الأربعاء 23 أكتوبر 2019 / 14:56

صقور واشنطن ينسفون انسحاب ترامب من سوريا

لطالما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في إنهاء حروب لا نهاية لها. ولكن ماثيو بيتي، محرر الأمن القومي لدى موقع "ناشونال إنتريست"، يرى أن صقوراً في فريقه، من المعادين لإيران ولروسيا، يرسمون من مدة خطة لإدراج وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في جنوب شرق سوريا.

جهود إبعاد إيران عن المنطقة حقيقية ومستمرة، وعلى خلاف سياسة الإدارة السابقة عندما جعلت من إيران شريكها الاستراتيجي الأمني

ويشير بيتي إلى أنه، بالتوازي مع إفساح قوات أمريكية المجال أمام تركيا لتستولي على شمال شرق سوريا، يرسم مسؤولو إدارة ترامب خططاً لإبقاء عدة مئات من الجنود الأمريكيين إلى جانب مجموعات عربية متمردة في جنوب شرق سوريا الغني بالنفط. وقال ترامب: "لقد ضمنا النفط". وقال متحدثون من قوات سوريا الديموقراطية قسد، إنهم مستعدون لتنفيذ مثل تلك الخطة.

تصميم

وعلم موقع "ناشونال إنتريست" أن فريق محاربة داعش، بقيادة السفير جيمس جفري، طرح منذ بعض الوقت، فكرة محاربة الوجود الإيراني في محافظة دير الزور.

وقال عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لشبكة دير الزور24 الإخبارية، إنه شاهد عدداً من المروحيات والمقاتلات من طراز F-35 الأمريكية في مواجهة قوات مدعومة من إيران في المنطقة.

وزعم أبو ليلى، أنه تحدث مع فريق جيفري ثلاث أو أربع مرات، الذي قالوا له: "لن نغادر سوريا قبل أن نطرد إيران خارجها"، مضيفاً أنهم "لن يغادروا منطقتنا بسهولة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "منذ ديسمبر(كانون الأول)، أوضح الرئيس ترامب أن قوات أمريكية ستنسحب من سوريا. وتنفيذاً لأوامر الرئيس، بدأت وزارة الخارجية، ومنها السفير جيفري، العمل مع وزارة الدفاع على تنفيذ انسحاب متعمد ومنسق بمرور الوقت لقوات أمريكية، فيما نعمل مع شركائنا على الأرض للحفاظ على ضغط ثابت لضمان هزيمة مستدامة لتنظيم داعش".

وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "أستطيع التأكيد أن جهود إبعاد إيران عن المنطقة حقيقية ومستمرة، وعلى خلاف سياسة الإدارة السابقة التي جعلت إيران شريكها الاستراتيجي الأمني في الشرق الأوسط".

ولكن من غير الواضح كيف يمكن استمرار الوجود الأمريكي علي المدى الطويل دون المكون الكردي الأساسي في قوات قسد.

ماكغورك
وفي هذا السياق، قال بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص، الذي أدار فريق محاربة داعش في نهاية عهد أوباما، وبداية عهد ترامب: "ستكون المهمة أشبه بسيناريو فيلم فورت أباشي. وسيكون إعادة إمداد تلك القوة في غاية الصعوبة". وكان ماغكورك يتحدث عن صعوبة إمداد ثكنة عسكرية في مكان ما.

وقبل يومين، قال معهد الدفاع عن الديمقراطيات: "في محاولتنا القيام بعمل إضافي، سنحفر حفرة أعمق لأكراد سوريا".
  
ولم يخف جيفري رغبته في الاستفادة من الوجود الأمريكي في سوريا لمحاربة إيران، حتى في حال امتعاضه من شركائه الأكراد السوريين. وصرح في 17 ديسمبر(كانون الأول) الماضي، أمام مجلس الأطلسي: "لا تربط الولايات المتحدة علاقات دائمة بكيانات فرعية" في إشارة لقوات كردية سورية، لكنه أكد أن القوات الأمريكية لن تغادر سوريا ما لم تغادرها قوات إيرانية". وبعد أشهر قليلة، تسلم جيفري مكتب ماكغورك.

فرع عربي في قسد
ويرى كاتب المقال أنه قد تكون النتيجة النهائية لأهداف جيفري خطة لتطوير فرع عربي في قوات قسد، ومستقلاً لمحاربة داعش وقوات الأسد.

وقال بريان كاتز، المحلل العسكري سابق لدى سي آي أي: "كانت تلك الخطة قيد الدراسة منذ بعض الوقت، ونفذت محاولات لتنفيذها".
  
كذلك، قال كاتز إنه جرت محاولات للتخفيف من الدافع العقائدي لقوات قسد. وكان من شأن تلك الخطوة أن تضعف نفوذ المكون الكردي الأساسي في قيادة قسد على فصائل أخرى.

ويشير كاتب المقال إلى توسط إدارة ترامب لإبرام اتفاق هدنة هش بين قسد وتركيا، ما يمنح القوات الأمريكية وقتاً للانسحاب حتى لو استؤنف الهجوم التركي بقوة.

ودون دعم أمريكي، توصلت قسد إلى اتفاقيات مع قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا، وإيران.
لكن البيت الأبيض أعلن، في 14 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، بقاء قوات أمريكية في التنف، القاعدة العسكرية في جنوب شرق سوريا، خارج منطقة سيطرة قسد.

انخراط مباشر

وحسب كاتب المقال، مع انشغال وحدات حماية الشعب الكردية اليوم في محاربة تركيا، والعمل على عقد صفقات مع الأسد، يرجح أن يستبعد الوجود الأمريكي، وسيكون على القوات الأمريكية الانخراط مباشرة في دعم مقاتلين في دير الزور.

كما يلفت الكاتب لحاجة القوات الأمريكية في المنطقة إلى"جسر بري"، فإذا كانت قاعدة التنف تتصل مع الأردن، شريك أمريكا، فإن معبر خابور مع العراق وحقل الرميلان العسكري، من الصلات الصديقة الوحيدة لأمريكا بين دير الزور والعالم الخارجي.