الأربعاء 16 أكتوبر 2019 / 13:34

ماذا بعد هروب الدواعش من السجون الكردية؟

نشرت أخيراً تقارير حول حالات هروب من معتقلات ومعسكرات تضم أنصار داعش، بعدما كانوا في حراسة أكراد لاذوا بالفرار، حينما اكتسحت قوات تركية منطقتهم في شمال سوريا.

يقال إن عدداً من الأجانب يحاولون العودة إلى أوطانهم، لأنهم جاءوا إلى سوريا للعيش في كنف خلافة

ولفت غرايام وود، كاتب لدى موقع "أتلانتيك"، ومؤلف كتاب "سبيل الغرباء: لقاءات مع داعش"، لاضطرار أكراد سوريا للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الغزو التركي، والتخلي عن سجون داعش.

ويشير وود لهروب أكراد، وتركهم المعتقلات دون حراسة، وخروج أعضاء في داعش، منهم أوروبيون وأجانب يشكلون تهديدات أمنية خطيرة. ونشرت بروباغندا داعش تلك الأخبار بشماتة، ولجأ مقاتلون هزموا التنظيم إلى الصحراء بحثاً عن الأمان، بعدما تخلت عنهم أمريكا.

حماقات مضحكة
وشبه بعضهم ذلك الهروب الجماعي لأعضاء داعش لما جرى في بداية العقد الحالي، عندما اقتحم التنظيم سجوناً في العراق وأطلقوا سراح عناصر من السنة انضم عدد كبير منهم لاحقاً للتنظيم الإرهابي، بحثاً عن الحماية.
لكن، حسب الكاتب، لا يصح إجراء تلك المقارنة مع حماقات مضحكة وعواقب أمكن التنبؤ بها تماماً من الأسبوع الماضي.

ويرى الكاتب أن أفضل ما يمكن قوله بشأن تخلي أمريكا عن الأكراد هو أنه كان يفترض بهم أن يدركوا أن الأمريكيين سوف يبيعونهم.

ويمضي قائلاً إن الأتراك كرروا قولهم إنهم لن يقبلوا بدولة كردية يديرها أنصار حزب العمال الكردستاني( PKK)، الذي يشن حرب عصابات ضد تركيا، مع بعض المهل، منذ 1984.

وحسب كاتب المقال، يفترض انتقاد إدارة أوباما لاعتمادها في الحرب ضد داعش على تحالف علمت أنه سيؤدي حتماً إما لإعادة تفاوض كلي على العلاقة مع تركيا، أو خيانة الأكراد في سوريا. ولكن، برأي الكاتب، يفترض بقوة عظمى أن تأخذ بالحسبان نتائج خياراتها، وأن لا يتم ذلك في حالات فوضى غير مواتية لمصالحها.

توازن مستقر

ويرى الكاتب أن الوضع في سوريا قبل تغيير ترامب لسياسته هناك لم يكن وفق ما يسميه اقتصاديون توازناً مستقراً. وكان من المحتمل لتركيا أن تتقبل وجود دولة كردية غير رسمية، طالما واصلت الولايات المتحدة ضمان عدم استخدام أراضي تلك الدولة كمنصة لإطلاق هجمات ضد تركيا. كما ما كان لتركيا أن تنتظر إذناً لمهاجمة أكراد سوريا لو كان لدى الولايات المتحدة ما يكفي من النفوذ لإحباط مثل هذا الهجوم.

إلى ذلك، يتساءل كاتب المقال عما سيجري الآن بعدما فرغت السجون وأصبح لدى داعش قوة بشرية جديدة. ويقال إن عدداً من الأجانب يحاولون العودة إلى أوطانهم، لأنهم جاءوا إلى سوريا للعيش في كنف خلافة. وهناك من يقول إنه، مع تحول داعش إلى عصابة، ربما يفضل هؤلاء الأجانب الانتظار حتى يعيد داعش بناء جنته على الأرض.

ويحتمل أن يبقى بعضهم في سوريا بهدف السعي للانضمام إلى مجموعات جهادية أخرى. ولربما تتاح أمامهم خيارات عدة، وخاصة إن وصلوا إلى شمال غرب سوريا، حيث يواصل متمردون مدعومون من تركيا وجماعات جهادية أنشطتهم هناك. وحسب الكاتب، سيكون الأكراد أول ضحايا الغزو التركي.

جرائم حرب
ويشير الكاتب لورود تقارير موثقة حول ارتكاب جرائم حرب في شمال سوريا، ويتوقع المزيد. وعلاوة عليه، تشمل الأهداف المعلنة للغزو التركي ما يمكن أن يسمى إعادة ترتيب عرقي، لعزل الأكراد والسماح لغيرهم المتعاطفين مع تركيا كي يحلوا مكانهم.

وحسب الكاتب، لن تكون الولايات المتحدة موجودة للتوصل لاتفاقيات وصفقات بين حلفائها، ولكن روسيا ودمشق موجودتان، وتسعيان لبسط نفوذ تخلت عنه الولايات المتحدة. ومع تراجع ذلك النفوذ إلى درجة الصفر، أخذ الأكراد في الاصطفاف مع دمشق، وبصورة موسعة مع روسيا.