(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 23 أكتوبر 2019 / 23:33

هل ينتزع "الأمير" عرش إسرائيل من "الملك بيبي"؟

خلال مواجهة مع رجل يميني قاطعه وهو يتكلم أثناء حملته في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي في إسرائيل، أمسك بيني غانتس بتلابيب الرجل ورمقه بنظرات غاضبة ثم قال له: "لا أحد يريد شراً بك.. لا نريد إلا ما هو في صالحك".

اشتملت هذه المواجهة في جوانب منها على التقبل والتهديد والغموض الشديد. وعلى هذا القياس هناك الكثير من الأمور حول رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، الذي سيحاول تشكيل الحكومة بعد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التخلي عن محاولاته لتشكيل ائتلاف جديد.

فشل نتانياهو
وكان الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، اختار في بادئ الأمر ناتنياهو لتكليفه بتشكيل الحكومة في أعقاب الانتخابات التي أُجريت في 17 سبتمبر (أيلول)، ولم تسفر عن فائز واضح بالأغلبية. وبعد فشل نتانياهو جاء دور غانتس الذي حصل حزبه (أزرق أبيض) على 33 مقعداً في البرلمان، بزيادة مقعد واحد عن حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو.

وسنحت الفرصة الآن أمام الجنرال البالغ من العمر 60 عاماً، والذي أُطلق عليه لقب "الأمير" وهو يرتقي في صفوف الجيش، للإطاحة بعرش نتانياهو، الذي يُشار إليه بين الحين والآخر باسم "الملك بيبي" بعد هيمنته على السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقد شغل خلاله منصب رئيس الوزراء.

وعندما كان يشغل منصب رئيس الأركان بين عامي 2011 و2015، كان غانتس شخصية موضع اتفاق وتوافق. والآن يحاول الاحتفاظ بشعبيته الواسعة كرئيس لحزب أزرق أبيض الذي تشكل في تاريخ قريب حاملاً اسم لوني العلم الإسرائيلي.

غموض
لكن ما الذي سيفعله إذا اعتلى العرش، سيظل شيئاً غامضاً إلى حد كبير حيث تجنب إلزام نفسه بأي شيء فيما يخص بعضاً من القضايا الهامة.

ويصور غانتس نفسه على أنه متفوق على صعيد الدبلوماسية على نتانياهو من ناحية قدرته على تقبل واستيعاب الآخرين، ويحث على مضاعفة الجهود لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، لكنه لم يصل إلى حد تقديم أي التزام بالدولة التي يطمحون إليها ويسعون لإقامتها.

وينظر المؤيدون إلى تحفظ غانتس على أنه محاولة لتهدئة المشهد السياسي بعد إجراء الانتخابات مرتين هذا العام، وكذلك بعد فشل نتانياهو في تشكيل حكومة بعد اقتراع جرى في أبريل (نيسان). ويقولون إن غانتس يفضل أن يحتفظ برأيه بدلاً من استنزاف مصداقيته بالوعود التي يعرف الناخبون أنها لن تتحقق أبداً.

وعندما كان رئيسا للأركان، قاد غانتس حربين في غزة استشهد فيهما حوالي 2300 فلسطيني.

وقالت السلطة الفلسطينية، إنها على استعداد للتحدث مع أي زعيم إسرائيلي. لكن حنان عشراوي، المسؤولة البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، قالت قبل انتخابات سبتمبر (أيلول) إنه لا فرق بين غانتس ونتانياهو.

سمات شخصية
نشأ غانتس، الذي يبلغ طوله 191 سنتيمتراً، في مزرعة جماعية أسسها ناجون من المحرقة، بينهم والداه، وقضي فترة في مدرسة دينية. وهو متزوج من مظلية سابقة له منها أربعة أطفال.

وكان، طوال فترة الانتخابات، يهاجم نتانياهو بسبب مزاعم الفساد التي تطارد الزعيم المخضرم، رغم نفيه لها، منذ سنوات.

وشن نتانياهو هجوماً مضاداً متهماً غانتس بأن هاتفه المحمول تعرض فيما يبدو لاختراق إيراني قد يجعله عرضة للابتزاز من طهران، لكن الاتهام لم يؤثر على صورة غانتس.

ورئيس الأركان السابق خطيب مفوه يتفوق في أسلوبه على نتانياهو، ويتحدث من حين لآخر من نص مكتوب لتذكير المستمعين بخلفيته العسكرية. وعندما فاز حزبه بمقاعد أكثر من نتانياهو، تحدث عن تحقيق "مهمته" وعن فشل منافسه.

ووصف نتانياهو جانتس بأنه "يساري ضعيف"، وكان رعديداً في مواجهة إيران والفلسطينيين عندما كان في المنصب الرسمي.

لكن نتانياهو هو من عين غانتس رئيسا للأركان، وكان يشيد به في ذلك الوقت، ويصفه بأنه "ضابط ورجل نبيل... محارب وإنسان".

وعندما كان جنرالاً عام 1999، أشرف غانتس على وحدة اتصال مع حلفاء لبنانيين. وبحلول العام التالي، عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، كان جانتس شخصية أثيرة ومحبوبة لدى وسائل الإعلام.

ثم خدم لفترة قصيرة نسبياً في الضفة الغربية، حيث اندلعت انتفاضة فلسطينية. وقاد غانتس في وقت لاحق القوات على الحدود اللبنانية، لكن تم تكليفه بمهمة أخرى قبل حرب 2006 غير الحاسمة مع حزب الله، لذلك تجنب الكثير من ردود الفعل اللاحقة التي أسفر عنها تحقيق إسرائيلي.

ولم يعرف كيف نال لقب "الأمير". ويقول البعض إن هذا ناجم عن ترقيه وصعوده بخطى واثقة عبر الرتب، بينما يقول آخرون إنه نتج عما يصفه معارضوه بأنه اعتداد مفرط بالنفس.