الخميس 17 أكتوبر 2019 / 16:25

هكذا تملأ روسيا الفراغ الأمني في شمال سوريا

24- زياد الأشقر

أفاد الكاتب نيغار مرتضوي في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من سوريا بدأ يحدث تغييراً في موازين القوى في سوريا التي تمزقها الحرب، وحيث تنخرط القوى الإقليمية والدولية منذ وقت طويل في وضع معقد.

وتحركت القوات الروسية أخيراً إلى شمال سوريا لملء الفراغ الأمني، كما شرعت قوات الحكومة السورية في السيطرة على مناطق كانت في السابق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.

وقال مرتضوي إن معظم النخبة السياسية العاملة في السياسة الخارجية بواشنطن ترى أن هذه التطورات هي بمثابة مكسب للحكومتين الروسية والسورية، وتمثل خسارة للولايات المتحدة. ويرفض القول إن لا سبباً مقنعاً للولايات المتحدة كي تبقى في سوريا وأن الانسحاب لا بد أن يحدث في نهاية المطاف.

رابحان
ونقل عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا أتلاتنيك روبرت رابيل، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد، يُنظر إليهما على أنهما رابحان في شمال سوريا، لكن ذلك كان متوقعاً حتى قبل الغزو التركي.

ويضيف أن "وجودنا كان محدوداً وكانت سياستنا غير متماسكة في الشرق الأوسط عموماً وفي سوريا خصوصاً". ولفت إلى أن الجميع بدأوا ينظرون الآن إلى النظام السوري على أساس أنه نظام الأسد-بوتين، مضيفاً أن "دمشق هي العاصمة التي تدور في فلك بوتين"، والولايات المتحدة لا يمكنها ان تعكس مجرى الأحداث، لكن من الضروري للأمريكيين التحدث مع كلٍ من بوتين وأردوغان للتوصل إلى نوع من الاتفاق حول الأكراد واللاجئين والجهاديين.

بنس إلى تركيا
وأعلن البيت الأبيض أنه سيرسل نائب الرئيس مايك بنس ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين إلى أنقرة في أسرع قوت للبدء في مفاوضات حول وقف القتال. وتسود مخاوف من أنه بعد الانسحاب الأمريكي، فإن القوات السورية ستتقدم نحو المناطق الكردية وتالياً ستشتبك مع القوات التركية. لكن هذا لن يحصل في حال توصل بوتين وأردوغان إلى اتفاق يضمن لتركيا السيطرة على بعض المناطق الحدودية التي تعتبرها ضرورية لأمنها، بينما تسيطر قوات الحكومة السورية على بقية الأراضي، وتتمركز القوات الروسية بين الجانبين.

وأوضح أن الخبراء يعتقدون منذ زمن أن على الولايات المتحدة الخروج من سوريا وهم لا يلومون ترامب لأنه يسحب القوات وإنما لافتقاره إلى خطة لإدارة الوضع.

الناتو
وقال إن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ صرح الثلاثاء بأن "العديد من الدول الأعضاء في الناتو انتقدوا تركيا، التي تملك، بعد الولايات المتحدة، ثاني أكبر جيش في الحلف. ويملك الناتو آلية تطلب بموجبها الدول الأعضاء رسمياً إجراء مشاورات عندما تشعر بأن أراضي إحدى الدول الأعضاء معرضة للخطر من قبل دولة أخرى عضو في الحلف. ويشعر الكثير من الحلفاء الأوروبيين بأن مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين لدى المقاتلين الأكراد قد فروا من أماكن احتجازهم خلال الغزو التركي ويمكن أن يشكلوا خطراً في حال عودتهم إلى أوطانهم.