الأحد 20 أكتوبر 2019 / 14:59

حميد.. أيقونة صمود الأكراد أمام الغزو التركي

يتصاعد الغضب الدولي ضد الانتهاكات التركية المستمرة في شمال شرق سوريا بحق الأكراد المدنيين دون تمييز، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في المنطقة التي تشهد توتراً متزايداً خلال الفترة الأخيرة.

ونشرت صحيفة "تايمز" البريطانية، صوراً لمدنيين أكراد يعانون من حروق مروعة، إثر قصف القوات التركية لمدينة رأس العين شمال سوريا، كان من بينهم الطفل الكردي محمد حميد، 13 عاماً، الذي احترق جسده بالكامل نتيجة تعرضه لمادة الفوسفور الأبيض (النابالم) المحرمة دولياً.


وذكرت الصحيفة أن حالة الصبي أضيفت إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي ترجح استخدام تركيا، الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد.

والمواد الحارقة على غرار النابالم أو الفوسفور الأبيض تتسبب بحروق مؤلمة يمكن أن تصيب العظام والجهاز التنفسي، فيما يُستخدم الفوسفور الأبيض لخلق ستار دخاني أو إرسال إشارات ووضع علامات أو حتى كسلاح حارق.

أيقونة الغزو التركي
وأثارت صور الطفل حميد، الذي أصبح يمثل أيقونة الصمود الكردي أمام الغزو التركي شمال سوريا، غضباً عارماً وتنديداً دولياً واسعاً، حيث أعلنت منظمة العفو الدولية أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، ارتكبت جرائم حرب خلال غزوها لشمال سوريا.

وبعد أن أصدرت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا بياناً تتهم فيه القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دولياً، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان، إنها على علم بالموقف، وتجمع معلومات فيما يتعلق بالاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية من قبل الأتراك.


جرائم حرب
ووفقاً لوسائل إعلام كردية، ذكر مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل، أن الأمر لا يقتصر على هذا النوع من الأسلحة، حيث ارتكبت الميليشيات التركية جرائم حرب عديدة بأسلحة تقليدية، كما أنها تسببت بتهجير أكثر من 300 ألف نازح.

فيما أعلن الصليب الأحمر الكردي في بيان، أن ستة مرضى من المدنيين والعسكريين تم نقلهم إلى إحدى مستشفيات مدينة الحسكة السورية، بعد تعرضهم لحروق من أسلحة غير معروفة، وأنها تعمل لمعرفة ما تم استخدامه.

وارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة محاكمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على جرائم الحرب المرتكبة وعمليات التطهير العرقي ضد الأكراد في شمال سوريا.


تهديد أردوغاني
وكان أردوغان صرح بعد إعلان قرار وقف إطلاق النار، أن تركيا "ستسحق رؤوس الأكراد" إذا لم ينسحبوا من "المنطقة الآمنة" التي يخطط لإنشائها في شمالي سوريا، وقال: "سنبدأ من حيث توقفنا، ونواصل سحق رؤوس الإرهابيين".

ورداً على تصريحاته، قال قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي إن "الأتراك يمنعون انسحاب قواتنا والجرحى والمدنيين من رأس العين المحاصرة من قبل القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها".

وحذر من أنه "إذا لم يتم الالتزام، سنعتبر ما حصل لعبة بين الأمريكيين وتركيا، حيث من جهة يمنعون انسحاب قواتنا، ومن جهة أخرى يدّعون أنها لم تنسحب، سنعتبرها مؤامرة ضد قواتنا".


تبادل اتهامات
وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن الخميس مع أنقرة، التي وافقت على تعليق هجومها في شمال شرق سوريا، مشترطة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية خلال خمسة أيام.

وشهدت جبهات القتال في مدينة رأس العين الحدودية هدوءاً نسبياً، خرقه إطلاق الفصائل الموالية لأنقرة قذائف متفرقة، فيما تعرضت قرى في ريفها لقصف كثيف، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الطفل إيلان
وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان، قصة آيلان كردي، الذي اشتهر في وسائل الإعلام باسم آلان الكردي، وهو طفل سوري كردي لم يتجاوز الثالثة من العمر، مات غرقاً في سبتمبر (أيلول) عام 2015، حيث كان برفقة عائلته يحاولون الوصول إلى اليونان بواسطة قارب صغير انطلق من سواحل تركيا، وهو محملاً باللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية.