تجمع لميليشيا حزب الله (أرشيف)
تجمع لميليشيا حزب الله (أرشيف)
الأربعاء 23 أكتوبر 2019 / 00:57

فرائص "حزب الله" ترتعد على وقع الحراك اللبناني

لم يكن خطاب زعيم ميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله في لبنان ضد المتظاهرين في وسط بيروت والمناطق اللبنانية إلا تأكيداً إضافياً على فساد هذا الحزب وتخوفه من أن يصل إلى يوم يحاسب عدد كبير من قياداته وأعضائه وأنصاره على خلفية عمله في تهريب المخدرات وتبييض الأموال، فنصر الله يدرك أن أي حكومة حقيقية في بيروت ستكون مجبرة على الوقوف بوجه تدخلاته وعملياته المالية المشبوهة، وخصوصاً أن دول العالم تتعاون في إدارة مكافحة هذه العمليات، ليصل الأمر بها إلى إطلاق منظمة دولية متخصصة لملاحقة شبكات الحزب السرية.

الولايات المتحدة، ومعها دول عربية وغربية، دقت ناقوس الخطر أكثر من مرّة من عمليات ميليشيا "حزب الله" ولاحقت هذه الشبكات في دول عدة، وباشرت خطوات عملية لمكافحة عمليات الحزب، آخرها، استضافة وزارةِ الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، أول اجتماعات الشراكة الدولية لمكافحة ميليشيا "حزب الله"، والتي أطلق عليها اختصاراً (CHIP)، وهي اختصار لـ"الشراكة الدولية لمكافحة تنظيم حزب الله"، تهدف هذه الشراكة، لتنسيق التعاون بين أطراف دولية متعددة للقضاء على شبكات التمويل الخاصة بـ"حزب الله"، المدعوم من طهران، والذي تدرجه واشنطن على القوائم السوداء للتنظيمات الإرهابية في العالم.

وحسب بيان صحافي لوزارة الخزانة الأمريكية، شارك ممثلو أكثر من 30 دولة من الشرق الأوسط، والأمريكيتين، وأوروبا، وآسيا، وإفريقيا، في الاجتماع الذي عقد على هامش اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لخريف 2019.

وأعلنت خلال اللقاء وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سيغال ماندلكر، أن "حزب الله يستخدم شبكة من الداعمين في مختلف أنحاء العالم لتمويل أجندته للإرهاب والعنف المسلح".

ومن المقرر أن تساهم الشراكة الدولية لمكافحة "حزب الله"، في توحيد المجتمع الدولي في إطار حملة قوية لمواجهة مخططات الحزب المتنامية، لتأمين حماية أفضل للنظام المالي العالمي من الاستغلال.

ويشارك خبراء فنيون مالياً وفي مكافحة عمليات التهريب من مبادرة (CHIP)، في اجتماع دولي تنظمه مجموعة تنسيق إنفاذ القوانين "إل إي سي جي" بلاهاي الهولندية، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

الدول المشاركة، تسعى من هذه الشراكة لتأمين حماية أفضل للنظام المالي العالمي من الاستغلال، عبر استخدام مختلف الأدوات المالية المتوافرة ضد "حزب الله" على نحو أكثر فاعلية.

واشنطن، حدّدت خطوات لوقف انتهاكات ميليشيا "حزب الله"، بما في ذلك تبادل المعلومات بين وحدات الاستخبارات المالية، وتطوير منظومات العقوبات المالية الاستهدافية، ومقاضاة الإرهابيين والجهات التي تؤمّن لهم التسهيلات المالية.

وأعربت الولايات المتحدة، في الاجتماع، عن إدانتها لما يمارسه "حزب الله" من انتهاك للنظام المالي العالمي، وحددت خطوات يجب اتخاذها لوقفه، تبدأ الدول بتطبيقها للوصول إلى قطع كامل لتمويل الحزب وتحركاته المالية في كل العالم.

في هذا الوقت، كشف أحد المختصين أن أزمة ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بيروت سببها شراء "حزب الله" للعملة الأجنبية من الأسواق والبنوك، وشراء بضاعة فيها يمنع دخولها إلى إيران، حيث يرسلها عبر البر من لبنان إلى سوريا والعراق لتصل إلى إيران، فيما يأخذ مقابلها النفط الذي يحاول بيعه عبر طرق غير شرعية أيضاً.

وكشف فراغ العملات الأجنبية من الأسواق اللبنانية الظروف السيئة للبنانيين ما أدى إلى نسبة ضخمة من العاطلين من العمل، وهو ما اعتبر سبباً إضافياً للحراك الشعبي في شوارع بيروت.