الأحد 27 أكتوبر 2019 / 13:14

قطر تبرّر لتركيا اعتداءاتها في سوريا

رأت محللة الأبحاث البارزة في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" فارشا كودوفايور أنّ تركيا وقطر ما عادتا تستحقان توصيف الحليفتين للولايات المتحدة. لقد دافعت قطر عن الاعتداء الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شمال سوريا الأسبوع الماضي، وبذلك أصبحت أول دولة تقدّم دعمها علناً للتدخل التركي.

زعم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ اعتداء تركيا ينم عن "تهديد وشيك" لأمن البلاد، وأنّ تركيا تحاول بكل بساطة أن تنقل ذلك "التهديد بعيداً من حدودها"

ويوضح هذا الدعم المدى الذي وصل إليه تعارض أجندة قطر مع مصالح وقيم الولايات المتحدة في حين أنها تصطف بشكل أقرب إلى جانب أعداء أمريكا.

ادعاء في غير محله
زعم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ اعتداء تركيا ينم عن "تهديد وشيك" لأمن البلاد، وأنّ تركيا تحاول بكل بساطة أن تنقل ذلك "التهديد بعيداً من حدودها". وألقى الوزير اللوم على واشنطن مصراً على أنّ تركيا "لم تستطع التوصل إلى حل مع الولايات المتحدة، ولم يستطيعوا التعامل مع هذا التهديد حتى أصبح متفجراً بالنسبة إليهم". لكن كودوفايور ترد عبر الإشارة إلى أنّ القوات الأمريكية كانت تقود دوريات مشتركة في المنطقة الحدودية بعد التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وأنقرة.

لا أساس للتوصيف
بينما أمضت تركيا عقوداً وهي تحارب متمردي حزب العمال الكردستاني، لم تقدم أنقرة أو الدوحة أي دليل على دعم نشط لذلك التمرد مصدره الحدود السورية. كان تعاون الولايات المتحدة مع القوات السورية الكردية ضد داعش سبباً دائماً للتوتر مع أردوغان، لأنّ وحدات حماية الشعب السورية هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن على لائحة الإرهاب. على الرغم من ذلك، وفي غياب أي مؤشرات ذات صدقية بأنّ وحدات حماية الشعب الكردية تدعم تمرد حزب العمال الكردستاني، لا يوجد أي أساس لوصف التهديد على أنه وشيك أو متفجر.

غير مفاجئ
إنّ دعم قطر الصريح لتركيا غير مفاجئ بالنظر إلى سرعة تنامي العلاقات بين قطر وتركيا منذ أن فرض التكتل بقيادة السعودية والإمارات مقاطعة للدوحة سنة 2017. ارتفع حجم التجارة بين البلدين ب 54% سنة 2018 ليصل إلى ملياري دولار. وحين عانت تركيا من أزمة مالية عنيفة في أغسطس (آب) 2018، هبت قطر للنجدة من خلال حزمة ب 15 مليار دولار. وأنشأت أنقرة أول قاعدة عسكرية لها وراء البحار في قطر سنة 2015 وقامت بتسريع التشريع من أجل نشر قوات إضافية فيها حين فرض الرباعي المقاطعة.

أحدث مؤشر فقط
ذكرت الباحثة أنّ حركة حماس دافعت عن التوغل التركي بشكل يعكس عمق روابطها مع الدوحة وأنقرة. زعمت المجموعة الفلسطينية الإرهابية أنّ أنقرة تتمتع بحق الدفاع عن نفسها والتخلص من التهديد الذي تواجهه على حدودها. لقد استضافت قطر وتركيا أعضاء من حماس وغضتا النظر عن جهود المجموعة لجمع التبرعات على أراضيهما. إنّ دعم قطر لتركيا هو أحدث مؤشر فقط عن الاختلاف بين الولايات المتحدة وقطر، على الرغم من أنّ الأخيرة تستضيف القيادة الأمريكية المركزية في قاعدة العديد الجوية وهي عصب العمليات العسكرية المناوئة لداعش.

الإدراك الأبكر أفضل
إنّ العلاقات المتوطدة بين الدوحة وأنقرة لا تبشر واشنطن بالخير. سيروج المحور القطري التركي لحماس ومجموعات متطرفة أخرى على امتداد المنطقة وستنشر هذه السياسات المزيد من الفوضى في منطقة من العالم هي أساساً متقلبة. تختار كلتا الدولتين وتنتقيان كيف تصطفان إلى جانب الولايات المتحدة وهما غالباً تقوضان سياسات واشنطن في الشرق الأوسط. بالتالي، لا تستحق أي من الدولتين أن تكونا حليفتين للولايات المتحدة. وشددت كودوفايور في الختام على أنه كلما أدركت واشنطن هذا الأمر باكراً، سيأتي ذلك لمصلحة الأمن والمصالح الإقليمية الأمريكية.