورك.

وحسب لجنة حماية الصحفيين، تأتي تركيا على رأس أكثر خمس دول تضم أكبر سجون للصحافيين في العالم.

ومن بين 172 صحافياً اعتقلوا في تلك الدول، سجن 163 دون أي تهمة أو جريمة مصنفة "ضد الدولة"، وهي نفس التهمة التي سجن ونفى ستالين على أساسها منشقين روساً، أما أردوغان فلا يزال يطارد معارضيه بسرعة كبيرة.

لماذا الآن؟
ويشير كاتب المقال إلى حكم صدر في بداية سبتمبر( أيلول) الماضي، ضد معارض تركي بارز بالسجن 9أعوام وثمانية أشهر لإهانته أردوغان، ولمشاركته "في بروباغندا إرهابية" بكتابات نشرها على تويتر منذ بداية 2012 وبعدها.

كما أُدينت جنان قفطانكي أوغلو، رئيسة فرع إسطنبول للحزب الجمهوري المعارض، بتهمة "إهانة الحكومة وموظفي القطاع العام، والتحريض على الكراهية والخصومات".

وحسب الكاتب، استندت جميع التهم إلى تغريدات على تويتر نشرت قبل سنوات، ولذلك، تساءل الكاتب: "لماذا حكم اليوم على قفطانجي؟".

ويلفت الكاتب إلى بروز نجم قفطانجي بسبب دورها الرئيسي في هزيمة حزب أردوغان، العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول في 31 مارس( آذار)، وفي 23 يونيو( حزيران) الماضيين، منهية حكماً إسلامياً دام 25 عاماً في أكبر المدن التركية.

وغردت على تويتر، كاتي بيري، مقررة البرلمان الأوروبي لتركيا بأن "الحكم ضد قفطانجي خيالي ومشين" وأن "أردوغان ينتقم من المعارضة بسبب فوزها في الانتخابات. إنه أمر مرفوض".

وفي سابقة أخرى، حُكم في 22 سبتمبر( أيلول) الماضي، على تركي بالسجن مدة طويلة لإهانته أردوغان. فقد حكم علي برهان بوراك، في ولاية فان ذات الغالبية الكردية في شرق تركيا، بالسجن 12 عاماً و3 أشهر، بسبب كتابته سبعة تعليقات ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في 2014.

وحسب محامي بوراك، يعد الحكم أشد عقوبة على إهانة للرئيس. ويلفت البروفسور يمان آكدينز، الأكاديمي والناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى أن بين 2012 و2017، رُفعت 12893 قضية بدعوى إهانة الرئيس التركي. ولذلك يحمل أردوغان لقب أكثر زعماء العالم تعرضاً للإهانة، وهو لقب كان سيفقده لو كان ستالين حياً.

محاكم عوض معتقلات
ويرى كاتب المقال أنه إذا كان لستالين غولاغ، فإن لتركيا محاكمها. وعقدت محكمة تركية، في 20 سبتمبر( أيلول)، أول جلسة استماع في قضية مرفوعة ضد صحافيين من وكالة بلومبرغ اتهما "بمحاولة تقويض الاستقرار الاقتصادي لتركيا".

واستندت الاتهامات ضد كريم كاراكايا وفرقان يالينكيليج، إلى تقرير كتباه في 2018، عن كيفية تعامل السلطات التركية ومصارفها مع أكبر صدمة عملة واجهتها تركيا منذ 2001.

وقال جون ماكليثويت، مدير تحرير في بلومبرغ: "أُدينا لأنهما غطيا بصورة صحيحة وموضوعية أحداثاً مهمة للغاية. ونحن ملتزمون بهما وبحرية الصحافة، ونأمل أن ينصفهما القضاء بتبرئتهما".

حفاوة إعلامية
ويشير كاتب المقال إلى احتفاء وسائل إعلام موالية لأردوغان تلك المحاكمات. وفي هذا السياق، كتب علي كراسان أوغلو، كاتب العمود لدى صحيفة "يني آكيت" اليومية، والمؤيد القوي لأردوغان: " يعتبر تقرير بلومبرغ وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، بمثابة انقلاب اقتصادي".

وقال مخاطباً المتهمين: "يشتبه في تنفيذكم جريمة خطيرة تهدف لتقدير الدولار الأمريكي والجنيه البريطاني، واليورو الأوروبي". وعلى هذه الخلفية الكئيبة، يواصل أردوغان إغاظة العالم المتحضر.

وفي مايو( أيار) الماضي، قال أردوغان إن تركيا لا تزال ملتزمة بالعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. ولكنه نسي أنه، من بين مئات أوجه القصور الديمقراطي، أنه رئيس بلد يحظر أكثر من 245 ألف موقعا ونطاق الكترونياً".