جامعة الذكاء الاصطناعي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
جامعة الذكاء الاصطناعي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
الأحد 20 أكتوبر 2019 / 21:57

جامعة للذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي، علم من الأهمية بمكان، وله من الجدة والحداثة نصيب. التنظير فيه في مقال أدبي لن يكون مهنياً إطلاقاً

دأبت الدول الطامحة للريادة إلى مجاراة العصر والأخذ بأدواته والتطلع للمستقبل وبناء معطياته، واستشراف ما بعد المستقبل المنظور باستخدام وسائل العلم الحديث وأدوات الباحث العلمي. الدول التي تقدمت لم تكن تنظر إلى تحسين واقعها بقدر ما كانت تستشرف المستقبل. والإدارات التي نجحت هي التي كانت تعمل تلبية لاحتياجات لم تطرأ بعد.

للشاعر التركي ناظم حكمت مقولة جميلة: "إن أجمل الأيام يوم لم نعشه بعد، وأجمل البحار بحر لم ترتده أشرعتنا بعد". الأجمل دائماً أمام ناظرينا، لما يأت بعد، نراه بعين التفاؤل وبعقل العلم. نتطلع إليه، بل نسعى إليه بجد. والأجمل في العلوم هو العلم الذي لما ندرسه أو نستكشفه بعد.

الذكاء الاصطناعي، علم من الأهمية بمكان، وله من الجدة والحداثة نصيب. التنظير فيه في مقال أدبي لن يكون مهنياً إطلاقاً، لكن الإنجاز العلمي يبدأ دائماً بخيال أديب. البساط السحري قاد إلى اختراع الطائرة، والقصص الخيال العلمي مهدت لرحلات الفضاء واستكشاف الكواكب، الأدوات الدقيقة في التجسس في الروايات الشبابية بدأت من خيال كاتب ثم خرجت من المصانع، حتى الروبوت أخذ اسمه وظهر للمرة الأولى في عمل مسرحي للكاتب التشيكي كارل تشابيك.

اليوم وفي خضم ثورة علمية وتقنية يتحدث الجميع عن الذكاء الاصطناعي، يعرفونه فتتعدد التعريفات، يربطونه بالحاسوب ثم يتحدثون أن بداية البحث فيه كانت قبل اختراع الحاسوب. فلسفته فيها شيء من الجدل، فما زال البعض يستهلك وقت البحث العلمي في اختراع صراع بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، أبحاثه الجادة على درجة من القلة وهي ترتبط بحقول المعرفة المختلفة ونادراً ما يحظى الذكاء الاصطناعي بأن يكون السؤال البحثي الأول في البحث.

ولذا برزت الحاجة إلى تأصيل علمي لهذا العلم، والأخذ بكتابه بقوة. فجاءت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، كأول جامعة في العالم للدراسات العليا المتخصصة في بحوث بالذكاء الاصطناعي. الجامعة حديثة النشأة جاءت لتمكن الباحثين والمستثمرين والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية. ويعول عليها أن تطلق الطاقات الكامنة للذكاء الاصطناعي في مختلف المناحي الحياتية لتحقيق جودة الحياة.

بالأمس كان الإعلان عن محور احتفالية اليوم العالمي للغة العربية تحت شعار: اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، واليوم يعلن عن تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وفي أقسامها علوم معالجة اللغات الطبيعية. فهل يمثل ذلك فتحاً معرفياً للغة العربية؟