وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيف)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيف)
الأربعاء 30 أكتوبر 2019 / 15:18

إسرائيل تدير معركتها مع الأردن في ملف الباقورة بـ"لعبة عض الأصابع"

24 - عمان - ماهر الشوابكه

بلعبة "عض الأصابع ومن يصرخ أولاً"، تدير إسرائيل حالياً معركتها مع الأردن في ملف استئجار منطقتي الباقورة والغمر الأردنيتين، فيما جعلت ساحة اللعبة ملف الأسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي وأوراق ملحقي الباقورة والغمر.

ويسود شعور لدى دوائر القرار في الأردن، بأن إصرار إسرائيل على استمرار اعتقالها للأسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي يأتي لانتزاع تنازلات في ملف منطقتي الباقورة والغمر، اللتين أنهى الأردن قبل عام ملحقي استئجارهما في اتفاقية السلام من قبل إسرائيل في 10 الشهر المقبل.

وهو ما تؤكده مصادر أردنية مطلعة لـ24 والتي تشير إلى أن الأردن يعي تماماً أن استمرار اعتقال إسرائيل للأسيرين دون توجيه أي تهم واضحة ضدهم، هو ابتزاز للحكومة الأردنية، سيما وأن إسرائيل تعرف أن الحكومة الأردنية تتعرض لضغط شعبي هائل من أجل العمل على إطلاق سراحيهما.

وما يؤكد ذلك إدانة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير سفيان القضاة أمس الثلاثاء، لاستمرار السلطات الإسرائيلية الاعتقال الإداري للمواطن الأردني عبد الرحمن مرعي ورفضه أي تبرير لاستمرار الاعتقال.

وكانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية رفضت أمس الاستئناف المقدم من محامي عبدالرحمن مرعي ضد اعتقاله.

وتضيف ذات المصادر أن إسرائيل تريد إحراج الحكومة الأردنية التي وعدت على لسان وزير خارجيتها أيمن الصفدي بالإفراج عن الأسيرين قريباً، وهو ما دعا وزارة الخارجية الأردنية إلى استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور احتجاجاً على استمرار إسرائيل باحتجاز الأسيرين والذي وصفته الوزارة بأنه "غير قانوني ولا إنساني".

هذه التداعيات جميعها دفعت وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى التهديد بأن استدعاء السفير الأردني في تل أبيب هو خطوة أولى، في تلميحات إلى أن الأردن سيصعد في حال استمرت إسرائيل بالتعنت إزاء ملف الأسيرين.

وقال الصفدي: "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

وشدد الصفدي على أن "استمرار اعتقال المواطنين الأردنيين غير القانوني وتعريض حياتهما للخطر بعد تدهور حالتهما الصحية أمر مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار. وطالب إسرائيل بإطلاق سراحهما فوراً دون أي تأخير وإعادتهم إلى المملكة بشكل فوري".

يأتي ذلك فيما أعلنت ولأول مرة وزارة الخارجية الأردنية إلقاء القبض على إسرائيلي تسلل مساء أمس إلى أرضيها، فيما كان إعلان مثل هذه الحالة سابقاً من اختصاص وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وهو ما يؤكد تصاعد الخلافات الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل.

ولم يترك الأردن هذه الورقة دون استخدامها، إذ تصاعدت مطالبات شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدم تسليم المتسلل إلى إسرائيل كالعادة، وتقديمه للمحاكمة ومحاولة استثمار هذه الورقة في تبادل الأسرى بين الجانبين.

واعتقلت الأسيرة الأردنية هبة اللبدي، مطلع شهر سبتمبر(أيلول) الماضي عند معبر الكرامة (جسر الملك حسين)، أثناء توجهها لحضور حفل زفاف لأحد أقاربها في فلسطين المحتلة بمدينة جنين، فيما اعتقل مرعي قبل نحو شهر على معبر الكرامة - جسر الملك حسين- عندما كان بصحبة والدته بهدف حضور حفل زفاف لأحد أقاربه في الضفة الغربية.

وأحدثت قضية اعتقال إسرائيل لعبد الرحمن مرعي وهبة اللبدي موجة من الغضب والاستنكار بين الأردنيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجلس النواب، والذين طالبوا الحكومة بطرد سفير الاحتلال من عمان.

وتبلغ مساحة أرض الباقورة 820 دونماً، وهي تقع شرق نقطة التقاء نهر الأردن مع نهر اليرموك، داخل أراضي المملكة، احتلتها إسرائيل عام 1950، واستعادها الأردن من خلال اتفاقية السلام، وهي ضمن أراضٍ كانت الحكومة الأردنية قد خصصتها عام 1928 لــ (شركة كهرباء فلسطين محدودة الضمان) مقابل دفع مبلغ مالي محدد، وهي شركة مسجّلة لدى إمارة شرق الأردن آنذاك/ نظارة العدليّة، من أجل إقامة (مشروع روتنبيرغ) لتوليد الكهرباء، وآلت ملكية الأرض فيما بعد لأشخاص حملوا الجنسية الإسرائيلية بعد قيام دولة إسرائيل علم 1948.

أما الغمر فهي قطعة من الأرض تقع في منطقة وادي عربة في منتصف المسافة تقريباً بين جنوب البحر الميت وخليج العقبة، وتبلغ مساحتها 4235 دونماً، احتلتها إسرائيل خلال الفترة 1968-1970، واستعادها الأردن بموجب معاهدة السلام، وهي أراضي مملوكة لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية.