الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 / 13:22

الإمبراطور ناروهيتو.. ضمير اليابان الجديد

شهدت اليابان اليوم الثلاثاء، تتويج الإمبراطور ناروهيتو رسمياً في مراسم يعود تاريخها إلى قرون، بحضور شخصيات بارزة بينهم رؤساء وأفراد عائلات ملكية من أكثر من 180 دولة.

وجلس ناروهيتو 59 عاماً وزوجته ماساكو 55 عاماً على العرش في مايو(أيار) في مراسم مقتضبة، لكن مراسم اليوم التي في القصر الملكي، كانت أكبر ومليئة بالتفاصيل، وأعلن فيها ناروهيتو للعالم تغيير صفته بشكل رسمي.


تعهد رسمي
وأمام حوالي 2000 ضيف، بينهم ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، تعهد ناروهيتو بالنهوض بواجبه رمزاً للدولة، وقال: "أقسم أن أعمل وفقاً للدستور، وأن أنهض بمسؤوليتي رمزاً للدولة ووحدة الشعب".

وأضاف "آمل مخلصاً أن تشهد اليابان مزيداً من التطور، وأن تساهم في الصداقة والسلام بالمجتمع الدولي، وفي رخاء ورفاهية البشرية، من خلال حكمة الشعب وجهوده الدؤوبة".

وناروهيتو، هو أول إمبراطور ياباني يولد بعد الحرب العالمية الثانية، ويأتي تتويجه بعدما أصبح والده أكيهيتو أول إمبراطور ياباني يتخلى عن العرش منذ قرنين، بعد قلقه من ثقل أداء واجباته الرسمية عليه بسبب تقدمه في السن.


من هو ناروهيتو؟
ولد كيتيشي ناروهيتو شينو في 23 فبراير (شباط) 1960، وهو الابن الأكبر للإمبراطور السابق أكيهيتو، ونشأ في القصر الإمبراطوري في العاصمة طوكيو، مع إخوته وعائلته الكبيرة.

يعتبر ناروهيتو أول إمبراطور ياباني يدرس في الخارج، فبعد حصوله على شهادة في التاريخ من جامعة غاكوشوين في اليابان، أين قدم أطروحة حول النقل المائي في العصور الوسطى، أمضى عامين في كلية ميرتون بجامعة أكسفورد البريطانية.

وأصدر خلال دراسته في جامعة أكسفورد بانجلترا بين 1983 و 1985، كتاباً يتضمن مذكراته بعنوان "التايمز وأنا: مذكرات سنتين في جامعة أكسفورد".


ونشر الكتاب لأول مرة باليابانية في 1993، وترجم لاحقاً إلى الإنجليزية من قبل الكاتب والدبلوماسي الراحل هيو كورتاززي، الذي شغل منصب سفير بريطانيا في اليابان، وأعيد نشره هذا العام.

أما هوايات الأمير ناروهيتو، فتتمثل في تسلق الجبال، والركض، والتنس، والتزلج والعزف على الكمان، وفقاً لوكالة أسوشيتيد برس.

ضمير اليابان
مثل والده، من المتوقع أن يجسد ناروهيتو ضمير اليابان، وأن يُبقي على ذكرى الحرب العالمية الثانية، ولم يعتذر أكيهيتو رسمياً عن أنشطة اليابان خلال الحرب، لأن القانون الإمبراطوري يمنع الأباطرة من الإدلاء بتصريحات سياسية، ومع ذلك، قدم أكيهيتو صلوات لضحايا الحرب وأعرب عن "الأسف العميق والألم".


عندما تخلى والد ناروهيتو عن منصبه، كان الابن ينتقد مواقف اليابان التي طغت في زمن الحرب.

ويمكن للإمبراطور الجديد أن يعبر عن آرائه حول الحرب العالمية الثانية علناً، إلا أن ناروهيتو سيحتاج إلى ضبط لهجته الخاصة بعد أن أصبح إمبراطور.

دور ملوك اليابان
يُعتقد أن في اليابان أقدم ملكية وراثية في العالم، وتاريخياً، كان ينظر إلى الإمبراطور على أنه كائن إلهي تقريباً، ويُعتقد أنه ينحدر من الإله شينتو أماتيراسو، لكن دور الإمبراطور أصبح رمزياً إلى حد كبير بعد الحرب العالمية الثانية.


وفي دستور ما بعد الحرب في البلاد، والذي وضعته في المقام الأول الولايات المتحدة، جُرّد إمبراطور اليابان من القوة السياسية الحقيقية التي كان يملكها، وأعاد تعريف دوره باعتباره "رمزاً للدولة ووحدة الشعب".

واليوم، أصبح الإمبراطور الياباني شخصية احتفالية وموحدة، على غرار الملوك في المملكة المتحدة، والنرويج، أو إسبانيا.

شؤون عائلية
أما حياة ناروهيتو العائلية، وفق لوكالة رويترز، فقد تزوج ماساكو في 1993، وهي دبلوماسية سابقة، درست في جامعة هارفارد في إنجلترا، ولديهما ابنة واحدة، الأميرة إيكو البالغة من العمر 17 عاماً.


ورغم النقاش والجدل حول تغيير قوانين الخلافة في البلاد، إلا أنه لن يُسمح في الوقت الحالي على الأقل للأميرة الشابة بارتقاء العرش، الذي يقتصر في العائلة الإمبراطورية اليابانية على الذكور فقط، وعلى هذا الأساس يحتل شقيق الإمبراطور ناروهيتو الأصغر، الأمير أكيشينو، المرتبة الثانية، في قائمة المرشحين لخلافة الإمبراطور الجديد، إذا اقتضى الأمر.