مدرعة تابعة للقوات الأمريكية في سوريا (أرشيف)
مدرعة تابعة للقوات الأمريكية في سوريا (أرشيف)
الأحد 20 أكتوبر 2019 / 19:40

القوات الأمريكية تغادر أكبر قواعدها في شمال سوريا

انسحبت القوات الأمريكية اليوم الأحد من أكبر قواعدها العسكرية في شمال سوريا، تنفيذاً لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، وفق مراسل فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس أكثر من 70 مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأمريكي وتعبر مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن "القافلة أخلت مطار صرين الذي اتخذته القوات الأمريكية قاعدة لها، على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب)".

وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى أنقرة لإقامتها في شمال شرق سوريا، حيث تشن مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ التاسع من الشهر الحالي ضد المقاتلين الأكراد، وتمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً.

وبعد 5أيام من بدء هذا الهجوم، أعلنت واشنطن في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، أن نحو ألف جندي أمريكي موجودون في المنطقة تلقوا الأوامر بالانسحاب.

وبدأت واشنطن تنفيذ قرارها بسحب جنود من نقاط حدودية مع تركيا، ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر لأنقرة حتى تبدأ هجومها الذي لاقى تنديداً دولياً واسعاً وتسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص.

وقال عبد الرحمن إن قاعدة صرين هي "الأكبر للقوات الأميركية في شمال سوريا، وهي القاعدة الرابعة التي تنسحب منها" خلال نحو أسبوعين.

وانسحبت القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من كوباني.

وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية "في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب خالية" اليوم، وفق عبد الرحمن، بينما لا يزال الأميركيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً.

وبعد تصريحات متناقضة من الإدارة الأمريكية، انتزعت واشنطن اتفاقاً مع أنقرة الخميس، وافقت الأخيرة بموجبه على تعليق الهجوم لمدة 120 ساعة يُفترض أن تنتهي الثلاثاء، على أن تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة العازلة التي تريدها أنقرة بعمق 32 كيلومتراً ضمن الأراضي السورية.

وتبادلت القوات الكردية وأنقرة أمس السبت الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق، وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل 3أيام من الموعد النهائي لانسحاب القوات الكردية بـ"سحق رؤوس" المقاتلين الأكراد.

واتهمت قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات الشعب الكردية عمودها الفقري، السبت أنقرة بمنع مقاتليها من الانسحاب من مدينة رأس العين المحاصرة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد مقتل جندي تركي وإصابة آخر بجروح في هجوم بأسلحة خفيفة ومضادة للدبابات (...) نفّذه إرهابيون أثناء مهمة استطلاع ومراقبة" في منطقة تل أبيض الواقعة على بعد أكثر من 100كيلومتر غرب رأس العين.