مظاهرات لبنان ضد الحكومة (أرشيف)
مظاهرات لبنان ضد الحكومة (أرشيف)
السبت 19 أكتوبر 2019 / 12:15

لبنان: استئناف الاحتجاج والهدف إسقاط النظام

تواصلت، اليوم السبت، المظاهرات في عدد من المناطق اللبنانية احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية لليوم الثالث على التوالي وقطعت بعض الطرقات في عدد من المناطق.

وتجددت الاحتجاجات في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت وفي ساحة النور في مدينة طرابلس شمال لبنان، وفي كفررمان في النبطية جنوب لبنان وفي زوق مكايل في جبل لبنان، وقطع المتظاهرون بعض الطرقات منذ صباح اليوم في جبل لبنان وشماله وجنوبه.

ويطالب المحتجون بسقوط الحكومة وتغيير النظام.

وتولى الجيش اللبناني صباحاً إعادة فتح بعض الطرق الدولية، فيما كان شبان يجمعون الإطارات والعوائق والأتربة في بيروت ومناطق أخرى تمهيداً لقطع الطرق الرئيسية، وبدا وسط بيروت صباحاً أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج وانتشار حاويات النفايات وبقايا الإطارات المشتعلة في الشوارع.

وانتهت تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف ليلاً بأعمال شغب من قبل شبان غاضبين أقدموا على تكسير واجهات المحال التجارية وواجهتي مصرفين وعدادات وقوف السيارات وإشارات السير وسيارات، وتخلل التظاهرات تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي عملت على تفريقهم بالقوة عبر إطلاق خراطيم المياه وعشرات القنايل المسيّلة للدموع، ما تسبب بحالات إغماء وهلع.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي أنها أوقفت 70 شخصاً خلال قيامهم بأعمال تخريب وإشعال حرائق وسرقة في وسط بيروت، وشهدت مدن عدة أبرزها طرابلس شمالاً والنبطية جنوباً تجمعاً للمتظاهرين مذ ساعات الصباح الباكر أمس الجمعة.

وقال أحد المتظاهرين في مدينة النبطية، التي تعد من معاقل ميليشيا حزب الله، في تصريح لقناة تلفزيونية محلية "صراعنا أبدي مع هذا النظام الطائفي، نعاني منذ 30 سنة من الطبقة السياسية الحاكمة"، وأضاف "يحاولون تصويرنا على أننا غوغائيون لكننا نطالب بحقوقنا".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ليلاً مقاطع فيديو، تظهر مسلحين يعملون على فتح طريق بالقوة في مدينة صور جنوباً، قال متظاهرون إنهم ينتمون لحركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري وتحظى بنفوذ في المنطقة.

وبدأت التظاهرات ليل أول أمس الخميس بعد ساعات من فرض الحكومة رسماً بقيمة 20 سنتاً على التخابر على التطبيقات الخلوية، بينها خدمة "واتس آب"، لكنها سرعان ما تراجعت عن قرارها على وقع التظاهرات.

ولم يحل ذلك دون خروج آلاف المتظاهرين في بيروت ومناطق أخرى تعد معاقل رئيسية لقوى حزبية وسياسية نافذة، مطالبين باستقالة الحكومة، في حراك جامع لم يستثن حزباً أو طائفة أو زعيماً.

وتصاعدت نقمة الشارع خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك.

وفي محاولة لتدارك الأزمة، منح رئيس الحكومة سعد الحريري أمس شركاءه في الحكومة، في إشارة إلى حزب الله والتيار الوطني الحر، مهلة 72 ساعة، لتقديم جواب واضح بأن هناك قراراً لدى الجميع للإصلاح ووقف الهدر والفساد.

واستبق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل كلمة الحريري بإعلان رفضه استقالة الحكومة، معتبراً أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وضع أسوأ بكثير من الحالي، ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلمة مقررة قبل ظهر اليوم خلال مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين في مدينة بعلبك شرقاً.

وسلّطت التظاهرات الضوء على الانقسام السياسي وتباين وجهات النظر بين مكونات الحكومة حول آلية توزيع الحصص وكيفية خفض العجز من جهة، وملف العلاقة مع سوريا المجاورة من جهة ثانية.