الأحد 13 أكتوبر 2019 / 16:34

"الموت غرقاً".. إلى العربية

صدر حديثاً عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر" في بيروت، الترجمة العربية لرواية "الموت غرقاً"، التي تجمع بين السيرة الذاتية والأجواء التخيلية والصورة والتاريخ، للحائز على جائزة نوبل للآداب كنزابورو آوي.

وتعد هذه رواية داخل رواية، مسكونة بالفنّ والأمل والموت، يتربّع على عرش البطولة فيها، إضافة إلى شيكو، وأخته آسا، وأمّه، وأبيه، الشاعرُ والمسرحي ت. س. إليوت، والموسيقار بيتهوفن، والمفكّر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد، والكاتب الميثولوجي السير جيمس جورج فريزر.

وتأتي رائعة الروائي كنزابورو آوي هذه، لتفتح الباب واسعاً أمام استكشاف الأعماق المضطربة لعالمي الموت والموروثات، ولتؤكّد قدرة العمل الروائي على معالجة الصدمة التي تصيب الفرد، والجماعة، حسب صحيفة "الشرق الأوسط".

كوغيتو شوكو، بطل آوي الذي يعمل روائياً، لن يهدأ قبل أن يكتشف سرّ موت أبيه غرقاً، ولن يتمكّن من إكمال رواية بدأها عن ذاك السرّ من دون الصندوق الأحمر ومحتوياته، ولن يستطيع من دونه أن يتحرّر من عقدة الذنب في أنه تهرّب من إنقاذ أبيه. والصندوق بحوزة أمًّ حجبته عنه، حتى بعد موتها بعشر سنوات، لئلّا يتسبب في فضيحة جديدة.

يعجز شوكو عن وضع حدٍّ فاصل بين ذكرياته وتخيّلاته وأحلامه: أين تبدأ الحقيقة؟ وأين يسترسل الحلم؟ وما الدور الذي يؤدّيه الذنب في طمس الذكريات؟.

ولطالما حاول شوكو اكتشاف السبب الذي دفع أبيه إلى الإبحار بقاربه في النهر وسط فيضانٍ جارفٍ كان يهدّد القرية كلّها بالغرق؛ لكنّه أخفق، حتى اليوم، في ذلك.. وما سرّ ذاك المخطَط الثائر، الذي طالما تردّد على مسامعه، لشنّ هجومٍ على الإمبراطور ميكادو؟.

هل سيتمكّن شيكو من استكمال روايته، وعبرها، من استكمال قصة أبيه، وقصّته هو؟ هل فعلاً يستطيع السرد رأب الصدوع السياسية، والاجتماعية، والأُسرية؟، هذا ما تحاول الحكاية أن تجيب عليه.