الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 / 11:22

4 خطوات لوقف القتال بين تركيا والأكراد ومنع عودة داعش

كتب الباحث جيم هانسون، رئيس مجموعة الدراسات الأمنية، في تقرير بموقع "فوكس نيوز" الأمريكي، أن غزو تركيا لشمال سوريا لمهاجمة القوات الكردية، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة الحدودية بين البلدين، أسفر عن كابوس فوضوي لا يجب أن يستمر.

يجب أن تطالب الولايات المتحدة تركيا بوقف إطلاق النار وتفرض عقوبات ضد تركيا إذا استمرت في القتال

ويُشير التقرير إلى أن الغزو التركي أدى حتى الآن إلى فرار أكثر من 130 ألف لاجئ من منازلهم في شمال سوريا، فضلاً عن عدد غير محدد من الإصابات الناجمة عن الغارات الجوية التركية والمعارك البرية.

تداعيات الانسحاب الأمريكي
ورغم أن الباحث يتفق مع رفض الرئيس ترامب خوض القوات الأمريكية لحروب بلا نهاية في الشرق الأوسط، إلا أنه يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في قراره المفاجئ بسحب القوات حتى لا يتصاعد القتال وتراق المزيد من الدماء.

وينقل التقرير عن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير، أنه إضافة إلى بضع عشرات من الجنود الأمريكيين الذين انسحبوا في وقت سابق من الحدود السورية التركية، فإن قرابة ألف جندي في شمال سوريا سيسحبون قريباً وينقلون إلى الجزء الجنوبي من سوريا.

ويرى الباحث أن هذا الانسحاب الجديد من شأنه أن يسمح للقوات التركية بالتعمق في سوريا وترك المناطق الغنية بالنفط مفتوحة للغزو من قبل قوات النظام السوري أو الحرس الثوري الإيراني، وهو السيناريو الأسوأ.

هروب آلاف الدواعش
ويضيف التقرير "التخوف الأكبر الآن يتمثل في أن انشغال المقاتلين الأكراد بالقتال ضد القوات التركية سيقود إلى إطلاق سراح حوالي 11 ألف مقاتل داعشي، يمكنهم إعادة تكوين قوة عسكرية خطيرة، إذ يتولى الأكراد حراسة سجناء داعش نيابةً عن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي رفضت السماح بعودتهم إلى أوطانهم الأصلية".

وثمة تطور آخر يثير القلق، حسب الباحث، فقد أعلن الأكراد السوريون يوم الأحد الماضي أن قوات نظام الأسد وافقت على مساعدتهم في وقف التوغل التركي، وربما يقود ذلك إلى القتال بين تركيا، وسوريا، وروسيا التي تدعم النظام السوري في الحرب الأهلية المستمرة.

ويقول الباحث: "بالطبع لا أؤيد بقاء القوات الأمريكية إلى أجل غير مسمى في سوريا، ولكن ثمة حاجة إلى دفعة من القوة والطاقة، لضمان المغادرة دون خلق نسخة أخرى من المشكلة ذاتها، إعادة تنظيم صفوف تنظيم داعش الإرهابي، السبب الرئيسي لدخول الولايات المتحدة إلى سوريا".

إدانة جرائم تركيا
ويقترح الباحث أربع نقاط على إدارة ترامب التركيز عليها لوقف القتال بين تركيا والأكراد في سوريا، ومنع عودة داعش.

أولاً، يجب أن تطالب الولايات المتحدة تركيا بوقف إطلاق النار وأن تسلط عليها عقوبات إذا استمرت في القتال. وقد انتهكت الحكومة التركية روح ومضمون أي استرضاء منحه ترامب إلى أردوغان لتأمين الحدود التركية مع سوريا، ويوم الأحد الماضي قال أردوغان إن القوات التركية تسيطر الآن على حوالي 70 ميلاً مربعاً في شمال سوريا. ويجب إجبار تركيا على وقف أعمالها المروعة، بما في ذلك الهجمات ضد المدنيين.

ثانياً، على الولايات المتحدة العمل مع الحلفاء لإنشاء مخيمات للاجئين خارج الأراضي التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، إذ يحتاج الأكراد وغيرهم من الفارين من الغزوات التركية، إلى ملاذ آمن.

ثالثاً، يجب إعلان الحد الأقصى للتوغل في سوريا الذي ستسمح به الولايات المتحدة لتركيا، ما يعني إنشاء منطقة حظر جوي، وبري ضد القوات التركية، والولايات المتحدة قادرة على فرض منطقة حظر طيران، ويمكن إعطاء القوات الكردية والقوات المتحالفة معها الأسلحة الكافية والذخائر لفرض منطقة حظر بري.

رابعاً، على إدارة ترامب السعي للحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي لإدانة التطهير العرقي وجرائم الحرب التي ترتكبها تركيا في شمال سوريا.

السلام بالقوة
ويؤكد التقرير أن تنظيم داعش هُزم، ولكنه لم يمت، ومن ثم فإنه لا يجب التنازل عن ساحة المعركة للأعداء، خاصةً أن آخر ما تحتاجه سوريا، أن يستولى تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى على الأرض ويُعلن خلافة جديدة.

ويلفت الباحث إلى أن مبدأ الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان الذي يتمثل في "السلام بالقوة" كان الأفضل، ورغم أن ترامب يستهدف "أمريكا أولا"، إلا أنه يمكن الجمع بين الهدفين، لأنه دون قوة لا يمكن تحقيق السلام.

ويحاول ترامب الالتزام بوعوده الانتخابية بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، ولكن الباحث يؤكد أن عليه اختيار التوقيت المناسب لذلك، وبصورة تدريجية.

وتضمنت الخطة الأمريكية للانسحاب النهائي من سوريا تحديد ما يجب فعله، للرد على تمسك تركيا بإنشاء منطقة عازلة لإزالة ما تعتبره ملاذاً آمناً للانفصاليين الأكراد على الحدود السورية. ولكن الولايات المتحدة أخفقت في إقناع الأتراك والأكراد في ذلك، وفي نهاية المطاف أعلن أردوغان أنه سيرسل قواته إلى سوريا رغم معارضة الولايات المتحدة.

التخلي عن الأكراد

وفي مقابل هذه الحالة السيئة، قرر ترامب نقل القوات الأمريكية من المنطقة الحدودية، بدعوى أنها كانت فيها فقط لهزيمة داعش، ولا يجب أن تظل هناك إلى أجل غير مسمى. ولكن الباحث يرى أن الظروف الحالية وجرائم الحرب التي ترتكبها تركيا في سوريا، تتطلب إعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية.

ويوضح التقرير أن الأكراد كان لهم دور بارز في نجاح الولايات المتحدة في هزيمة داعش، ولذلك يتعين الاهتمام بسلامتهم. بيد أن تركيا، حليف الولايات المتحدة في حلف الناتو، وإذا اضطرت أمريكا إلى الاختيار ما بينها وبين الأكراد، فإنها ستميل إلى تركيا رغم أن الأخيرة ليست حليفاً نموذجياً، فقد رفضت السماح بنقل القوات الأمريكية عبر تركيا إلى شمال العراق مرة أخرى في 2003، وزادت الأمور سوءاً بشكل تدريجي حتى بلغت ذروتها مع إصرار تركيا على إتمام صفقة الأسلحة الروسية.

إعادة نظر في السياسة الأمريكية
ويضيف الباحث "حتى إذا تخلت الولايات المتحدة عن جهودها لإصلاح العلاقات مع تركيا، فإن ذلك يعني التخلي عن هذا الحليف الاستراتيجي لصالح روسيا، في منطقة لا يتوفر فيها الكثير من الحلفاء، وعلاوة على ذلك يوجد 5000 جندي في قاعدة أنجرليك الجوية التركية إلى جانب عشرات الأسلحة النووية. ولذلك يدرك أردوغان جيداً أن الولايات المتحدة لا ترغب في تحويل تركيا من حليف إلى خصم".

ويكشف الباحث أن خطة إنهاء الوجود الأمريكي في سوريا، التي أعدتها مجموعة الدراسات الأمنية التي يرأسها، بعدما أعلن الرئيس ترامب عزمه لسحب القوات الأمريكية في 2018، كانت تتضمن منح تركيا منطقة عازلة، ولكنها منحت الأكراد أيضاً منطقة أمنية، وحماية للمناطق النفطية السورية من إيران، ونظام الأسد.

ويختتم التقرير بالقول "لا أن تنسحب الولايات المتحدة ببساطة من سوريا والشرق الأوسط والتخلي عن مسؤوليتها الدولية بصفتها أقوى دولة في العالم، والأجدر بها التوصل إلى حل وسط بين البقاء في سوريا لعقود، والانسحاب في غضون أسابيع قليلة، وذلك للحفاظ على المصالح الأمريكية ومصالح الحلفاء في المنطقة".