احتجاجات في لبنان (تويتر)
احتجاجات في لبنان (تويتر)
الخميس 24 أكتوبر 2019 / 00:37

شبان لبنانيون غاضبون يتَّحدون ضد الطائفية

تطالب نينا صباح، مثل أغلب الشبان المحتجين الذين تدفقوا على شوارع لبنان للتعبير عن غضبهم من البطالة وعدم المساواة، بأكثر من إصلاحات أعلنتها الحكومة على عجل حتى تترك الشارع وتعود إلى منزلها.

تريد نينا إنهاء نظام سياسي تقول، إن "الحصول على وظيفة فيه تعتمد على علاقاتك ودينك وطائفتك".

وشلت المظاهرات التي تهيمن عليها وجوه شابة البلاد على مدى أيام مما أجبر حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري على الإسراع باتخاذ إجراءات لاحتواء الغضب وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي.

لكن الإصلاحات التي شملت خفض رواتب كبار المسؤولين وفرض ضرائب على البنوك لم تنجح في كسب رضى المتظاهرين، وأغلبهم من الشبان.

ويبلغ المعدل الرسمي للبطالة بين من تقل أعمارهم عن 35 عاماً 37%.

ويقول المتظاهرون مثل نينا، وهي شيعية من الجنوب، إنهم نحوا جانباً الانتماء الطائفي للانضمام لحركة احتجاجية واسعة تتجاوز الطائفية لتحدي نظام يقولون، إنه يكرس لعدم المساواة والمحسوبية والفساد.

وقالت نينا (25 عاماً) "هي بلد بتلعب دور طائفتك ولمين تنتمي في تظبيط وظيفة كرمالك".

وأضافت، أنها انضمت إلى مسلمين سنة ومسيحيين ودروز في التعبير عن غضبها من النخبة.

وتابعت، "كلنا وصلنا لمرحلة طفح الكيل، والغضب واحد".

ويستند نظام اقتسام السلطة المعروف باسم المحاصصة الطائفية المطبق في لبنان إلى 18 طائفة معترف بها ترجع لأيام الاحتلال الفرنسي ويخصص مناصب لكل طائفة، ويشكل أساس الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد.

وقال يونس قلعجي (21 عاماً) وهو طالب بالجامعة يدرس الفيزياء، "أنا جيت اسقط النظام الطائفي ونستبدله بنظام سياسي الشخص ياخد محله بالكفاءة مش طائفته".

ويقول المتظاهرون، إن هذا النظام يؤثر على الحياة اليومية ويحدد كل شيء من التعيينات في الجامعات إلى حصص كل طائفة في الجيش ومؤسسات الدولة.

وقالت زينب شرف الدين (18 عاماً) وهي طالبة بالجامعة اللبنانية، "ما بدنا يجي حدا يقول لنا انتو تابعين لمين أو لأي طائفة لحتى ينجحونا أو ناخد وظيفة".

"مئة دكتاتور"
كان اقتصاد لبنان يوصف يوماً بأنه سويسرا الشرق الأوسط من حيث تطور القطاع المصرفي وازدهار صناعة السياحة.

لكن تراكم الديون ونفور المانحين المتزايد من إنقاذ الاقتصاد أدى إلى أزمة اقتصادية. وتراجعت الطبقة المتوسطة واعتبر الكثير من الشبان أن السفر للخارج هو السبيل الوحيد للمضي قدماً.

ومثل معظم الدول العربية يمثل الشبان الجزء الأكبر من السكان في لبنان البالغ عدد سكانه 4 ملايين. ويمثل الشبان دون 25 عاماً نسبة 40% من السكان المتعلمين جيداً.

وقال نور حبيب (20 عاماً) الذي يدرس الهندسة، "ما في عمل في لبنان. بس تعب". وأضاف "إذا فيه أي فرصة بتيجي راح سافر".

وتشبه الاحتجاجات التي عمت لبنان في الأسبوع الماضي وشملت هتافات للثورة وإسقاط النظام تلك التي اجتاحت الدول العربية في 2011 وأسقطت 4 قادة عرب والانتفاضتين في الجزائر والسودان العام الماضي.

وقالت الناشطة الجامعية فرح بابا التي خيمت مجموعتها قرب ميدان رياض الصلح بوسط بيروت حيث تركزت الاحتجاجات "الثورات العربية كان كلها عندهم دكتاتور بس إحنا في لبنان عندنا مئة دكتاتور".

ورأى المحتجون بأنحاء البلاد الناس وهم يكسرون المحظورات بإحراق صور قادة طوائفهم ويرددون على غير العادة شعارات مناهضة للأمين العام لميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله، الرجل صاحب النفوذ الأقوى في لبنان.

وقالت فرح "كسروا حاجز الخوف بالهجوم على رموز قياداتهم السياسية وزعماء طوائفهم".

ويقول بعض الناس، إن هدفهم التخلص من إرث 15 عاماً من الحرب الأهلية التي بدأت في 1975 وحرضت المسلمين والدروز والمسيحيين ضد بعضهم البعض.

وغير اتفاق السلام الذي أنهى الحرب ميزان القوى بين الطوائف إذ خسر المسيحيون بعض امتيازاتهم لكنه أبقى على النظام الطائفي.

ومع رفع عشرات الآلاف من المتظاهرين العلم اللبناني بأنحاء البلاد حث نشطاء المحتجين على ترك الرموز الطائفية والحزبية وراءهم.

وعلى جوانب سيارة ترافق المحتجين، وسط بحر من أعلام لبنان ذات اللونين الأحمر والأبيض، برزت عبارة "لا للطائفية. حان وقت التغيير".