المعارض الإيراني روح الله زام (أرشيف)
المعارض الإيراني روح الله زام (أرشيف)
الخميس 17 أكتوبر 2019 / 21:25

هكذا خطف الحرس الثوري الإيراني المعارض روح الله زم

كشف موقع "جنوبية" الإلكتروني الإخباري، في تقرير مفصل، كيفية خطف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، المعارض الإصلاحي روح الله زم، الثلاثاء الماضي، الذي اتهمته بالتجسس للاستخبارات الفرنسية.

وجاء في التقرير "فاجأ التلفزيون الإيراني مشاهديه، مساء الثلاثاء، بعرض شريط مسجل لمعارض إيراني معصوب العينين ومكبل اليدين. وقال التلفزيون، إن الصحافي روح الله زم، وقع في قبضة الحرس الثوري وأنه عميل للاستخبارات الفرنسية، وأُوقف في عملية معقدة. وفي الشريط بدا زم جالساً على كرسي إلى جانب علمي إيران والحرس الثوري، وقال إنه نادم على مناهضته للثورة، وعلى تعاونه مع دول ضد إيران".

من هو روح الله زم؟
روح الله زم، إيراني ولد بطهران في 1973، والده رجل الدين الإصلاحي محمد علي زم، الذي تولى مناصب في الحكومة الإيرانية بين 1980 و1990.

وفي 2009 عندما اندلعت الاحتجاجات أثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أبدى معارضته للنظام، وقررت السلطات سجنه لبعض الوقت.

انشق روح الله عن النظام، وهرب إلى فرنسا أين طلب اللجوء السياسي واستقر في العاصمة باريس، ومن هناك ثابر على نشاطه الإعلامي، خاصةً عبر موقعه الإلكتروني "آمد نيوز"، على تطبيق "تلغرام" التي تتهمها السلطات الإيرانية بلعب دور أساسي في موجة الاحتجاجات التي هزت إيران في ديسمبر (كانون الأول) 2017.

وحرص روح الله، عبر موقعه الذي يتابعه أكثر من 1.4 مليون شخص، على نشر أشرطة فيديو وأخبار عن الاحتجاجات، كما نشر وثائق تكشف فساد المسؤولين الإيرانيين، ما أزعج النظام الإيراني كثيراً ليصنفه على أنه صحافي "مارق ومناهض للثورة".

ضغوط النظام
أغلقت "تلغرام" الموقع بعد ضغط من الحكومة الإيرانية، وفي مارس (آذار) 2019، بث التلفزيون الحكومي الإيراني فيلماً وثائقياً يبين الأساليب التي تتبعها منظمات أجهزة الاستخبارات الإيرانية لمراقبة نشاط زم عن كثب.


وكان لروح الله حساب مؤثر على تويتر يتابعه الملايين، وطالبت السلطات الإيرانية أيضاً بإقفاله، فاستجابت منصة تويتر وأقفلته.

ولم يحدد الحرس الثوري الإيراني، الذي اعترف بأن جهازه الاستخباراتي أوقف زم، مكان أو تاريخ توقيفه، وسط روايات مختلفة عن سقوطه في قبضة النظام.

نفي السيستاني
وأشار التقرير إلى نفي مسؤول كبير في مكتب المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني، الأربعاء، ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن استدراج روح الله زم إلى النجف في العراق ليلتقي السيستاني، قبل أن تعتقله السلطات الإيرانية.

وقال أيضاً: "لم يكن للصحافي زم أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع مكتب السيستاني، وليست لدينا معلومات عن زيارته أو وصوله إلى العراق".

وكانت صحيفة "لوفيغارو" قالت في تقرير لجورج مالبرونو، الثلاثاء، إن "استخبارات الحرس الثوري الإيراني قبضت على الصحافي البارز والمعارض روح الله زم في النجف، مقر إقامة السيستاني ونقلته إلى إيران"، كاشفةً أن "شابة في باريس شجعت زم على اللقاء بآية الله السيستاني، ومهدت له السفر إلى العراق، عبر الأردن، وأن الحكومة الفرنسية لم تمنعه من مغادرة باريس لتسهيل اعتقاله من قبل الإيرانيين".

وتجزم الصحيفة الفرنسية بأن "باريس تؤكد أن المعارض الإيراني روح الله زم، تحول في الأيام الأخيرة إلى العراق".


وقالت زوجة الصحافي زم، مهسا رازاني، في تصريح لموقع "ايران واير" الإخباري، إن زوجها سافر من باريس إلى بغداد مساء الجمعة عبر الخطوط الأردنية، وتوقف في عمان قبل الوصول إلى العاصمة العراقية، فجر السبت.

وأوضحت أنه "منذ وصوله إلى بغداد لم يجب على مكالماتي، إلى أن اتصل بي فجر الأحد وتحدث معي بأسلوب مختلف، وقال إنه بخير، بعدها اطلعت على خبر إلقاء القبض عليه من وسائل الإعلام الإيرانية".


استدراج زم
ونقل التقرير عن مدير المركز الأحوازي للدراسات، حسن راضي، أن الرواية الأقرب إلى الحقيقة ونقلها زميل مقرب منه في فرنسا، هي أن روح الله استُدرج من فرنسا إلى العراق، عبر زميلته في العمل، التركية شيرين نجافي.

وكانت شيرين نجافي التي تعمل في الموقع، تتعاون في الوقت نفسه مع الاستخبارات الإيرانية، وحافظت على تواصل دائم مع روح الله حتى كسبت ثقته.


ويضيف راضي، أن شيرين هي من أقنعه بإجراء حوار مع السيستاني في العراق، رغم معارضة مقربين منه.

من جهتها، رفضت الاستخبارات الفرنسية فكرة سفره إلى العراق، ونصحته بالتخلي عنها لخطورتها على سلامته، لكنه تشبث بالذهاب، حسب ما يؤكد المصدر نفسه، وبعدها سافر إلى الأردن، ومنه دخل مدينة النجف العراقية، ليجد نفسه في قبضة رجال الاستخبارات الإيرانية، الذين نقلوه إلى طهران.

صفقة سرية
وذكر التقرير رواية ثانية لظهوره المفاجئ في قبضة الحرس الثوري الإيراني معصوب العينين، تتلخص وفق راضي، في أن الأمر كان نتيجة صفقة بين النظام الإيراني والاستخبارات الفرنسية.

وتشمل الصفقة تعاوناً بين فرنسا وإيران، للإفراج عن الباحثة التي تعتقلها إيران، فريبا عادلخواه، التي طالبت فرنسا أكثر من مرة بتحريرها، فيما ألحت إيران على الفرنسيين في المقابل لتسليمها المعارض المزعج.

تواطؤ والد زم
أما الرواية الثالثة، فكشف تفاصيلها الصحافي الإيراني المعارض والمقيم في واشنطن علي جوانمردي، والذي قال إن ميليشيا الحرس الثوري اختطفته من العراق، بعد أن استدرجته عبر والده رجل الدين الإيراني المقيم في النجف، محمد علي زم.

وأضاف أن زم اعتقد أنه يزور عائلته في النجف بالعراق، لكن والده كان متواطئاً مع استخبارات الحرس الثوري التي اعتقلته بمجرد وصوله ونقلته إلى إيران.