داعشيات في مخيم الهول بشمال شرق سوريا (أرشيف)
داعشيات في مخيم الهول بشمال شرق سوريا (أرشيف)
الجمعة 18 أكتوبر 2019 / 19:53

نساء الدواعش يُخططن للفرار من المخيمات بفضل الهجوم التركي

في مخيم الهول في شمال شرق سوريا، تتمنى أم أسامة أن يسمح لها الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد بالفرار، بعدما أنعشت العملية العسكرية آمال مناصري ومقاتلي تنظيم داعش المحتجزين، بالهروب.

وتقول الشابة السورية التي غادرت آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا قبل أشهر: "إذا اقتحم الجيش التركي، المخيم سنغادر".

وتضيف بفخر "نتمنى إعلان "الخلافة" مجدداً لأن الأكراد الآن ضعفاء، ولكن لن نغادر دون أزواجنا المسجونين لدى القوات الكردية.

وأم أسامة واحدة من 70 ألف نازح، وأفراد عائلات مقاتلين في تنظيم داعش يقطنون مخيم الهول، وبينهم أجانب يعيشون في قسم خاص، يخضع لحراسة مشددة.

وتدير قوات سوريا الديموقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، ثلاثة مخيمات في شمال شرق سوريا وسبعة سجون تحتجز فيها آلاف المتطرفين الذين اعتقلتهم على مراحل في معاركها ضد التنظيم بدعم أمريكي.

ومنذ هجوم القوات التركية في 9 أكتوبر(تشرين الأول) على شمال شرق سوريا، كررت قوات سوريا الديموقراطية، التي هزمت التنظيم ميدانياً، خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى القتال سلباً على جهودها في ملاحقة خلاياه النائمة، وحفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات المكتظة.

في الهول، يتولى عناصر من قوات الأمن الداخلي الكردية الأسايش، حراسة المخيم، الذي تنتشر فيه كاميرات مراقبة، وتحيط به خنادق محفورة بعمق مترين، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس.

ويتجول عناصر الأمن مدججين بأسلحتهم بين الخيام لمعاينة الوضع بعد أنباء عن استعداد مجموعة من النساء للفرار، في محاولات تكررت أخيراً، وفق القيمين على المخيم.

وتتنقّل نساء منقبات بالأسود بسرعة بين الخيام لتجنب الحديث إلى الصحافيين، بينما يلهو أطفال بالتراب في الخارج.

وقالت بلجيكية، إن نساء شكلن شرطة "الحسبة" التي كان يعتمدها التنظيم في مناطق سيطرته، يمنعن النساء من الحديث.

وأضافت باختصار "الوضع في المخيم مأسوي، وننتظر الفرصة للخروج".

وتأمل حنان حسن، من مدينة الموصل العراقية، أن تتمكن من المغادرة قريباً.

وتقول: "تلقينا معلومات عن إخوة سيأتون قريباً لإنقاذنا وسنعود إلى الخلافة"، مضيفةً بإصرار "نثق في قرارات خليفتنا أبو بكر البغدادي لأننا نعيش هنا ظروفاً صعبة، ولا أحد يهتم بأمرنا".

وحض البغدادي في تسجيل صوتي في 16 سبتمبر(أيلول) عناصره على "إنقاذ" مقاتليه وعائلاتهم متوعداً بـ"الثأر" لهم.

وقال: "السجون السجون يا جنود الخلافة.. إخوانكم وأخواتكم جدوا في استنقاذهم ودك الأسوار المكبلة لهم".

عند مدخل القسم المخصص للأجنبيات في مخيم الهول، تتولى شابات من قوات الأمن الكردية تفتيش النساء والتدقيق في هوياتهن ومقتنياتهن، وترافق الراغبات منهن في زيارة الطبيب.

وتتحدث امرأة تقول إنها من بلجيكا، دون أن تذكر اسمها، عن ظروف معيشية صعبة.

وتقول: "الوضع في المخيم مأسوي. لا خدمات ولا اهتمام بأطفالنا"، مضيفة "ننتظر الفرصة للخروج من هذا المخيم".

أثار الهجوم التركي مخاوف من تفعيل الخلايا النائمة، وهروب المحتجزين والمعتقلين.

وأبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ على مصير بين 2500 وثلاثة آلاف أجنبي من أصل 12 ألف من التنظيم في سجون المقاتلين الأكراد.

وتدرس فرنسا ودول أخرى، نقل الجهاديين إلى العراق لمحاكمتهم.

وتكررت منذ الأسبوع الماضي حوادث فرار، وأعمال شغب، وفق مسؤولين أكراد.

وتوضح المسؤولة الأمنية في المخيم ليلى رزكار أنه "بعد نداء البغدادي.. وبعد الهجوم التركي، بات لديهم أمل في الخروج وزادت محاولات الهجوم على العناصر الأمنية في المخيم".

وتتواصل نسوة محتجزات في المخيم، وفق رزكار، مع جهاديين في الخارج، "يتلقين منهم التعليمات لشن هجمات في المخيم"، لافتة إلى أنهن يكررن خلال تحركاتهن في المخيم ترداد شعار "الخلافة باقية وآتية".

وتبدي المسؤولة الكردية خشيتها من أن "تخرج أمور المخيم عن السيطرة" خاصةً بعد "تراجع عدد الحراس في المخيم ونشرهم على الحواجز في المناطق الحدودية وفي الجبهات".

وعلى عكس النسوة اللواتي يرغبن بالخروج في أقرب فرصة، تفضّل أم سفيان المتحدرة من تولوز الفرنسية، البقاء في المخيم ما لم يشمله الهجوم التركي.

وتقول، وهي أم لأربعة أطفال: "لا أعرف إلى أين أذهب" إذا تسبب الهجوم التركي في خسارة الأكراد السيطرة على مخيم الهول.

وتتابع "سأبقى هنا، لم يعاملونا بسوء، سأبقى هنا ولن أذهب"، مضيفةً "حتى لو كانت الحياة صعبة في المخيم، لم أتعرض للتعذيب أو الضرب".

ولا تبدو فرنسا خياراً لأم سفيان، إذ تقول: "لا أعول على فرنسا، لانها تريد أن تأخذنا".

ويبقى السيناريو الأسوأ، أن تحاول السلطات الفرنسية إبعادها من أطفالها.

وتقول: "في فرنسا، سأذهب إلى السجن، وحتى بعد خروجي لن أتمكن من أخذ أطفالي".

وتوضح "أما هنا فاستطيع العيش مع أطفالي".