الخميس 17 أكتوبر 2019 / 15:26

تركيا توحّد حلفاءها وخصومها ضدها

يوجه الهجوم العسكري التركي ضد منطقة في شمال شرق سوريا غالبية سكانها أكراد، رسائل بموجات عدة، برأي بوراك بيكديل، صحفي تركي بارز، وكاتب لدى موقع "غيتستون"، مشيراً خصوصاً إلى أن أحد نتائج هذا الهجوم إثارة مزيد من الفوضى وسفك الدماء والدموع في منطقة مضطربة أصلاً.

طالبت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراء ضد تركيا. ووصف الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، العمل العسكري التركي بأنه "غزو"

ويقول بيكديل إن الولايات المتحدة "أكدت حمايتها للأكراد من تركيا"، وتحدث الرئيس الأمريكي ترامب عن "دمار اقتصادي"، إن تعرضت قوات كردية لهجمات. وكتب على تويتر: "كما أكدت من قبل، وأكرر الآن، إن نفذت تركيا عملاً أرى أنه يتجاوز خطوطاً حمراء، فسوف أدمر وأمحو الاقتصاد التركي(وقد فعلت هذا سابقاً).

وعدان
إلى ذلك يتساءل بيكديل عما حل بشأن وعد بـ"دمار اقتصادي"، أم أنه يضاف لوعد آخر لم تف به الولايات المتحدة..
من الناحية النظرية، نفذ التوغل التركي من أجل إنشاء منطقة آمنة بعرض 30 كيلومتراً، وطول 480 كيلومتراً نحو الحدود العراقية – وهو ما يغطي المنطقة التي يقيم فيه عدد كبير من أكراد سوريا.

ومن ذلك المكان، يفترض أن يطرد الجيش التركي ميليشيات كردية نحو الجنوب، ويمنع ما يمثل "خطراً وجودياً" على تركيا.

وتقول تركيا إنه حال إخلاء المنطقة من قوات YPG، التنظيم الكردي الرئيسي( الفرع السوري لتنظيم PKK)، فإنها ستبني بيوتاً ومشافي ومدارس ومراكز إصلاحية لمليوني لاجئ سوري تستضيفهم على أرضها.

سيناريو صعب
وباعتقاد كاتب المقال من الصعب تجسيد ذلك السيناريو. وكما حصل في اشتباكات سابقة عبر الحدود مع الجيش التركي، تعهد الأكراد بصد الهجوم رغم مزاعم بتكبدهم خسائر كبيرة. وفي13 أكتوبر( تشرين الأول)، قالت وزارة الدفاع التركية أنها "حيدت" 525 مقاتلاً كردياً.

وأدى قصف كردي لمقتل 18 مدنياً على الجانب التركي، بينهم رضيع سوري. كما أصيب أكثر من 100 مدني من سكان مدن وقرى تركية. وقتلت ناشطة كردية، هرفين خلف، وتسعة مدنيين بعدما جرتهم قوات تركية خارج سياراتهم "وأعدمتهم".

وأما بالنسبة لتمرد محتمل لجهاديين إرهابيين يختبئون في المنطقة، ومحتجزين داخل سجون مؤقتة، فقد أشيع، في 11 أكتوبر( تشرين الأول)، عن هروب خمسة من مقاتلي داعش من معتقلات يديرها أكراد، وزعم متطرفون أنهم مسؤولون عن تفجير قنبلة في المنطقة. كما هرب ما لا يقل عن"750" مقاتلاً، ويتوقع أن يستغل داعش الغزو التركي لاستعادة منطقة كان يسيطر عليها في السنوات الأولى للحرب الأهلية السورية.

وخلال حرب التحالف بقيادة أمريكية ضد داعش، لعب أكراد سوريا دوراً رئيسياً على الأرض. ومع هروب أكراد، يتوقع أن يسترد إسلاميون متشددون السيطرة على أجزاء من تلك المنطقة الحربية.

تأليب العالم
ويرى كاتب المقال أن الهجوم التركي أثار استياء معظم العالم الحر ضد تركيا. وعلاوة عليه، توحدت الأمم المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وإيطاليا وإسرائيل واليابان وأستراليا ومصر والسعودية والإمارات وإيران على شجب الغزو التركي. وحظرت ألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا بيع الأسلحة إلى تركيا.

وحسب الكاتب، انضم أصدقاء تركيا من دول إسلامية إلى الجوقة العالمية. فقد طالبت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراء ضد تركيا. ووصف الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، العمل العسكري التركي بأنه "غزو" و"عدوان" ضد دولة عربية، قائلاً إن الجامعة العربية تشجب الغزو، ويجب أن يرفضه العالم لأنه يتنافى مع الأعراف الدولية والقانون الدولي، مهما تكن الحجج التي يتذرع بها الغازي.

كما دعا أعضاء في الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات ضد تركيا، وبالفعل فرضت عقوبات ضد شخصيات تركية نافذة.

ويرى كاتب المقال أن "عملية نبع السلام" التركية ستفشل على الأرجح كسابقاتها، ولن تحقق لتركيا نتائج ترجوها: القضاء على مساع كردية مسلحة لإقامة حكم ذاتي في منطقة يسيطر عليها الأكراد في العراق وسوريا وتركيا.

ويتوقع الكاتب أن ينشر موقع غيتستون، في عام 2030، مقالاً آخر حول توغل تركي في سوريا أو العراق، وسوف يتعهد قادة أتراك "بإنهاء تمرد كردي" وسوف يتوحد العالم في إدانة الغزو التركي.