صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 14 أكتوبر 2019 / 11:14

صحف عربية: أردوغان يتدثر بـ "عباءة الفاتح" لغزو سوريا

24 - معتز أحمد إبراهيم

تتواصل تداعيات الغزو التركي لشمال شرق سوريا، في إثارة اهتما الصحافة العربية، في ظل توظيف أنقرة مراجع وشعارات دينية في حملتها، فيما تصاعدت المخاوف من عودة قوية لتنظيم داعش الإرهابي بسبب هذا العدوان.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، بات التنافس الأمريكي الروسي واضحاً في سوريا، وسط توقعات بخروج الولايات المتحدة من المنطقة، وتفرد روسيا بالقرار، عبر تحالفات مع تركيا وإيران.

الجيش المحمدي
اهتمت صحيفة العرب "بالجيش المحمدي"، الذي تحدث عنه الرئيس التركي بعد إطلاق العدوان على سوريا.

ولفتت الصحيفة إلى أن توظيف المقدس يشكل جوهر سياسة أردوغان ، خاصةً أنه تعود إطلاق مسميات "إسلامية" على جرائمه ليصبغها بصبغة دينية. وأضافت أن إطلاق "الجيش المحمدي" على الجيش التركي، محاولة منه لإضفاء نوع من القداسة على الحملة العسكرية العدوانية التي يهدف من خلالها إلى احتلال جزء من أراضي دولة عربية، رغم كل محاولاته للإنكار، بحثاً عن الظهور في صورة "القائد التركي القوي" الذي يدافع عن "الأمة"، ولتعزيز نظرة الأتراك لأنفسهم أمّة متفوقة عرقياً ووصية على الإسلام والمسلمين، وحاملةً للواء الخلافة العثمانية البائدة.

نبع السلام 
وفي سياق متصل، أشار  عريب الرنتاوي في موقع قناة الحرة الإخباري، إلى أن الغزو التركي " نبع السلام" تحقيق لحلم داعب أنقرة منذ دخول الأزمة السورية في طورها الدامي والعنيف في 2012.

وأشار الكاتب إلى أن تركيا ترغب على عكس ما تعلن في تحقيق هدفين إثنين، إقامة حزام سكاني عربي سني يحل محل "الكريدور الكردي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها ووحدتها الترابية، وتمكين أردوغان وحزب العدالة والتنمية من شد "العصب القومي" للأتراك، على أمل الاحتفاظ بالرئاسة والأغلبية البرلمانية، بعد دوامة الهزائم الانتخابية والانشقاقات الداخلية في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

الإسكندرون الثاني
من جانبها، تطرقت الكاتبة سوسن الشاعر، في صحيفة الوطن البحرينية، إلى التداعيات الاستراتيجية للحرب التركية على سوريا، والتي سيكون لها آثاراً دقيقة على المنطقة، لافتةً إلى تفهم الولايات المتحدة وروسيا تحديداً للعملية التركية، رغم تصريحات ترامب. 

وأوضحت الكاتبة إن الاجتياح التركي الأول، لعفرين هجر "أكثر من ربع مليون سوري" وتزامن مع "دخول ألوية عسكرية تركية بمسميات عثمانية مثل لواء السلطان مراد، ولواء السلطان شاه، بالتعاون مع فصيل سوري معارض هو "فيلق الشام" المحسوب على الإخوان المسلمين السوريين، وهو ذات الفصيل السوري المتعاون مع تركيا اليوم في الاجتياح الثاني".

وتشير الكاتبة إلى أن أردوغان، الذي يغزو سوريا مرة أخرى، لن يضمن خروجه منتصراً من هذه التجربة، وبعد أن "منح الحلفاء تركيا لواء الإسكندرون الذي اقتطعوه من سوريا في 1939 نظير مشاركتها في الحرب العالمية الثانية" فإن ذلك لا يعني أنه طليق اليدين لاقتطاع اسكندرون جديد، وربما
 واجه "فخاً نصب لاستدراجه وإغراقه في مستنقع يصعب الخروج منه، وهو الذي يريد تلميع صورته المنهكة في الداخل التركي استعداداً للانتخابات القادمة وتعويض هزيمته النكراء في الانتخابات البلدية" الأخيرة.

حرب سورية وفوز روسي 
من جهته، قال كاتب محمود رشدي في موقع "رؤية" الإخباري، التحليلي، إن روسيا تصر على قلب موازين الحرب لصالحها في سوريا.

وأضاف الكاتب أن روسيا تكمل اليوم دورها في إضعاف النفوذ الأمريكي في سوريا، بالموافقة الضمنية على الهجوم التركي، مشيراً إلى أن روسيا سعت إلى تعزيز العلاقة مع تركيا للوصول إلى تفاهمات مشتركة حول مصالحهما في سوريا، كما جاء في اتفاقات مثل أستانة وسوتشي مع الجانب الإيراني، لضمان التوصل لتسوية مستقبلية.

وتوقع رشدي أن تدفع روسيا النظامين في سوريا وتركيا لنقاشات على حدود المناطق الآمنة، بالتوازي مع تفاهمات بين النظام السوري والأكراد، والتي يبدو أنها انطلقت بعد الأنباء عن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية قسد وروسيا لتسليم عين العرب، ومنبج للنظام السوري، والسماح له بدخولهما.