أكراد سوريا النازحين من مدينة رأس العين (أرشيف)
أكراد سوريا النازحين من مدينة رأس العين (أرشيف)
الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 / 21:43

آلاف الأكراد السوريين يلجأون إلى العراق

تخيم خيبة أمل كبيرة على أكثر من 7500 كردي سوري لجأوا إلى العراق بعد الخيانة الأمريكية ومأساة العملية العسكرية التركية، داعين الله أن "ينتقم من ترامب وأردوغان".

ومذ بدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في 9 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري في شمال شرق سوريا، لم تتوقف أعداد اللاجئين عن الازدياد.

ويبدو الاستياء كبيراً في مخيم بردرش بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، الذي استقبل على مدار السنوات الماضية نازحين عراقيين فروا من حكم تنظيم داعش، واستحال اليوم ملجأ لأكراد سوريا الهاربين من القصف التركي.

توقول إحدى النازحات الكرديات من مدينة رأس العين السورية الحدودية مع تركيا، رافضة الكشف عن اسمها: إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دفع بالجيش الحر لمهاجمتنا، وأغلق أبوابه بوجهنا"، وتضيف هذه المرأة الآتية من أولى المناطق التي طالها القصف أن "التحالف الدولي خاننا بشكل مفاجئ، وتركنا لوحدنا".

وتابعت بحسرة وهي تعدل منديلها ذات اللون الأزرق الداكن "لا نستطيع إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ندعو الله أن ينتقم من ترامب وأردوغان على تسببهما بمأساة شعبنا".

وتريد تركيا، التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً قرب حدودها يثير نزعة انفصالية لديها، إنشاء منطقة عازلة يبلغ طولها أكثر من 440 كيومتراً، أي كامل مناطق سيطرة الأكراد الحدودية، لتعيد إليها قسماً كبيراً من 3.6 ملايين لاجئ سوري لديها.

وفي مرحلة أولى، ستقتصر هذه المنطقة على طول 120 كيلومتراً، وتمتد من مدينة تل أبيض التي سيطرت عليها أنقرة في بداية هجومها حتى بلدة رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد أول أمس الأحد.

وتنتهي اليوم الثلاثاء مهلة حددتها أنقرة للمقاتلين الأكراد من أجل إتمام انسحابهم من المنطقة العازلة بموجب اتفاق انتزعته واشنطن، وما سهل الهجوم التركي، انسحاب الولايات المتحدة العسكري من شمال شرق سوريا في قرار مفاجىء للرئيس دونالد ترامب أثار تنديداً أمريكياً ودولياً.

ولدى خروج المدرعات الأمريكية من سوريا أمس الإثنين للدخول إلى قاعدة عسكرية أمريكية في شمال العراق، ودعهم واستقبلهم الأكراد على جهتي الحدود بالطماطم والشتائم، وتقول النازحة نفسها إن "الأوضاع في رأس العين مأساوية، الطائرات استهدفت منزلنا، الجميع خرجوا منها، هناك العديد من القتلى في الشوارع ولا أحد يدفنهم".

ومن جهته، يؤكد محمد علي الذي وصل مؤخراً من القامشلي مع أطفاله الخمسة أنه "يجب إيقاف أردوغان الظالم والطاغية عند حده"، داعياً الأمم المتحدة والولايات المتحدة العظمى إلى وقف الفتنة والشر والقصف والدمار.

وتتواصل عملية وصول اللاجئين السوريين الأكراد عبر معبر الوليد غير الرسمي بين سوريا والعراق، والذي تسيطر عليه قوات البشمركة الكردية، ومن هناك ينقلون بالباصات إلى مخيم بردرش بمحافظة دهوك التابعة للإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.

ويقول مدير مشروع لـ "أطباء بلا حدود" في المنطقة ماريوس مارتينللي إن "معظم الذين تم فحصهم من قبل فريق الصحة النفسية لدينا في أول يوم لهم في الموقع، بدت عليهم علامات الاكتئاب والحزن والقلق".

وبحسب المجلس النروجي للاجئين، فإن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تتوقع عبور نحو 50 ألف سوري من سوريا إلى العراق في الأشهر المقبلة، وتقول مديرة مكتب المجلس في العراق ريشانا هانيفا إن "هؤلاء لن يلجأوا فقط بسبب القتال، ولكن أيضاً بسبب الخوف مما سيحدث بعد ذلك".