الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 / 12:32

سياسة أردوغان في سوريا قد ترتد على تركيا

24- زياد الأشقر

تناول الباحث مايكل روبن في مقال نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي السياسة التركية في سوريا وما يمكن أن تخلفه من مضاعفات على تركيا نفسها، قائلاً إن القوميين الأتراك، ومؤيدي الرئيس رجب طيب أردوغان ربما يهللون للتوغل التركي في سوريا وللجهود التي يبذلها للحد من الحكم الذاتي الكردي على طول حدود تركيا الجنوبية. ويمكن أردوغان أن ينتشي بالحمى القومية، لكنه لا يدرك أن استراتيجيته قصيرة الأمد، وقد تكون لها نتائج فظيعة داخل تركيا نفسها.

طلب تركيا بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا هي سابقة أخرى يمكن أن تطارد أجيالاً من الأتراك

وقال روبن إن أردوغان يقول إن مطلبه بإقامة منطقة آمنة في سوريا، يكمن في حرب تركيا على الإرهاب، وأن قوات سوريا الديموقراطية، تهديد أكبر من تهديد تنظيم داعش، ولكن "طبعاً هذا كلام هراء... قوات سوريا الديمقراطية أنشئت لمحاربة عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، في وقت كانت تركيا تتخذ موقفاً سلبياً إن لم نقل إنها قدمت الدعم لهما. ولا يمكن لتركيا أن تثبت حصول هجمات إرهابية انطلاقاً من الأجزاء التي كانت تخضع للحكم الذاتي الكردي".

حزب العمال الكردستاني
وأضاف روبن، أن المجموعات التي انبثقت عن حزب العمال الكردستاني ليست كتلاً متراصة. أما قوات سوريا الديمقراطية فهي تنظيم تقدمي ومعتدل، وأي زيارة للمنطقة تظهر أن هذا الفصيل لا يعتنق الأفكار التي يؤمن بها حزب العمال الكردستاني القائمة على ماركسية تعود إلى حقبة الحرب الباردة.

ولفت روبن إلى أن حزب العمال الكردستاني نفسه، ينشد السلام منذ زمن ولم يعد يهاجم المدنيين. وتنظيم صقور حرية كردستان، وهي جماعة منشقة، ولا تزال متورطة في الإرهاب، لا تتمركز في مكان محدد قرب الحدود السورية، ولا تقيم أي علاقات مع قوات سوريا الديموقراطية.

ولفت الباحث إلى أن أردوغان محبط من تنديد الأسرة الدولية بانتقامه من الأكراد السوريين. ولدى أردوغان سابقة يلام عليها، ففي 2006، عندما فازت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، اتفقت دول أوروبية وشرق أوسطية معتدلة على مقاطعة الحركة، حتى تعترف بحق إسرائيل في الوجود وبالاتفاقات السابقة معها. ولكن أردوغان دعم الحركة. والفارق بين حماس وقوات سوريا الديمقراطية أن الأولى تعتنق الإرهاب علناً، بينما الثانية تنبذه، ولم تستهدف مدنيين.

احتلال قبرص
ورأى الكاتب أن في طلب تركيا بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا سابقة أخرى يمكن أن تطارد أجيالاً من الأتراك.

ويقول مؤيدو أردوغان إن تهديد حزب العمال الكردستاني، يبرر خطوة الدخول إلى سوريا، متجاهلين غيابأي هجمات من سوريا على الأراضي التركية.

ويعتقد أردوغان أن في امكانه احتواء المتطرفين في سوريا، لكن في النهاية سيعمد عناصر القاعدة وداعش لمهاجمة تركيا.

ويُضيف 40 عاما من احتلال قبرص، وزناً للفكرة القائلة إنه من الممكن السماح باقتطاع أجزاء من الدول لحماية الأقليات، أو مواجهة الأقليات.

وحسب منطق أردوغان نفسه، سيكون من حق قبرص أن تطالب بمنطقة عازلة حول قاعدة غولجوك ومرافئ جنوبية  تُبحر منها القوات التركية لتسرق الثروات من قبالة الشواطئ القبرصية.