الأحد 20 أكتوبر 2019 / 10:20

صحف عربية: خطاب نصر الله يؤجج انتفاضة لبنان

24 - معتز أحمد إبراهيم

أثار الخطاب الأخير الذي أدلى به الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، موجة من الاستهجان والغضب الجماهيري، ليس فقط في لبنان ولكن في الكثير من الأوساط السياسية العربية.

وقالت صحف عربية صادرة اليوم الأحد، إن حزب الله يُعتبر المتسبب الرئيسي فيما يجري بلبنان، وهو ما أكده خطاب أمينه العام الأخير، مشيرة إلى أنه تسبب في أزمات عميقة يدفع ثمنها الشعب، خاصة مع تبعيته لإيران، ورغبه في تلبية أوامر نظام ولاية الفقيه فيها.

قلق نصر الله
وفي التفاصيل، أشارت صحيفة العرب، إلى فشل حسن نصرالله في خطابه السياسي الأخير في استمالة عشرات الآلاف من المتظاهرين، وأوضحت الصحيفة أنه فشل في ذلك رغم محاولته إظهار دعمه للاحتجاجات التي تهز لبنان منذ أيام، وفي نفس الوقت التمسك ببقاء الحكومة ومن ورائها التسوية السياسية التي منحت حزبه وحلفاءه السيطرة على الحكم في البلاد.

واعتبرت أوساط سياسية لبنانية، وفقاً للصحيفة، أن نصرالله سعى لشراء الوقت مع تجنب الصدام مع مطالب المحتجين الذين رفعوا السقف عالياً بالدعوة إلى استقالة السياسيين وسقوط النظام كله. غير أن الصحيفة لفتت إلى أن ذلك لم يكن ممكناً ولم تعد خطابات نصرالله قادرة على إقناع الجمهور بما في ذلك أهالي الجنوب، الذين ردوا على عنف ميليشيات حزب الله وحركة أمل بالهجوم على مكاتب لنواب الحزب والحركة ووصفوا بعض هؤلاء النواب بالحرامية. كما أحرق المتظاهرون صوراً لنصرالله وسياسيين آخرين بينهم نبيه بري زعيم حركة أمل، مطالبين الجميع بالتنحي.

وأشارت الأوساط إلى أن التجاء ميليشيات الحزب إلى تفريق المظاهرات بالقوة ما يعكس خوفاً من تغييرات يمكن أن تفقد الحزب السيطرة الحالية على المشهد، محذرة من الالتفاف على الانتفاضة بأيد إيرانية مثلما جرى في ثورة الغضب التي اجتاحت العراق مؤخراً.

استثمار الحراك
من جهتها، أبرزت صحيفة الجمهورية اللبنانية، تصريحات الأمين العام السابق لقوى "14 آذار" فارس سعيد، الذي رأى أن حزب الله بات الآن جزءاً من منظومة إقليمية تتزعمها إيران، ويشعر بالانتصار في سوريا والعراق واليمن، وأضاف أن الحزب صار أيضاً مقتنعاً أنه آن الآوان لفرض أمر واقع جديد في لبنان، لتحسين ظروف المفاوضات أكان مع الغرب أو مع الجانب العربي.

وسخر سعيد من الدعوات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله أو قيادات الحزب الداعية لإقالة الحكومة، قائلاً "فليستقل الحريري وليسمح لحزب الله أن يشكّل حكومته، ولنرَ كيف سيحل الأمور مع صندوق النقد الدولي ومصرف لبنان ووزارة الخزانة الأمريكية والعقوبات، في إشارة إلى علاقات الحزب السلبية والعدائية مع هذه الجهات".

نصر الله يحرق لبنان
وإلى صحيفة عكاظ السعودية، التي أشارت إلى أن الأمين العام لميليشيا حزب الله لم يكن حريصاً على أمن وسيادة لبنان في أي وقت، ولم يكن حزبه الإرهابي داعماً لمصالح الشعب ومستقبله ورفاهيته، باعتبار أنه كان ولا يزال أداة هدم لنظام ولاية الفقية الإرهابي.

وأضافت الصحيفة تعليقا على خطاب نصر الله الأخير، أن حزب الله ظل على الدوام يعمل وفق أجندة نظام خامنئي لتدمير مكتسبات لبنان وإنشاء دويلة داخل الدولة واختطاف مؤسساتها الشرعية، مطالبة بأن يكون حزب الله أول من يقدم للمحاكمة بعدما أوصل لبنان إلى هذا الوضع المتردي اقتصادياً وسياسياً بعنترياته وممارساته الخرقاء، ورفض أدواته في الحكومة للإصلاح.

ولفتت إلى أن نصرالله الذي خاطب شعبه من كهفه السري القابع فيه لم يقدّم أي جديد، كما أن حديثه من وراء الشاشة لن يقدم ولن يؤخر، موضحة أن ما يحدث في لبنان هو ثورة حقيقية أصابت حزب نصر الله بالرعب بعدما ثارت عليه قاعدته الشعبية وأصبحت مناهضة لسياساته، باعتبار أنه المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع.

الشارع ضد نصر الله
وفي سياق متصل، لفتت صحيفة السياسة الكويتية إلى أن النقطة الأبرز في الأحداث الراهنة، هي غضب الشارع اللبناني من حسن نصر الله وميليشياته، ونبه رئيس تحرير الصحيفة أحمد الجار الله، إلى تحطم حاجز الخوف بعد أن فاض كيل الشعب وفاض به واختنق من حبل النهب الذي يضيق كل يوم على رقابه، معتبراً أن ما يجري يمثل رسالة إلى القوى الميليشياوية بضرورة التخلي عن مشاريعها المدمرة.

وأضاف إن محاولات القمع بالحديد والنار من قبل بعض الميليشيات، في إشارة لحزب الله، لم تنفع في ثني اللبنانيين عن الاستمرار في انتفاضتهم، قائلاً إن الذين أفقرتهم سياسات العهد الحالي ولم تقدم لهم سوى الرمضاء حين استجاروا بها، لم يعد يخشون التهديدات الميليشياوية وباتوا يواجهون رصاص الطغمة الحاكمة بالصدر العاري.