زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يتحدى الشارع اللبناني ويرفض استقالة الحكومة (أرشيف)
زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يتحدى الشارع اللبناني ويرفض استقالة الحكومة (أرشيف)
السبت 19 أكتوبر 2019 / 18:43

الأزمة اللبنانية تتخذ منحى خطيراً

بدأت الأزمة اللبنانية تتخذ منحى خطيراً، تظاهرات وإشعال إطارات وإغلاق طرق.. سمة غلبت على الاحتجاج اللبناني سابقاً في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية، ولكن هذ المرة كان الوضع أصعب على الناس من الاحتمال، فالمعاناة زادت لدى الناس منذ تشديد العقوبات على المؤسسات المصرفية اللبنانية لمنع "حزب الله" من تهريب مال المخدرات والتبييض الذي يمارسه عبر مجمعاته السرية في أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا.

والشارع اللبناني الذي بدأ يغلي منذ أشهر بسبب الفساد المتراكم، وفشل الحكومة بتمرير مشاريع اقتصادية ناجحة، وكذلك قدرة حزب الله وحلفائه "العونيين" على تحديد مسار جلسات مجلس الوزراء بمشاريع تناسب فسادهم فقط، ورفضهم أي مشاريع في الحكومة تؤدي إلى تغيير ولو بسيط داخل الدولة وتزيد دخل الحكومة وتخفف من عمليات التهريب والسرقة، وفي ظل ما يشبه الحصار الذي يعيشه لبنان، بإغلاق الحدود السورية من جهة، والرقابة الحازمة دولياً على مداخيل المال اللبناني، كذلك أزمة ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة والتي ظهر أن سببها الفعلي هو تهريب العملة الأجنبية لطهران لتنقذ بعض اقتصادها من العقوبات الأمريكية، وزاد الأزمة أيضا تهريب النفط إلى سوريا الذي يشترى بالدولار، ما يفرغ السوق اللبناني فعلاً من العملة الأجنبية.

وتحرك الناس بعد الحريق الكبير لغابات في مناطق لبنانية واسعة، ليقولوا لا للفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ولا لعمليات النهب والتهريب التي يمارسها حزب الله عبر المرفأ والمطار، هذا التهريب الذي يسرق من جيوب الناس، احتج المتظاهرون لزيادة الضرائب، ولفشل حكومة سعد الحريري في تحييد لبنان عن أزمات المنطقة، وعدم قدرة الحكومة على الفصل بين إنقاذ الاقتصاد وبين تهديدات حزب الله للمنطقة.

وشهدت الساعات الأولى للاحتجاجات في الشارع تحركاً مدنياً، ولكن حزب الله استعجل بعد ساعات قليلة جداً على إرسال مجموعات يديرها للتحرك انطلاقا من الضاحية باتجاه وسط بيروت، بالقرب من السراي الحكومي، حيث دخلت هذه المجموعات على دراجات نارية صغيرة وبدأت عمليات إحراق الإطارات، في محاولة لجر الناس إلى الاشتباك مع القوى الأمنية وتوجيه الشتائم للحريري فقط، 

ونشر حزب الله في مداخل بيروت، مجموعات من الأفراد المحسوبين عليه ووزع عليهم إطارات لحرقها وقطع الطرق، أراد حزب الله أن يدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الزاوية، إما معنا (أي الموقف الإيراني في المنطقة) أو مع العقوبات الأميركية على حزب الله وعصاباته في العالم، فلا مكان للحياد لدى ”الحزب“ ولا مكان للكلام عن حماية لبنان من دون العمل فعليا على حماية حزب الله وماله "الطاهر".

ولكن، مقابل تجمعات عناصر حزب الله، تحرك الشارع اللبناني بشكل أكبر وتوسعت دائرة المحتجين، في بيروت والجنوب (مناطق سيطرة حزب الله وحلفائه)، وكذلك في الجبل والبقاع والشمال وفي مناطق مختلفة مخسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون، نزل الناس إلى الشارع في مواجهة "السلطة" كلها فتحول حزب الله من دافع للتظاهر إلى متهم أمام الناس، وخصوصا بعد كلمة زعيمه حسن نصر الله التي هدد فيها وتوعد.

خطاب نصرالله
وهدد زعيم حزب الله، في خطابه، الحريري بشكل غير مباشر بأنه إن لم يعمل جيدا لصالح إخراج حزب الله من ورطة العقوبات فمصيره السجن، وذلك عبر ملفات يغرقها به، وهدد الآخرين من دون تسميتهم مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالعواقب.

وأراد حزب الله أن يأخذ الناس إلى الشارع لفرض شروطه الداخلية والخارجية، فاصطدم بالناس عبر إفلات عناصر مسلحين يطلقون الرصاص ويهددون المتظاهرين، في صورة مستعادة لما حصل في السابع من مايو (أيار) 2008 حين هاجم حزب الله وميليشياته وحلفائه بيروت ومناطق عدة.

وفي شوارع بيروت وأمام السراي الحكومي، ظهر اليوم السبت، حينما كان يتكلم نصرالله، صرخ الناس: "كلن يعني كلن.. نصرالله واحد منن"، والمقصود فيها أن نصر الله فاسد مثله مثل الآخرين بسلاحه وبتغطيته على الفاسدين، وبالمال الإيراني الذي يستعمله في حروبه على المنطقة وأهلها.

وأراد اللبنانيون الرد على تهديدات نصر الله للحريري، برسالة واضحة: "سعد الحريري كن ضد نصر الله والفساد ولا تخف.. أو التحق بهم".