الخميس 24 أكتوبر 2019 / 17:51

"فنون نيويورك أبوظبي" يحتفل بكنينجهام

يستعد مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، للاحتفاء بالذكرى المئوية لميلاد ميرس كنينجهام، أحد أبرز مصممي الرقصات في القرن العشرين، من خلال إطلاق العرضين الاستثنائيين "بايبد" و"هاو تو باس، كيك، فول آند رن" للمرة الأولى في الشرق الأوسط، في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الساعة 8 مساءً على خشبة المسرح الأحمر.

ويواصل مركز الفنون الاحتفاء بالفنانين الذين يبدعون أعمالاً فنية تربط الأنماط الفنية بالتقاليد، وذلك تحت شعار موسمه الخامس "التواصل"، حيث يجسد هذا العرض الاستثنائي الذي يحتفي بالذكرى المئوية لكنينجهام دليلاً ملموساً على ذلك. لمع نجم كنينجهام كفنان رائد متعدد المواهب في حقبة ما بعد الحداثة، ولعب دوراً كبيراً في تغيير مشهد الرقص والموسيقى والفن المعاصر خلال مسيرته الإبداعية في ممارسة الرقص لأكثر من 70 عاماً، حيث كان كنينجهام مصمم رقصات مخضرم وشخصية قادرة على اغتنام الفرص ومبتكر لا حدود لإبداعه، بالإضافة إلى كونه منتج أفلام ومعلم، حسب بيان صحافي للمركز.

ويستعد فنانو المركز الوطني للرقص المعاصر بمدينة أنجيه الفرنسية لتقديم عرضي "بايبد" و"هاو تو باس، كيك، فول آند رن" في مركز الفنون تحت إدارة روبرت سوينستون الذي عمل مع شركة "ميرس كنينجهام" للرقص لأكثر من 30 عاماً، حيث كان من المساهمين الرئيسيين الذين حافظوا على إرث مصمم الرقصات الشهير بعد وفاته، وذلك قبل انضمامه إلى "صندوق ميرس كنينجهام" عام 2009.

وتعاون كنينجهام خلال العرض المسرحي الراقص "بايبد" عام 1999 مع فناني التقنيات الرقمية بول كايسر وشيلي إشكار، إلى جانب اثنين من الراقصين، ونجح في تحويل 70 عبارة إلى صور رقمية، ليقدم فنانو العرض الحي أدائهم بين هذه الصور المتحركة والأشكال التجريدية.

"بايبد"
ويجمع عرض "بايبد" بين الرقصات المذهلة وتكنولوجيا التقاط الحركة، وينعكس ذلك على الديكور والأزياء والإضاءة. وتبرز أزياء سوزان جالو المصمَّمة من نسيج معدني كمرايا عاكسة للضوء، فيما يبدع آرون كوب بابتكار عناصر الإضاءة، وتقسيم خشبة المسرح إلى مربعات مضاءة وفق تسلسل عشوائي، كما تسمح المقصورات ذات الستائر في الجزء الخلفي من المسرح بظهور واختفاء الراقصين بأسلوب متناغم.

وجرى تسجيل الموسيقى التي أبدعها جافن بريارز، أحد أبرز المؤلفين الموسيقيين البريطانيين في مرحلة ما بعد التبسيطية، والتي تحمل اسم "بايبد" أيضاً، بشكل جزئي، وتم تشغيل مقطوعات منها بصورة حية على آلات صوتية مع بريارز وفرقته.

"هاو تو باس، كيك، فول آند رن"

وتحمل التحفة الفنية "هاو تو باس، كيك، فول آند رن" التي عرضت في عام 1965 عنواناً رياضياً، حيث يحافظ تصميم الرقصات فيها على الحركة المستمرة للفنانين على وقع أنغام جون كيج، أحد المساعدين الأوفياء لكنينجهام.

وكان كنينجهام سابقاً لعصره فيما يتعلق بدمج التكنولوجيا كأداة إبداعية في تصميم عروضه الراقصة، ولعل تحفة بايبد في عام 1999 تجسد استكشافاً مذهلاً للرقص في بيئة بصرية فريدة على نغمات حية يؤديها عملاق الموسيقى البريطانية جافن بريارز، ويعد تعاون كنينجهام مع جون كيج من أهم العلاقات الفنية في القرن العشرين، حيث برزت استكشافاتهما المتبادلة من خلال طرح عنصر الصدفة في صناعة الفن، وتجسد ذلك في كتابات كيج عبر "عدم التعيين" التي تشكل جزءاً من موسيقى مسرحية "هاو تو باس، كيك، فول آند رن".

وسيتاح للمشاركين في ورشات العمل، التي ينظمها مركز الفنون في إطار برنامج "خارج خشبة المسرح"، فرصة التعرف على المبادئ الأساسية لتقنيات كنينجهام، وستقام ورش العمل يوم الثلاثاء 29 أكتوبر في مركز الفنون، ويوم الخميس 31 أكتوبر في مساحة (سمة للمسرح الراقص) في "السركال أفنيو" بدبي.

يذكر أن البرنامج يقام بدعم من المعهد الفرنسي في الإمارات العربية المتحدة والقسم الثقافي في السفارة الفرنسية بأبوظبي.