فرار عائلات داعش من مخيم عين عيسى في شمال سوريا(أ ف ب)
فرار عائلات داعش من مخيم عين عيسى في شمال سوريا(أ ف ب)
الأحد 13 أكتوبر 2019 / 22:44

داعش ضعيف ومكروه.. ولن يعود بسرعة

24- نيفين الحديدي

تحدثت تقارير إعلامية عربية وأجنبية، عن هروب مئات السجناء الأجانب من تنظيم داعش من معسكر في شمال سوريا، بسبب القصف التركي، اليوم الأحد، مما يفاقم المخاوف من أن الهجوم التركي يهدد بنشر الفوضى في البلاد، وإعادة نفوذ داعش بالمنطقة.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، أعلنت، اليوم الأحد، فرار نحو 800 شخص من عائلات تنظيم داعش، من مخيم عين عيسى للنازحين شمال سوريا، إثر سقوط قذائف قربه مع استمرار هجوم القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.


ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأحد، فإن الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أخرى، حذرت من أن العملية التركية في سوريا، تهدد بنشر المزيد من الفوضى في البلد الذي مزقته الحرب، وستصرف انتباه قوات سوريا الديمقراطية عن محاربة فلول داعش والخلايا النائمة.

وقالت الأمم المتحدة، إن "عدد النازحين بسبب التوغل التركي ارتفع إلى 130 ألف شخص بحلول، اليوم الأحد".



مدنيون هاربون من شمال سوريا بعد القصف التركي

وحذرت السلطات الكردية وقوى أجنبية مراراً من أن الهجوم التركي قد يتيح للإرهابيين الفرار.

ورغم المخاوف، يقلل محللون، نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية، من المخاوف المتعلقة باستعادة داعش لقوته، قائلين: تنظيم داعش الضعيف والمكروه على نطاق واسع سيتعرض لضغوط شديدة لتكرار حملته لعام 2014، عندما استولى على قطاع شاسع من العراق وسوريا وأعلن "الخلافة". 


عائلات عناصر من تنظيم داعش يجلسون بجانب عناصر من قوات سوريا الديمقراطية - أسوشيتد برس

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مخيم عين عيسى يضم حوالي 12000 نازح، بما في ذلك حوالي 1000 امرأة وطفل ينتمون إلى داعش، ولديهم مخاوف من الهجوم التركي.

ومن جهته، قال المحلل الأمني أليكس ميلو: "البيئة في العراق وسوريا الآن مختلفة تماماً، وسيواجه الفارون من داعش صعوبة في إعادة دمج أنفسهم في المجتمعات السنية المحلية". "لا يزال هناك خطر كبير، لكن من وجهة نظري لن يؤدي على الأرجح إلى عودة داعش بسرعة".



مدنيون يهربون مع أمتعتهم بسبب القصف التركي

وقال مارفان كامشلو، من الدفاع الذاتي في قوات "قسد"، إن "الحراسة في المخيم ضعيفة للغاية الآن"، وأضاف أن المعسكر(عين عيسى) الواقع على بعد حوالي 50 كم شمال الرقة، سيحتاج إلى 1500 حارس، محذراً: "ليس لدينا العدد الكافي"، وفق ما أوردت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، اليوم الأحد. 

وفيما يتعلق بهويات الهاربين، أشارت الصحيفة إلى أنها لم تكن معروفة، لكن منظمة إنقاذ الطفولة، وهي جمعية خيرية، قالت، إن المرفق يضم 249 امرأة و700 طفل من أفراد عائلات تنظيم داعش".


وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد، إن تنظيم داعش داخل مخيم عين عيسى استغل الهجوم التركي للتغلب على الحراس وإجبار البوابات على فتحها، مما سمح لـ785 شخصاً بالهرب.

وقال عامل إنساني على اتصال بأشخاص في عين عيسى، إن "إدارة المخيم هربت بعد القصف التركي في المنطقة".



امرأة تهرب مع أطفالها أثناء القصف التركي على مدينة رأس العين

ومن جانبها، حذرت قوات سوريا الديمقراطية منذ بداية العملية التركية ضدهم، بأنهم لم يعودوا في وضع يسمح لهم بحراسة المعسكرات والسجون، حيث يحتجز الآلاف من أعضاء داعش الذين تم أسرهم في المعارك.

ورغم الإدانة العالمية والتهديدات الجديدة بفرض عقوبات من إدارة ترامب على تركيا، بسبب تدخلها العسكري في سوريا، غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد بمواصلة الهجوم.



وقال أردوغان، في خطاب متلفز، اليوم الأحد: "إننا نواجه تهديدات مثل العقوبات الاقتصادية وحظر الأسلحة، لكن أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون جعل تركيا تنحني أمام هذه التهديدات مخطئون على نحو خطير".



وكانت تركيا بدأت رسمياً ما أسمته عملية "نبع السلام" في شمال شرق سوريا، الأربعاء الماضي، لـ"تطهير" المنطقة من "الإرهابيين" والفصائل الكردية هناك، حسب ما أعلن الرئيس التركي.