الأحد 13 أكتوبر 2019 / 13:23

أردوغان ينافق في تحمل مسؤولية أسرى داعش

يرى الصحافي البريطاني كون كوغلين أن أحد أكثر الاقتراحات إثارة للسخرية التي برزت خلال الهجوم التركي على السوريين الأكراد، هو أنه في مقابل موافقة واشنطن، سيتحمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية ما يقارب 90 ألفاً من مقاتلي داعش وعائلاتهم المحتجزين في مراكز اعتقال يسيطر عليها الأكراد.

احتمال تمكن بعض مقاتلي داعش من الفرار يجب جدياً أخذه بالاعتبار

وذكر في "معهد غيتستون" الأمريكي أنّ واحداً من أسوأ الأسرار التي تم الاحتفاظ بها في دوائر الاستخبارات الغربية هو دعم نظام أردوغان لعدد من المجموعات ذات الصلة بداعش والقاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى خلال فترة طويلة من النزاع الوحشي في سوريا.

العودة إلى منازلهم
لذلك يعد عرض الرئيس التركي بتحمل مسؤولية مقاتلي داعش المحتجزين في معسكرات مثل مخيم الهول شرق سوريا مثالاً لنفاق أردوغان. لو كان لهذا أن يحصل حقاً وأن يعاد أسرى داعش إلى تركيا سيكون الأمر بالنسبة إلى بعضهم مشابهاً أكثر كالعودة إلى منازلهم.

يضيف كوغلين أنه لحسن الحظ ثمة احتمال بعيد بأن يعود مقاتلو داعش إلى تركيا في وقت قريب لأن مراكز الاعتقال موجودة بعيداً من المنطقة العازلة الممتدة على عمق 30 كيلومتراً. المقلق أكثر بكثير هو احتمال أن يتمكن الأسرى من الفرار والعودة إلى صفوف البنية التحتية الإرهابية لأنّه لن يكون بإمكان قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الاحتفاظ بالعدد الكافي أو الرغبة في الاستمرار بإدارة المعسكرات الكثيرة التي يُحتجز فيها مقاتلو داعش.

إخفاق أوروبي
قبل أن تطلق تركيا عمليتها أعلن القائد العام لقسد مظلوم عبدي أنه ستبرز الحاجة إلى إعادة نشر بعض قواتها الموكلة مهمة تأمين سجون داعش نحو الحدود لمحاربة الجيش التركي. ويتساءل الصحافي عمن سيستطيع حراسة المعسكرات في حال لم يتمكن الأكراد من ذلك. يعود سبب عدم إحراز تقدم كبير في التعامل مع مقاتلي داعش إلى إخفاق الغربيين وأوروبا بالتحديد في الاعتراف بمسؤولياتهم. إنّ الخلافة المزعومة لداعش لم تعد موجودة لكن التنظيم الإرهابي نفسه لا يزال فاعلاً. تشير آخر التقييمات الاستخبارية إلى أن داعش يعيد تجميع نفسه في دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان واليمن هادفاً إلى شن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف غربية.

قلق خاص
إنّ قدرة داعش على شن هكذا اعتداءات ستتعزز بقوة إذا استطاع مقاتلوه ذوو الخبرة الهرب من المعسكرات والانضمام إلى زملائهم الإرهابيين السابقين. ما يقلق المسؤولين الاستخباراتيين الغربيين خصوصاً هو مصير حوالي 2500 مقاتل معظمهم من دول أوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدما تخلت دولهم عنهم.

رفض المسؤولون الأوروبيون إعادة استقبالهم خوفاً من التهديد المستمر الذي سيفرضونه على أمن دولهم. وتسبب رفض تحمل أوروبا مسؤولية سلوك مواطنيها بالاحتكاك مع إدارة ترامب التي دعت أوروبا مراراً للتصرف. اليوم، قد يكون لتصرفات ترامب المتسرعة بالسماح للأتراك بشن هجومهم في شمال سوريا تداعياته الخطيرة على مصير مقاتلي داعش.

إعلان قصير الأجل
ستتقلص إرادة الأكراد بمواصلة حراسة أسراهم من التنظيم الإرهابي بشكل حتمي نتيجة الخيانة التي يعتقدون أنهم تعرضوا لها على أيدي واشنطن. لذلك إنّ احتمال تمكن بعض مقاتلي داعش من الفرار يجب جدياً أخذه بالاعتبار. سبق للولايات المتحدة أن حرصت على أن تحتجز أبرز الأسرى، كالجهاديَين البريطانيين المعروفين باسم "البيتلز" واللذين عذبا وقتلا رهائن غربيين. وقد ساقتهم إلى أماكن اعتقال في العراق على سبيل الاحتياط.

لكن ترامب أوضح أن بلاده ليست مستعدة لتحمل المسؤولية عن معظم الأسرى خصوصاً الأوروبيين. ولهذا السبب، سيُترك عشرات الآلاف من المقاتلين في مناطق قد يكونون قادرين من خلالها على الفرار. ويؤكد كوغلين أنه إذا حصل ذلك فإنّ ادعاء ترامب بأن الحرب ضد داعش انتهت سيكون قصير الأجل.