الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 / 11:43

الغزو التركي يقرب الأكراد من دمشق

24- زياد الأشقر

كتب بن هوبارد وتشارلي سافج وإريك شميث وباتريك كينغسلي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القوات الكردية التي تحالفت منذ وقت طويل مع الولايات المتحدة في سوريا، أعلنت اتفاقاً جديداً الأحد مع الحكومة في دمشق، التي تعتبر عدواً لواشنطن، والتي تتمتع بدعم موسكو، في الوقت الذي توغلت فيه القوات التركية إلى مسافات أعمق في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، بينما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.

الاتفاق مع دمشق يمهد الطريق أمام القوات الحكومية للعودة للمرة الأولى منذ سنوات إلى شمال شرق البلاد في محاولة لصد الغزو التركي

ولفت التقرير إلى أن هذا التحول المفاجئ، يمثل نقطة تحول في الحرب السورية الطويلة. وفي الأعوام الخمسة الماضية، اعتمدت الولايات المتحدة على قوات يقودها الأكراد لمقاتلة تنظيم داعش وللحد من نفوذ إيران، وروسيا، اللتين تدعمان الحكومة السورية، للحفاظ على نوع من الرافعة لدور في أي تسوية سياسية للنزاع هناك.

والأحد، وبعدما تخلى ترامب فجأة عن هذا المسار، بدا أن الرافعة الأمريكية تهاوت بالكامل، ما يهدد بإطلاق يد بشار الأسد وداعميه الإيرانيين والروس، ويعرض للخطر المكتسبات التي تحققت بشق النفس ضد داعش، ويفتح الباب أمام أحتمال عودة ظهور التنظيم الجهادي.

فوضى
وأشار التقرير إلى أن الاتفاق مع دمشق يمهد الطريق أمام القوات الحكومية للعودة للمرة الأولى منذ سنوات إلى شمال شرق البلاد في محاولة لصد الغزو التركي، بعد سحب الولايات المتحدة قواتها، ما تسبب في إطلاق الفوضى ونزيف الدم.

وأضاف أن إعلان الاتفاق مع دمشق توج يوماً من التطورات المتسارعة من قبل القوات المدعومة من تركيا، وفرار مئات النساء والأطفال من أسر مقاتلي داعش، الذين كانوا محتجزين في أحد المعسكرات.

وفي الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تُعيد الانتشار، أفاد مسؤولان أمريكيان بأن الولايات المتحدة أخفقت في نقل 50 مقاتلاً داعشياً "من ذوي القيمة العالية" إلى خارج سوريا. وأضافا أن تقدم القوات المدعومة تركياً وسيطرتها على طريق رئيسي عقد الانسحاب الأمريكي.

مقتل العشرات
ولفت التقرير إلى أن الغزو التركي، أسفر عن مقتل العشرات، في الوقت الذي يتهم فيه المقاتلون الأكراد الولايات المتحدة بخيانتهم وتركهم تحت رحمة الأتراك، ما دفعهم لابرام اتفاق مع دمشق، التي قالت إن قواتها تتحرك شمالاً للسيطرة على بلدتين، والتصدي لـ "العدوان التركي".

ورفض الأكراد، وفق ما يقول مسؤولون أمريكيون، أن يدعوا الجنود الأمريكيين ينقلون المزيد من أسرى داعش من مراكز الاعتقال التي أقيمت في مدارس سابقة، وسجون سابقة للنظام السوري.

وإجمالاً يوجد 11 ألف محتجز في هذه المراكز، بينهم تسعة آلاف سوري وعراقي. ويوجد أيضاً ألفان من نحو 50 دولة ممن رفضت حكومات هذه الدول استردادهم.

وأثار القتال القلق من فرار المحتجزين وتسهيل عودة التنظيم المتطرف، ومع تناقص عدد الجنود الأمريكيين في شمال سوريا، تضاءلت فرص نقل المزيد من معتقلي داعش إلى خارج سوريا.