جنود من الجيش التركي في سوريا (أرشيف)
جنود من الجيش التركي في سوريا (أرشيف)
الجمعة 18 أكتوبر 2019 / 21:07

أي "منطقة آمنة" تريدها تركيا في سوريا؟

توافقت أنقرة وواشنطن على "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا في إطار اتفاق لإنهاء الهجوم التركي، لكن تساؤلات عديدة لا تزال تطرح حول مواصفات هذه المنطقة، ودورها.

يطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمنطقة يبلغ طولها 480 كيلومتراً وعرضها 30.

ويشدد أردوغان على ضرورة أن تنشىء أنقرة منطقة عازلة بين حدودها والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا "مجموعة إرهابية" رغم تحالفها مع الولايات المتحدة.

إضافة إلى ذلك، يأمل أردوغان أن ينقل إلى هذه المنطقة قسماً من أكثر من 3 ملايين لاجىء سوري يقيمون راهناً في تركيا.

وأعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الخميس، في أنقرة أن هذه المنطقة ستكون بعمق 32 كيلومتراً، دون أن يشير إلى طولها.

وأكد أيضاً أن المنطقة ستكون تحت سيطرة الجيش التركي "بشكل رئيسي".

ولاحظ الموفد الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، الخميس، أن القوات التركية توغلت أصلاً حوالي 30 كلم في سوريا، ولكن فقط في القطاع الأوسط من شمال شرق البلاد، بين مدينتي تل أبيض، ورأس العين، أي بطول يناهز 120 كيلومتراً.

وقال، إن "عناصر وحدات حماية الشعب الموجودين في هذه المنطقة سينسحبون منها. ويشمل هذا القطاع أيضاً طريقي أم 4، وأم 10 السريعتين".

وأوضح خبير السياسة الخارجية في جامعة مالتيبي في إسطنبول حسن أونال، أن المنطقة التي تطالب بها أنقرة تشمل مدينتي منبج وكوباني، عين العرب.

لكنه تدارك أن الهدف سيكون صعب التحقيق لأن قوات النظام السوري انتشرت في المدينتين بعد اتفاق مع وحدات حماية الشعب.

ولفت إلى أن هذه المسألة ستكون موضع نقاش بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 22 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري.

رأى أنطوني سكينر من مكتب "فيريسك مابلكروفت" للاستشارات، أن مسائل عدة لا تزال عالقة حول هذه المنطقة، خاصةً مسؤولية نقل ملايين اللاجئين السوريين اليها.

وقال: "لم تتمكن تركيا من الحصول على التمويل الضروري لانشاء البنى التحتية الضرورية لهذا المشروع".

وكان الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش، أوضح لفرانس برس في سبتمبر(أيلول) الماضي، أنه "يستحيل ارسال 3 ملايين شخص إلى تلك المنطقة بسبب محدودية المناطق الصالحة للسكن فيها، ولأن معظمها شبه صحراوي".

ولاحظ سكينر أيضاً أن تركيا لا تملك حتى الآن قوة عسكرية سورية رديفة، تتمتع بما يكفي من القوة والصلابة لإقامة هذه المنطقة.