القوات التركية في سوريا (أرشيف)
القوات التركية في سوريا (أرشيف)
الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 / 23:55

العملية التركية في سوريا: انتصار لداعش وإيران

24 - إعداد: شيماء بهلول

بعد انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وهجر الأكراد ووضعهم تحت رحمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتهى تورط الولايات المتحدة في حرب سوريا الذي افتقر للغرض والهدف، ما قد يكون له عواقب وخيمة على حلفائها في المنطقة.

فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان محقاً عندما قال إن بلاده لم يكن لها أبداً أي اهتمام خاص بسوريا، واصفاً إياها بأنها "دولة الرمال والموت"، التي قسمت على أسس عرقية وقبلية وأصبحت الآن ملعباً لروسيا وتركيا وإيران.

ووفقاً لصحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، فإن القوات الأمريكية لم تدخل سوريا لإنهاء الحرب الدامية التي اندلعت هناك، كما أنهم لم يزعموا أبداً بأنهم حاملو الحرية والعدالة للشعب السوري، ولم يذهبوا إلى هناك كما كانت إسرائيل تأمل لكبح التوسع الإيراني.

وأشارت الصحيفة إلى أن هدف الأمريكيين كان محاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي سيطر على ما يقرب نصف سوريا واستخدم تلك المناطق كنقطة انطلاق لموجة من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأوضحت أن الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إلى سوريا، تمكنوا من تدمير دولة الخلافة التي بناها داعش، ولافتة إلى أنه يمكن أن يعزى نجاحهم بشكل أساسي إلى انضمام الأكراد في شمال سوريا وغرب العراق إلى المعركة، فالمقاتلون الأكراد في سوريا هم الذين خاضوا معارك ضارية وقهروا قرية بعد قرية، بلدة تلو الأخرى من داعش حتى النصر النهائي.

ولكن على الرغم من انهيار الدولة التي أنشأها التنظيم، لم يتم القضاء على داعش كقوة حرب عصابات ولا يزال يحتفظ بوجود في أوساط السكان السنة في سوريا والعراق، كما أن أيديولوجيته لم تختف وذلك نسبة إلى ما تشهده الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية.

وذكرت الصحيفة أن القليل جداً قد تغير في المجال السوري العراقي في العقد الماضي، حيث ما زال السكان السنة يشعرون بالاضطهاد من قبل الحكام في بغداد ودمشق، الذين يرأسون الأنظمة الخاضعة للتأثير الشيعي والعلوي، وقد نما هذا الشعور إلى حد القهر وحتى الكراهية في ظل الوجود الإيراني الذي يعتبره الكثير من السنه لا يطاق.

ورغم أن الأمريكيين حافظوا على وجودهم في المنطقة ودعمهم للأكراد، لا يزال تنظيم داعش يكافح من أجل رفع رأسه، حيث باتت لديه فرصة أكبر اليوم للعودة تزامناً مع التوغل التركي في شمال شرق سوريا.

يذكر أن تركيا لم تقاتل داعش مطلقاً، كما أنها لا تعتبر التنظيم عدواً خطيراً، بل أداة مفيدة على الأكثر للاستخدام ضد الأكراد وأيضاً ضد قوات الأسد وإيران، وفي المقابل، ركزت أنقرة على الجماعات المتمردة الأكثر اعتدالاً وهم (الأكراد)، والتي اعتبرتهم تهديداً لنظامها، في حين أن الأكراد هم الذين يشنون حرباً شاملة على داعش في الأراضي السورية.

وحسب الصحيفة، ستكتشف الولايات المتحدة قريباً أنه بينما من السهل جداً مغادرة سوريا وإزالة القوات المتمركزة هناك، إلا أن المشكلة السورية لن تترك بسهولة، حيث سيتعين على واشنطن مواجهتها مرة أخرى، وربما هذه المرة من على الأراضي الأمريكية.