صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 23 أكتوبر 2019 / 11:28

صحف عربية: سد النهضة أزمة أم خلاف عابر ولبنان يكسر سطوة حزب الله

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

سلطت تقارير صحافية، اليوم الأربعاء، الضوء على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، أمس الثلاثاء، في الأزمة المتواصلة بين مصر وإثيوبيا، بسبب سد النهضة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم، يواصل اللبنانيون توجيه ضربات مؤلمة لحزب الله المصدوم من إصرار المتظاهرين على التغيير، والقطع مع الطائفية، وتسلط الحزب على مقدرات بلادهم.

خيارات محدودة
رفعت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الذي أكد أن لا قوة تستطيع منع بلاده من بناء سد النهضة، حسب موقع "الحرة" الإخباري، حدة التوتر مع القاهرة، بسبب السد العملاق.

ونقل الموقع عن يعقوب أرسانو أستاذ السياسات المائية في جامعة أديس أبابا رغبة مصر في التفاوض السياسي مع إثيوبيا لحل هذه الأزمة، غير أن أرسانو، أشار إلى إصرار إثيوبيا على المضي قدماً في خططها، لأنها ترى ضرورة إبعاد ملف السد عن القرار السياسي، وحصره في الجوانب الفنية والتقنية وحدها.

وفي المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مصطفى السيد، إن "الخيارات أصبحت محدودة أمام مصر لا سيما مع بناء جزء كبير من السد".

ولمح المتحدث إلى تعمد رئيس الوزراء الأثيوبي استباق قمة سوتشي الروسية الأفريقية، التي سيحضرها إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإرسال رسائل معينة للجانب المصري، مفادها رفضها الوساطة، أو إدخال أطراف أخرى على خط التفاوض كما تريد، مصر، والاكتفاء بحل المشكلة في إطار المفاوضات بين الدول الثلاث، إثيوبيا ومصر والسودان.

وأوضح المتحدث، أنه يستبعد تنظيم لقاء بين الرئيس المصري ورئيس الحكومة الأثيوبية في سوتشي، في ظل إصرار أديس أبابا، على حصر ملف السد، في المستوى الفني، ورفض اعتباره ملفاً سياسياً.

ليس داعية حرب

وفي ذات السياق، أشار الكاتب صلاح خلف الله في موقع "اليوم" إلى محاولة البعض إشعال نار الخلاف في المنطقة بين مصر وأثيوبيا، ويحرف كلام آبي أحمد عن سياقه.

وأوضح خلف الله أن آبي أحمد لا يمكن أن يكون داعية حرب، موضحاً أن الرجل لم يهدد مصر بالحرب مثلما تدعي بعض الأبواق الإخوانية، مشيراً إلى تحريف تصريحاته وإخراجها عن السياق لأغراض خبيثة.
  
وأشار إلى أن آبي أحمد في مرحلة الدفاع عن النفس، والرد على بعض دعاة الحرب، مطالباً بتجنب الانجراف زراء ادعائات تريد صب الزيت على النار، ودفع مصر إلى معركة ستنعكس سلباً على كل المنطقة، عارضاً نص الكلمة الأصلية التي أدلى بها أبيي في برلمان بلاده، معتبراً على عكس ما انتشر أنه كان يرد على دعاة الحرب في بلاده ولم يدع شخصياً إلى الحرب.

الحريري رهينة
وفي الشأن اللبناني، والاحتجاجات لليوم السابع على التوالي، اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل أن ما يحصل اليوم هو من تداعيات التسوية الرئاسية التي أتت بعون رئيساً للجمهورية.

وقال الجميل في تصريحات لموقع "اندبندنت عربية" إن لبنان يدفع ثمن تسليم حزب الله القرار الاستراتيجي، والعسكري، والخارجي، ما تسبب في عزله عربياً ودولياً، واستفحال المأساة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى المأزق الكبير الحاصل اليوم.

وعن الدعوات لاستقالة الحكومة ورئيسها تحديداً سعد الحريري قال الجميل، إن "الرئيس سعد الحريري، يريد في رأيي الاستقالة ولكنه رهينة تهديد حزب الله، وكلام الأمين العام للحزب حسن نصر الله الأخير تهديد مباشر للحريري، خاصة عند الحديث عن محاكمة من يستقيل من الحكومة بملفات الـ30 عاماً الماضية".

وأضاف "لو كان القرار بيده لاستقال منذ فترة، وما انتظر هذا اليوم حيث يدافع عن أمر غير مقتنع به"..

ووضع الجميل ما يمكن وصفه بخطة الطريق لخروج لبنان من الأزمة الحالية، حيث يجب أولا تشكيل حكومة حيادية من أجل تنفيذ الإصلاحات، ثانياً يجب تنظيم انتخابات نيابية مبكرة لاستعادة القرار إلى الشعب اللبناني.

سقوط نصر الله
من جهتها، اعتبرت صحيفة "الجريدة" أن الاحتجاجات اللبنانية بمثابة السقوط المدوي لنصر الله، وقالت الصحيفة: "منذ اندلاع الحراك الشعبي في لبنان، كسر المتظاهرون للمرة الأولى حواجز كانت بمنزلة المحرمات على غرار التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله، وتوجيه انتقادات غير مسبوقة له ولأمينه العام حسن نصرالله".

ونبهت الصحيفة إلى مهاجمة النشطاء اللبنانيين لحزب الله، متهمين إياه بتوفير الغطاء لحكومة فاسدة، يقولون إنها "سلبت الناس مقدراتهم وسبل عيشهم".

وأشارت الصحيفة إلى مشاركة مناطق في جنوب لبنان، التي تعد معقلاً للحزب، في تظاهرات غير مسبوقة، خاصةً في النبطية، وبنت جبيل، متحديةً نفوذ حزب الله وحليفته حركة أمل.

ونقلت الصحيفة عن محللين أن "الاستياء من حزب الله ليس وليد اللحظة بل "اختمر خلال السنوات الماضية جراء أزمة اقتصادية لا يعبر عنها فقط إفلاس الدولة اللبنانية" بل في وجود "دويلة حزب الله".