أطفال ونساء في مدينة باراند النائية شمال شرق طهران (نيويوركر)
أطفال ونساء في مدينة باراند النائية شمال شرق طهران (نيويوركر)
الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 / 15:33

بالصور: "مدن الأشباح" تكشف إفلاس نظام الملالي

24 - إعداد: ريتا دبابنه

سعى نظام الملالي في إيران، منذ 1979، إلى خلق جيل "إسلامي" جديد، عبحث النساء على الإنجاب، فخفض سن الزواج للإناث إلى 9 أعوام، وبحلول 1986، أصبح متوسط عدد أفراد الأسرة 6 أطفال، للحفاظ على "الثورة الإسلامية"، دون خطة تؤمن إطعام هذا الشعب، وتلبية أبسط احتياجاته.

وتزامنت الزيادة السكانية مع النزوح الجماعي إلى المدن ، مدفوعاً أولاً بغزو العراق في الثمانينيات، ثم بإغراء الفئة العاملة بالوظائف، والتعليم المجاني في التسعينيات.


ومع زيادة الضغوط، أقرت الحكومة خفض متوسط حجم الأسرة إلى طفلين، لكن إيران لا تزال تكافح من أجل إطعام شعبها، وتعليمه، وتوظيفه، وإسكانه.

بعد أربعة عقود من الثورة، زاد عدد السكان بنحو خمسين مليون نسمة، وتضاعف عدد الأسر إلى أربعة أضعاف، ولا يمكن لطهران العاصمة التي تعاني طفرة سكانية وتلوثاً كبيراً، احتضان الذين يريدون العيش فيها.


وفي محاولاتها العقيمة لحل أزمة نقص المساكن، عمدت الحكومة على بناء بلدات "فضائية" على ارتفاعات كبيرة من سطح الأرض، في مناطق جرداء بعيدة عن العاصمة.

وكان من المفترض أن تتكون هذه المناطق السكنية، من مبان بأسعار معقولة، مع مرافق حديثة للسكان من ذوي الدخل المنخفض، والمتوسط، الذين لا يتحملون نفقات السكن في العاصمة، إلا أن الشقق التي بنيت على هذا الأساس، تعاني من خلل في أنظمة الصرف الصحي، والافتقار إلى التدفئة، وصعوبة ربطها بشبكات الماء والكهرباء، قبل أن يدمر أكثرها زلزال 2017.


وتعرضت صحيفة نيويوركر لهذه المأساة، الاجتماعية في إيران، بصور بعدسة المصور الإيراني هاشم شاكري، والتي تظهر الأبراج الخرسانية وكأنها أشباح وسط مرتفعات نائية.

وقال شاكري للصحيفة: "كل الذين أتوا إلى هنا فقدوا شيئاً ما في حياتهم، كانوا موظفين اعتادوا الحصول على مرتباتهم الشهرية، إلا أنه بعد الأزمة الاقتصادية، لم يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم".


وأضاف "كان هناك عدد قليل جداً بل يكاد لا يرى من المتنزهات، والملاعب، والمنافذ الاجتماعية، علامات الحياة محدودة خارج تلك المرتفعات. هناك هدوء غريب في تلك مدن"، من بينها مدينتي باراند وبارديس التي تعني "جنة" بالفارسي، الواقعتان شمال شرق طهران.

وأوضح المصور الإيراني أن "هناك حلقة مفرغة متكررة يحرم فيها الناس من النوم أو الراحة، عليهم أن يستيقظوا مبكراً، وأن يعملوا حتى وقت متأخر للذهاب إلى طهران، الأمر الذي يستغرق الكثير من الوقت".



وحسب الصحيفة، تعمقت أزمة الإسكان في البلاد بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الصفقة النووية الإيرانية، في مايو (أيار) 2018، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية، فانخفض الريال 60%، ما رفع أسعار العقارات في طهران، بأكثر من الضعف.

ومع ذلك، فإن عشرات الآلاف من الشقق في البلدات الجديدة فارغة، ورغم أنها أرخص، إلا أن العديد من الإيرانيين لا يستطيعون شراءها.