الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الخميس 17 أكتوبر 2019 / 22:49

بعد التصريحات النارية.. ترامب يُجمد نبع سلام أردوغان في سوريا

بعد التصريحات النارية التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على امتداد الأسبوع الماضي، وتأكيد استخفافه بالعقوبات الأمريكية الضخمة التي هددت بها واشنطن بسبب عمليتها العسكرية "نبع السلام" في شمال شرق سوريا، أعلن أردوغان اليوم الخميس، وقفاً تاماً لإطلاق النار وانسحاب قواته خلال 5 أيام، بعد لقاء جمعه بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، استغرق بضع ساعات.

وقال بينس في مؤتمر صحافي في السفارة الأمريكية بأنقرة، بعد اجتماع استمر حوالي 5 ساعات مع الرئيس التركي، إن واشنطن وأنقرة اتفقتا على وقف إطلاق النار، وانسحاب للقوات العسكرية التركية في الشمال السوري، في غضون أيام.

تراجع تركيا
وقال بنس إن العمليات العسكرية ستتوقف خلال 120 ساعة، وستتولى أمريكا تسهيل انسحاب قوات الحماية الكردية، مؤكداً التزام تركيا بوقف كامل لوقف إطلاق النار، وحماية الأقليات الدينية في تلك المناطق.

وتعهد بينس بإلغاء العقوبات المفروضة على تركيا فور إتمام الانسحاب من الشمال السوري، لافتاً إلى أنه لن تفرض عقوبات جديدة على أنقرة، موضحاً أن القوات الكردية ستنسحب من المنطقة الحدودية مع تركيا بعمق 20 ميلاً.

من جانبه، ذكر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في المؤتمر الصحافي المشترك مع بنس، أن وقف إطلاق النار سيتيح حماية حقوق الأقليات في شمال سوريا، وأن ذلك سيحمي أرواح الملايين.

ترامب "ممتن"
وكان ترامب تحدث في تغريدات على حسابه على تويتر، اليوم الخميس، عن "أخبار رائعة" مصدرها تركيا، وكتب "أخبار رائعة من تركيا"، وذلك بعد إعلان بنس في أنقرة أن تركيا وافقت على إنهاء عمليتها العسكرية فور انسحاب المقاتلين الأكراد.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان أردوغان، أنه لن يلتقي بنس أو بومبيو، في أنقرة للتحدث عن العملية التركية العسكرية في سوريا، قبل أن يؤكد بعدها في تراجع أول، أنه سيلتقيهما اليوم الخميس، مع التمسك بالعملية العسكرية في الجارة، سوريا، ليبلغ التخبط ذروته بعد نضوب نبع السلام، ووقف العملية العسكرية.

أردوغان المتخبط
ويقطع هذا الموقف مع نبرة أردوغان في الفترة القليلة الماضية، وتأكيده أن تركيا "لا تكترث لأي عقوبات قد تُفرض عليها"، فيما كشفت تقارير كيف طالبه ترامب بالعدول عن موقفه، قائلاً "لا تكن أحمقاً" ليرد الإعلام الرسمي التركي، بأن الرئيس أردوغان "ألقاها في سلة المهملات"، وأنه مصمم على المضي في العملية، لأن تركيا "لن تُفاوض الإرهابيين تحت أي ظرف".

مخاوف من العقوبات
وهاجم أردوغان دول الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والتحالف الدولي، بعد التنديد الواسع بالعملية العسكرية التركية في الشمال السوري، قائلاً إنه "لا يتفهم وجهة نظرهم".

لكن، مع فرض وزارة الخارجية الأمريكية، عقوبات مالية على ثلاثة مسؤولين أتراك، بالإضافة إلى وزارتي الطاقة والدفاع، بأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، وتوعدها بفرض المزيد، اتضح أن أردوغان بات أكثر توجساً على عكس ما يزعم خاصةً بعد موافقة الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون لتشديد العقوبات على بلاده، وعليه هو شخصياً، بالتوازي مع توجه أوروبي مماثل، ومبادرات عربية مشابهة، ليبتلع لسانه، بعد اجتماع مع نائب الرئيس ترامب، ووزير الخارجية الأمريكي، ويتحلى بواقعية سياسية جديدة، أفضت إلى قبول وقف العملية، والانسحاب، وقبول التفاوض.

وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت في بيان أن ترامب وقع أمراً تنفيذياً يسمح لوزارتي الخزانة والخارجية بفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات تركية ضالعة بالعملية العسكرية التي تعرض حياة المدنيين للخطر وتقوض السلام في شمال شرق سوريا.

جدير بالذكر أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية حادة من مخلفات العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها العام الماضي، والتي تسببت في انهيار الليرة، وانكماش الاقتصاد الكلي، وارتفاع الأسعار، والبطالة، والفقر، ما وضعها على عتبة الهاوية حتى قبل العقوبات الجديدة التي سلطتها الولايات المتحدة، أو التي فكرت في تسليطها عليها إذا تمسكت برفض التوقف عن غزو سوريا.