صورة مركبة لاستوديو أخباء الجزيرة مع صورة جاستن مارتن
صورة مركبة لاستوديو أخباء الجزيرة مع صورة جاستن مارتن
الخميس 17 أكتوبر 2019 / 12:34

كيف تحتال قطر لكسب النفوذ في الجامعات الأمريكية؟

أورد الخبيران في شؤون التطرف راين مورو وأليكس فانّس في تقريرهما ضمن "مشروع كلاريون" الأمريكي أدلة على أحدث عملية احتيال قامت بها قطر من أجل كسب النفوذ في جامعات أمريكية بدون أن تتعرض للمحاسبة من قبل وزارة التعليم. وقد حولت قطر مبلغاً يفوق مليون دولار على شكل منح لبروفسور مناهض للسامية وللأمريكيين في جامعة نورث وسترن الأمريكية.

يطلب القانون الأمريكي من الجامعات أن تكشف عن المعلومات المرتبطة بالهدايا الأجنبية كما المرتبطة ب "أي مصالح ملكية أو سيطرة على المؤسسة من قبل كيان أجنبي".

في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدر رئيس جامعة نورث وسترن مورتون شابيرو بياناً أدان من خلاله تغريدة أحد أساتذة الجامعة ويدعى جاستن مارتن. وصف شابيرو تغريدة مارتن بـ "غير الحساسة والمخيبة بشكل عميق". استخدم مارتن، وهو بروفسور مشارك مقيم في مجمع نورث وسترن في الدوحة، ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر للتقليل من الطبيعة الفظيعة لهذا العمل الإرهابي.

وغرد مارتن في تلك الذكرى: "11 سبتمبر سعيدة. أكثر من 8441 مدنياً قتلوا في اليمن هذه السنة بمساعدة أسلحة أمريكية... الولايات المتحدة متواطئة في إرهاب أكبر بكثير من ذاك الذي عانت منه على الإطلاق".

سجل إشكالي طويل
لدى مارتن، وهو أستاذ في مادة الصحافة، سجل طويل من وجهات النظر الإشكالية الداعمة لقطر التي تروج للمجموعات اللاسامية. وكشف مشروع كلاريون مؤخراً عن الإنفاق الكبير من الدول الأجنبية على الجامعات الأمريكية والعلاقة الإشكالية لجامعة نورث وسترن مع قطر. لكن على عكس المعتقد الشائع، لا تُظهر سجلات وزارة التعليم الأمريكية جميع الهبات القادمة من لاعبين أجانب ويمكن تجنب الإفصاح عن هذه العمليات من خلال إجراءات تهرب بسيطة. يطلب القانون الأمريكي من الجامعات أن تكشف عن المعلومات المرتبطة بالهدايا الأجنبية كما المرتبطة بـ "أي مصالح ملكية أو سيطرة على المؤسسة من قبل كيان أجنبي".

ومنذ سنة 2012، وصل حجم التمويل الأجنبي الذي تم الكشف عنه لصالح وزارة التعليم إلى 10,629,930,796 دولاراً. (حوالي 10 مليارات ونصف المليار من الدولار). أمّنت قطر وحدها 1,478,676,069 (حوالي مليار ونصف المليار من الدولار) إلى الجامعات الأمريكية على شكل هدايا وعقود، وفقاً للكاتبين.

شبكة الجزيرة والترداد الببغائي
لقد حصل مارتن على منحتين من قبل البرنامج الوطني لأولويات الأبحاث التابع لمؤسسة قطر. من خلال السيرة الذاتية التي نشرها على شبكة لينكدإن، أشار مارتن إلى أنّ حجم المبلغين اللذين وصلت إليه المنحتان هو 871,282 دولار و 483,005 دولار. لكن لم تتضمن أرقام وزارة التعليم أياً من المبلغين اللذين يصل مجموعهما إلى 1.3 مليون دولار.

تأسست جامعة نورث وسترن في قطر سنة 2008 على يد مؤسسة قطر ويركز هذا الفرع على الصحافة والتواصل.

 ووقّع هذا الفرع سنة 2013 على مذكرة تفاهم مع شبكة الدعاية السياسية التي تملكها قطر وهي قناة الجزيرة. ويشدد الكاتبان على أنّ الجزيرة معروفة بالترديد الببغائي لوجهات نظر النظام القطري، فتدافع عن تنظيم الإخوان الإرهابي ونشر الأفكار المناهضة للسامية والأمريكيين إضافة إلى دعم المجموعات الإرهابية.

انتقادات

وأشار مورو وفانس إلى أنه في مايو (أيار) الماضي، تعرضت شبكة الجزيرة بلاس الناطقة باللغة العربية لانتقادات كبيرة بسبب نشرها فيديو ينكر حدوث الهولوكوست في مخيمات الاعتقال النازية. وكتب مارتن عن كيفية عمل الجزيرة لتظهر بصدقية أكبر أمام الجماهير الأمريكية.

تحولت المنحتان إلى دراسة لسنوات عدة حول الاستهلاك الإعلامي في الشرق الأوسط. كذلك، وفرت الجزيرة تمويلات لهذا المشروع. لا تتخذ مؤسسة قطر وجامعة نورث وسترن-قطر مقرات في الولايات المتحدة. لكنّ منح مارتن وطبيعة دور نورث وسترن-قطر ككلية تابعة للجامعة الأمريكية تثير الأسئلة حول الأساليب التي تستخدمها الكيانات الأجنبية لإخفاء تمويلها. وفي تقرير سابق، كشف مشروع كلاريون كيف استخدم النظام الإيراني واجهة معروفة جداً لإرسال هبات إلى حوالي 30 جامعة في الولايات المتحدة وكندا. ولم تظهر هذه الهبات في سجلات وزارة التعليم للتمويل الأجنبي.

تغطية نفقات ست جامعات
وتابع الكاتبان أنّ مدرسة مديل للصحافة التابعة للجامعة نفسها تشرف على برنامج الصحافة في نورث وسترن-قطر. ووفقاً لبيانات وزارة التعليم، حصلت جامعة نورث وسترن على 340,244,432 دولاراً من قطر. وتروج مدسة مديل للصحافة على أنها "وجودها الفعلي في الشرق الأوسط" وتقدّم للطلاب الأمريكيين فرصاً للحصول على درجة علمية كاملة في قطر إضافة إلى برامج فصلية.

وتغطي مؤسسة قطر نفقات ست جامعات تتمتع بفروع لها في البلاد: تكساس أي أند أم، فيرجينيا كومنولث، كورنل، كارنيغي ميلون، نورث وسترن، جورج تاون. تقارب الكلفة 405 ملايين دولار سنوياً.