إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الأحد 13 أكتوبر 2019 / 17:07

إنفوغراف24| تاريخ تركيا الأسود في دعم داعش في سوريا

24 - إعداد: ريتا دبابنه وناصر بخيت

تتزايد الشكوك حول الأهداف الخفية التي يسعى إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من خلال عمليته العسكرية التي أطلقها أخيراً في الشمال السوري، ففيما يزعم أنه يؤمن حدود بلاده من "خطر" الأكراد، تشير تقارير إلى أن مسعاه الحقيقي هو "إنقاذ" عناصر داعش المعتقلين في سجون قوات سوريا الديمقراطية.

وبينما حذر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن الهجمات العسكرية التركية التي تركزت في أماكن سيطرة الأكراد بريفي الحسكة والرقة، ستؤدي إلى عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي من جديد، تناقلت عدة تقارير إخبارية، الجمعة، لقطات مصورة من كاميرا مراقبة للحظة هروب دواعش من سجن في مدينة القامشلي.




تحرير الدواعش
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية وقتها، فرار خمسة معتقلين من تنظيم داعش من أحد السجون التي تديرها، بعد سقوط قذائف تركية في جواره في مدينة القامشلي التي تقع ضمن منطقة الأهداف التركية إضافة إلى مدينة رأس العين، وبلدتي كوباني (عين العرب)، وتل أبيض، إضافة إلى قرى حدودية الشمالية.

وعلى الرغم من تبرير أردوغان غزوه العسكري لسوريا بأهداف مثل حماية أمن حدود بلاده، والتصدي للأكراد الذين تعتبرهم تركيا جزءاً من حزب العمال الكردستاني المحظور، وإقامة "المنطقة الآمنة" للتخلص من اللاجئين السوريين الذين يعانون الأمرين في بلاده، إلا أن كل ذلك بدا وكأنه واجهة للهدف الرئيسي الذي يريد الرئيس التركي تحقيقه: "تحرير الدواعش".


نوايا خفية
لم تستغرب الدوائر الإعلامية والسياسية هذه النوايا الخفية لأردوغان، حيث أن التاريخ خير شاهد على العلاقات الوطيدة التي تجمع بين تركيا والتنظيمات الإرهابية -بينهم داعش- منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

من التعاون العسكري ونقل الأسلحة، إلى الدعم اللوجستي والمساعدات المالية، وتوفير الخدمات الطبية، يعرض 24 أهم الحقائق والأدلة التي تثبت دعم تركيا السخي لداعش منذ سنوات، على الرغم من نكران أردوغان وحكومته بشدة، التواطؤ مع التنظيم الإرهابي في سوريا.


توفير المعدات العسكرية
وفقاً لدراسة أعدها فريق من الباحثين في الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا في جامعة كولومبيا، فإن تركيا عملت على توفير المعدات العسكرية لداعش، وتدريب مقاتليه، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ومساعدتهم مالياً ولوجستياً عبر بيع النفط في السوق السواء، والكثير غيرها.

في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" في 12 أغسط (آب) عام 2014، قال أحد قادة تنظيم داعش، إن "معظم المقاتلين الذين انضموا إلينا في بداية الحرب دخلوا عبر تركيا، وكذلك معداتنا ولوازمنا".

وتأكيداً على ذلك، صرح رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليشدار أوغلو في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2014 أن تركيا زودت الجماعات الإرهابية بالأسلحة عبر شاحنات طانت مرسلة إلى أقلية التركمان ادعت أنها مخصصة للمساعدات الإنسانية، إلا أن التركمان أكدوا أنهم لم يستلموا شيئاً منها، كما ذكرت صحيفة "واشنطن إكزامينر".


تهريب الأسلحة
ووفقاً لنائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، بولنت تيزكان، تم إيقاف ثلاث شاحنات محملة بالأسلحة في أضنة تم تحميلها في مطار إسنبوغا في أنقرة، وكان من المفترض أن يتولى وكيل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قيادة الشاحنات إلى سوريا لتوصيلها إلى داعش والجماعات الإرهابية في سوريا، وحدث ذلك عدة مرات.

أما صحيفة جمهوريت فذكرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن الناشط التركي فات أفني، قدم تقريراً يؤكد أن تركيا قدمت مساعدات مالية وعسكرية للجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في 12 أكتوبر (كانون الأول) 2014، وعرض أشرطة صوتية تؤكد ضغوطاً مارسها أردوغان على رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، لتقديم مبرر لمهاجمة سوريا.


خدمات النقل والمساعدة اللوجستية
ووفقاً لمجلة "راديكال"، قال وزير الداخلية التركي معمر غولر في 13 يونيو (حزيران) 2014، في بيان: "سنساعد متشددي جبهة النصرة على فرع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، من داخل حدودنا، فهاتاي تعتبر مكاناً استراتيجياً لعبور المجاهدين إلى سوريا، سيتم زيادة الدعم اللوجستي للجماعات الإسلامية، وسندربهم ونرعاهم في مستشفياتنا في هاتاي، وستقوم مديرية الشؤون الدينية بالتعاون مع أجهزتنا الاستخباراتية بتنسيق وضع المقاتلين في أماكن عامة".

من جهتها، ذكرت صحيفة ديلي ميل في 25 أغسطس (آب) 2014 أن العديد من المتشددين الأجانب انضموا إلى داعش في سوريا والعراق بعد سفرهم عبر تركيا، ووصفت في التقرير كيف يذهب المقاتلون الأجانب وخاصة من المملكة المتحدة، إلى سوريا والعراق عبر الحدود التركية، التي أطلق عليها "بوابة الجهاد"، وأشار التقرير إلى أن عبورهم يتم عن طريق تجاهل جنود الجيش التركي، أو دفع مبالغ مالية لحرس الحدود لتسهيل عبورهم.


فيما حصلت "سكاي نيوز" البريطانية، على وثائق تبين أن الحكومة التركية ختمت جوازات سفر المسلحين الأجانب الذين يسعون لعبور الحدود التركية إلى سوريا للانضمام إلى داعش، فيما أوضح مسؤول مصري رفيع، وفقاً لدراسة جامعة كولومبيا، أن المخابرات التركية تقوم بنقل صور الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات إلى قيادات داعش.

تدريب عناصر داعش
ذكرت قناة "سي إن إن ترك" في تقرير سابق، أنه في قلب إسطنبول، أصبحت مقاطعات مثل دوزجي وأدابازاري، أشبه بمعسكرات تجنيد وتدريب الإرهابيين، حيث أن هناك أماكن تدعي أنها "دينية"، يتم فيها تدريب مقاتلي داعش. ونشر التنظيم عبر مواقعه الخاصة على الإنترنت مقاطع فيديو تدعم هذا التقرير.

وفي أحد المقاطع التي تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أحد قياديي داعش يقيم الصلاة في مقاطعة أوميرلي فإسطنبول.


وعلى إثر ذلك، حذر زعيم حزب الشعب التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، حكومة حزب العدالة والتنمية، من توفير الأموال والتدريب للجماعات الإرهابية، قائلاً: وفقاً لصحيفة "زمان": "تحضرون مقاتلين أجانب إلى تركيا، وتضعون الأموال في جيوبهم، والبنادق في أيديهم، وتطلبون منهم قتل المسلمين في سوريا. وعندما أخبرناهم بالتوقف عن مساعدة داعش، طلبوا منا أن نظهر الدليل. إلا أن الجميع يعلم أنهم يدعمون التنظيم".

تقديم الرعاية الطبية
في تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست"، قال أحد قادة داعش: "اعتدنا أن ننقل أعضاء رفيعي المستوى في التنظيم إلى تركيا لتلقي العلاج في مستشفياتها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الصحة التركية قوله، إن تركيا تدعم الجماعات الإرهابية، ولا تزال تدعمها وتعالج جرحاها في المستشفيات، من أجل إضعاف القوات الكردية في سوريا، إلى جانب إنه التزام إنساني لرعاية الجرحى.


وفقاً لتقارير صحافية، تم معالجة أحد أكبر القادة في تنظيم داعش، واليد اليمنى لزعيمه أبو بكر البغدادي، ويدعى أحمد إله، في مستشفى في سانليورفا بتركيا، إلى جانب مسلحين آخرين من داعش، الذين يتم علاجهم في جميع أنحاء جنوب شرق تركيا.

دعم مالي من خلال شراء النفط
قدمت صحيفة "نيويورك تايمز" وفقاً للدراسة، تقريراً في عام 2014، عن جهود إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للضغط على تركيا للقضاء على شبكة مبيعات داعش للنفط، وأشار التقرير إلى أن تركيا لم تتخذ إجراءات صارمة ضد شبكة مبيعات داعش لأنها تستفيد من انخفاض أسعار النفط، وهناك تحقيقات بشأن فساد بين المسؤولين الحكوميين الذين استفادوا من هذه التجارة.

وكشفت التقارير عن شبكة خطوط أنابيب غير قانونية تنقل النفط من سوريا إلى المدن الحدودية القريبة في تركيا، حيث يباع النفط بأقل من 1.25 ليرة للتر، وكشف أيضاً عن وجود أتراك يعملون كوسيط للمساعدة في بيع نفط داعش عبر تركيا.


القوات التركية تقاتل إلى جانب داعش
وفقاً لتقرير لصحيفة "أحوال تركية"، قال عضو البرلمان عن حزب الشعب الديمقراطي المعارض ديمير سيليك، في تصريحات سابقة، إن القوات التركية الخاصة تقاتل إلى جانب عناصر داعش.

ونقلت الصحيفة عن أنور مسلم، عمدة مدينة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية، تصريحات أدلى بها في 19 سبتمبر (أيلول) 2014، قائلاً: "بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها، فإن جنود من القوات المسلحة التركية كانت تساند عناصر التنظيم الإرهابي في هجومه على المدينة".


وفي شريط فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حينها، ظهرت قوافل عسكرية تركية تحمل دبابات وذخيرة وتتحرك بحرية تحت أعلام داعش في منطقة حدودية قرب معبر كاركامس الحدودي.

أردوغان وقيادات التنظيم
ذكرت صحيفة حريت ديلي نيوز، في تقرير سابق، أن هناك تعاطف شديد بين صفوف المسؤولين الحكوميين اجتاه تنظيم داعش، وصرح أحد المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم لم تذكر هويته قائلاً: "إنهم مثلنا، يقاتلون سبع قوى كبرى في حرب الاستقلال، كنت أفضل أن يكون داعش جاراً لي بدلاً من حزب العمال الكردستاني".

فيما قال عضو آخر في حزب العدالة والتنمية، في منشور على صفحته على موقع فيس بوك: "لحسن الحظ داعش موجود، لن تنفذ منه الذخيرة أبداً".


وكانت تقارير صحافية عالمية أشارت إلى لقاءات سرية بين بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي، ومسؤولين أتراك من جهة، وبين مقاتلين من داعش من جهة أخرى.