تعبيرية.(أرشيف)
تعبيرية.(أرشيف)
الأحد 27 أكتوبر 2019 / 19:48

نحن بلاد الاتحاد

في بلاد الاتحاد ندعو الجميع للوحدة، لأننا أهل الوحدة، ولأن كياننا ومصيرنا مرتبط بالوحدة

في زمن مضى وفي حقبة من حقبات فرنسا، راجت كلمة لويس الرابع عشر: "أنا الدولة والدولة أنا" وتترجم في أحيان أخرى "أنا السلطة". والتدقيق يحتم أن نذكر أن نسبة العبارة للويس الرابع عشر ليست موثقة ولا محققة، فهذا أمر ربما نسبه إليه خصومه السياسيون. لكن التحقيق يثبت أن تصرفاته وقراراته لم تكن تدل إلا على ذلك.

الحال نفسه ينطبق على كثيرين غيره ولذا زالوا. لكن في نهاية المطاف لم تنطبق عليهم عبارته المنسوبة لكن العبارة التي قالها على فراش الموت كان أصدق عليه وعليهم إذ قال: أنا سأذهب أما الدولة فستبقى دائماً".

هذا حال أنظمة لم ترد لدولها أن تتقدم فضخمت الأنا وألغت ما سواها. أما الأنظمة التي أرادت سبيل التقدم والرقي فقد أدركت أن ضمير المخاطب يحرك الجماهير، وأن نون النسوة تصنع جمال الحياة، وياء المتكلم تخرج خوافي الأفئدة وأفكار العقول، وألف الإثنين خير من رأي الفرد، ونون الجماعة تحرك عجلة المجتمع.

في الإمارات تظهر جميع ضمائر اللغة العربية، ويكون الخطاب معبراً عن الروح الحاضرة التي لا تغيب، والعرى المتصلة التي لا تنفصل. ضمائر مبنية على الجزم الذي لا يقبل التشكيك، في محل رفع لا يسفل ومقام أمين لا ينزل. ولذا فالعمل يسبق الزمن، والأشخاص يتشكلون في بوتقة الوطن، والقيم تتموضع مكاناً وزماناً في حيوات معتنقيها، ويكون القول الهاتف: نحن بلاد الاتحاد.

هذا البلد يقوم باتحاد حكامه وشيوخه، وزرائه ومعلميه، لاعبيه وفنانيه، معلميه وطلابه، مهندسيه وعماله، الجميع باختلاف أعمارهم وأدوارهم وإماراتهم.
في بلاد الاتحاد ندعو الجميع للوحدة، لأننا أهل الوحدة، ولأن كياننا ومصيرنا مرتبط بالوحدة، فكما قال الشيخ زايد طيب الله ثراه:"المصير واحد"، ولأننا ندرك أن خيارات الوحدة دائما صحيحة، هي مجلبة للرخاء، هي محققة للأمن، هي صانعة للإنجاز والإعجاز.

دولة قامت على الاتحاد مبدأ مترسخاً ومنهجاً مرسوماً وعقيدة معتنقة. تقدم بمبدئها أنموذجاً للدول وتدعو له، فروح الاتحاد هي روح الشعب جيلاً بعد جيل، حضر المؤسسون أو غابوا، فقد صدق لويس الرابع في عبارته الثانية حين قال: وتبقى الدولة دائماً.