صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 11 أكتوبر 2019 / 11:53

صحف عربية: "مسمار جحا" يُغرق أردوغان في مستنقع "نبع السلام" السوري

24 - معتز أحمد إبراهيم

تهدد الحرائق التي تشعلها تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان المنطقة بأسرها، فضلاً عن سوريا وتركيا نفسها.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، سلطت الحرب التركية الضوء من جديد على قضية الأكراد في المنطقة العربية.

تراجيديا كردية
في صحيفة العرب، قال الكاتب محمد قواص، إن الأكراد، بعد طعنة ترامب، "تعودوا على دفع ثمن المصالح الكبرى وتسوياتها الخبيثة، وهو ما بدا منذ أن أغفل مبضع اتفاقية سايكس بيكو الاعتراف بدولة كردية على منوال ما أنشأته الخرائط من دول قسمت الجثة العثمانية الزائلة".

وفي حلقة جديدة من مسلسل طويل، يجد الأكراد أنفسهم مرة أخرى بسبب تركيا والقوى الدولية الكبرى والإقليمية، في وضع لا يحسدون عليه، ذلك أن "تركيا لا تريد كياناً كردياً شمال سوريا، حتى بالشكل الذي يتمتع به الأكراد في العراق"، وفي المقابل فإن "روسيا تريد للأكراد أن يكونوا جزءاً من خططها لتعويم نظام دمشق، فضلاً عن إيران التي لا تريد لأكراد سوريا أن يشكلوا سابقة ممكن أن تنسحب".

مسمار جحا

على صعيد آخر قال موقع قناة الحرة، إن الأحداث الأخيرة كشفت إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ما عُرف بـ"اتفاقية أضنة" للتوغل في سوريا، مؤكداً أن "اتفاقية أضنة التاريخية تحولت إلى ما يشبه مسمار جحا الذي يستغله الرئيس التركي للتوغل في سوريا".

ولفت الموقع إلى ما أورده تقرير المركز العربي للبحوث والدراسات في القاهرة، قال إن "الاتفاقية ورقة سياسية تحاول موسكو أن تمهد بها لحل الأزمة السورية بديلاً عن المناطق الآمنة التي اقترحتها تركيا والولايات المتحدة، التي تمتد أبعد من 5 كيلومترات".

وأشار التقرير إلى ما ذكرته وكالة بلومبرغ عن "اقتراحات المسؤولين الروس والإيرانيين في الآونة الأخيرة لإعادة إحياء هذه الاتفاقية، بم يمهد الطريق أمام أردوغان لاستئناف التعاون مع النظام الذي عارضه بشدة"، موضحة أن أردوغان أعلن يومها وجود محادثات بين الاستخبارات التركية والسورية".

أردوغان ضد العالم
ومن جهتها، قالت صحيفة الرياض السعودية، إن الرئيس التركي يصر على مواجهة العالم، متناسياً التاريخ والعبر، مشددة على أن "آفة دروس التاريخ، نسيانها"، إذ يُكرر أردوغان أخطاء طغاة سبقوه بغزو شمال سوريا.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها "أردوغان يأخذ بلاده إلى زاوية ضيقة ويضعها في مواجهة مع العالم بأسره، وحتى حلفاء المصالح الآنية، لم يتسنّ لهم الدفاع عن هذه الخطوة المتهورة، فخرجوا بانتقادات خجولة تحذر الرئيس التركي من تداعيات عدوانه على الأراضي السورية".

ولفتت الصحيفة إلى أن حرب أردوغان ستفشل استناداً إلى "دروس التاريخ التي يصر البعض على نسيانها، تنبئنا بمآلها، والمصير المنتظر لمن يقودهم جنون العظمة إلى النهاية المحتومة في قصة لا يمل تاريخ الطغاة تكرارها.

المستنقع السوري
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قال الكاتب الصحافي سلمان الدوسري، إن تركيا تخفي الأهداف الاستراتيجية الحقيقية للغزو، فهي تزعم أن الهدف، هو "إعادة اللاجئين وإقامة منطقة أمنية" رغم أن هذين الهدفين من المستحيل تحقيقهما بسهولة، والواقع أن أهدافها من الحرب، مختلفة تماماً عما تعلنه، في غزو صريح، ومؤشر على تطهير عرقي واسع، ومحاولة للتغطية على الفشل الداخلي الاقتصادي والسياسي للحكومة التركية.

وأكد الكاتب أن أردوغان سيفشل في تحقيق أهدافه المعلنة والخفية، ما يهدده بالتورط في مستنقع يصعب عليه مغادرته، لتجد تركيا نفسها بسببه في "مستنقع سقطت فيه بسهولة، ولن تنفعها عناوين مضللة لعملياتها العسكرية، مثل غصن الزيتون، ونبع السلام، فالأكيد أن ما حدث هو غزو تركي سافر، واحتلال لأراضٍ عربية، وضريبته السياسية والعسكرية المقبلة ستكون مهولة على تركيا ورئيسها".