صحف (24)
صحف (24)
الأربعاء 16 أكتوبر 2019 / 11:02

صحف عربية: زيارة بوتين شراكة استراتيجية متميزة مع الإمارات

24 - معتز أحمد إبراهيم

دشنت الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شراكة استراتيجية متميزة مع الإمارات، وهي الشراكة التي تتعمق وتتزايد أهميتها في هذا الوقت السياسي الحساس والذي تواجه فيه المنطقة الكثير من التحديات.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن أهمية الزيارة تأتي لتوقيع الرئيس الروسي لاتفاقات تعاون مشترك مع الإمارات، فضلاً عن التأكيد على تطابق الرؤى الاستراتيجية المتعلقة بتطورات المنطقة، بجانب الاتفاق الاستراتيجي المشترك بين روسيا ودول الخليج في الكثير من القضايا.

شراكة استراتيجية
أشارت صحيفة "العرب" في تقرير لها إلى أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الإمارات والحفاوة الكبيرة التي لقيها والاتفاقيات التي تم التوصل إليها تشير إلى أن العلاقات الثنائية قد ارتقت إلى صيغة جديدة تقوم على شراكة في المصالح الاقتصادية وتقارب في المواقف السياسية بشأن الملفات الإقليمية والدولية.

ونقلت الصحيفة تصريحات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد الذي أشار إلى أن إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه البلدان خلال العام الماضي والذي يشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية وغيرها. كان بمثابة نقلة نوعية في مسار العلاقات الإماراتية – الروسية وأنه يعبّر عن توفر إرادة سياسية مشتركة للارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب.

نبهت الصحيفة أيضاً إلى أن البلدين طرفان أساسيان في العمل على استقرار وتوازن سوق الطاقة العالمي، وأنهما يتفقان حول ضرورة التصدي لخطر التطرف والإرهاب والقوى التي تقف وراءه وتدعمه. كما يعملان من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال الاستناد إلى مبدأ الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ووحدتها باعتبارها ركيزة هذا الاستقرار.

اتفاقات مشتركة
لفتت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أهمية هذه القمة، مشيرة إلى دقة التحركات والتصريحات الصادرة من الرئيس بوتين على هامش هذه الزيارة، حيث التقى مع رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي.

ونوهت الصحيفة إلى حرص المنصوري والنيادي على الترحيب بالرئيس الروسي الذي أعرب عن سعادته بلقائهما، متمنياً لهما التوفيق في مهامهما المستقبلية في خدمة بلدهما والإسهام في تقدمه وتطوره في مجال علوم الفضاء.

وأعرب الرئيس الروسي عن شكره وتقديره لدعوته لزيارة دولة الإمارات التي يطيب له وجوده فيها مرة أخرى. وأضاف أن العلاقات الثنائية بين البلدين تواصل تطورها في جو ودي وبناء، ووفق إعلان الشراكة الاستراتيجي، فإن العلاقات التجارية والاقتصادية تتسع وتشمل مختلف الجوانب. ونبهت الصحيفة إلى توقيع روسي والإمارات على اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية، والتي تستهدف تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.

وشملت المراسم وفقاً للصحيفة تبادل مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والصناعة في الإمارات ونظيرتها الروسية، ومذكرة تفاهم بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمؤسسة الحكومية للطاقة النووية الروسية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وشملت المراسم تبادل اتفاقية امتياز "غشا" بين أدنوك و"لوك أويل" الروسية.
دور روسي
أشارت صحيفة "الرؤية" الإماراتية إلى دقة وأهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي للخليج، وهي الزيارة التي تشمل كلاً من الرياض وأبوظبي.

وقال عدد من مبار المسؤولين السياسيين إن "هذه الزيارة تأتي إدراكاً من الجانب الروسي لأهمية السعودية والإمارات في دعم استقرار المنطقة، خاصة في ظل ما أحدثته تركيا وإيران من فوضى وأزمات إنسانية خاصة في العالم العربي".

وفي تصريحات خاصة للصحيفة قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن "السلاح الوحيد للعرب هو توحدهم إزاء الوضع الإقليمي سواء فيما يتعلق بإيران أو تركيا أو إسرائيل أو بغيرهم، الأمر الذي يزيد من أهمية ودقة هذه الزيارة".

وأشار وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية الأسبق وعضو البرلمان البريطاني أليستر بيرت، للصحيفة أيضاً إلى أهمية هذه الزيارة التي تأتي في وقت دقيق مع التحركات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ، قائلاً إن "سحب أمريكا لقوات من شمال شرق سوريا أفسح المجال لتركيا لمهاجمة الأكراد ما تسبب في أزمة إنسانية. يجب وقف هذا العدوان فوراً.

وأضاف بيرت أن العلاقات بين بريطانيا ودول الخليج وبخاصة الإمارات وطيدة ومستمرة وستصبح أكثر تماسكاً.

وأشار إلى أن دول الخليج تلعب دوراً كبيراً ومهماً من أجل استقرار وازدهار المنطقة، وباتت لاعباً أساسياً على الساحة الإقليمية والدولية، كما أن روسيا أدركت ضرورة تواجدها بالمنطقة بعد تراجع الدور الأمريكي.

علاقة تتجذّر
اللافت أن أهمية زيارة الرئيس الروسي لم تتوقف فقط عند زيارته للإمارات، ولكن أيضاً زيارته للسعودية، وهي الأهمية التي عبرت عنها صحيفة "الرياض اليوم" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "علاقة تتجذر".

وقالت الافتتاحية إن "كلمة الرئيس فلاديمير بوتين على هامش زيارته للمملكة تشكل أهمية كبيرة، خاصة وأن العلاقة بين المملكة وروسيا تمتد لزمن مبكّر وقديم بدأ منذ العام 1926، وشهدت تطوراً ملحوظاً جعلها تسير في تناسب طردي عبّر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسؤولين في البلدين".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي نبه إلى الدور المحوري الكبير والعميق الذي تلعبه المملكة في استقرار وثبات الأمن والسلم الدوليين وكذلك استقرار سوق النفط، موضحة أن كل هذا يؤكد محورية دور المملكة الذي يتعاظم يوماً بعد يوم، سيما في ظل سعي النظام الإيراني لفرض الهيمنة وإثارة القلاقل، وكذلك ما تقوم به تركيا حالياً من اعتداءات على سوريا ما يضاعف دور المملكة باعتبارها لاعباً رئيساً في ضمان واستقرار الإقليم.

وقالت الافتتاحية إن "الزيارة كانت واعدة بالكثير من النماء والتعاون المشترك الذي يسهم بلا شك في تعزيز العلاقة بين البلدين وبما يضمن انعكاسها على مستقبل البلدين والعالم أجمع مع تعزيز التعاون في مختلف الجوانب.

العلاقات الروسية الخليجية
ومن افتتاحية الرياض إلى مقال لمحمد خلفان الصوافي في صحيفة "البيان الإماراتية"، وهو المقال الذي أشار فيه أيضاً إلى أهمية العلاقات الروسية الخليجية.

وقال الصوافي إن "هذه الزيارة المهمة تأتي كإعلان روسي للعودة إلى المنطقة كلاعب رئيسي من أجل تحقيق هدفين، الأول إنها "تؤثر على توازن القوى الكبرى في المنطقة، خاصة وأن الصين هي الأخرى تعتبر قوى منافسة"، والثاني أنها وللمرة الأولى "تكسر الاحتكار أو الانفراد الأمريكي بالمنطقة، خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003".

وشرح الكاتب أهمية السياسة الدبلوماسية الروسية، مشيراً إلى أن دبلوماسية روسيا استطاعت منذ أحداث ما كان يعرف بـ"الربيع العربي" أن تطور علاقاتها مع دول المنطقة خاصة السعودية والإمارات، أكثر دولتين تأثيراً في المنطقة في هذه اللحظة التاريخية، وأحيت علاقتها مع مصر أكبر دولة في المنطقة، خاصة بعد أن بانت تغيرات الاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة.

ونبه الكاتب إلى أبرز وأهم القضايا التي يمكن فيها تشكيل صورة للتعاون الخليجي الروسي، لعل أبرزها القضية الفلسطينية، في مقابل ذلك فإن روسيا تعتبر الإمارات والسعودية البوابة الرسمية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لما تمثلانه من ثقل سياسي واستراتيجي.