الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 / 13:59

الغرافيتي الرقمي.. أنامل الشباب ترسم "افتراضياً"

24 - علياء شاهين

تحتل التكنولوجيا الحديثة صدارة الاهتمام في عالم اليوم، ويبرز تأثيرها الأكبر في حياة الشباب كونها تشكل جزءاً أساسياً في مستقبلهم، لدرجة أنها دخلت في جميع المجالات بما فيها الفنون والثقافة، وبدأ تأثيرها يزداد يوماً بعد يوم.

ويتيح تداخل التقنيات اندماج الفنون وتفاعلها كما في حائط الغرافيتي الرقمي "ديجيتال غرافيتي" الذي تعرضه شركة "باور انتراكتيف" في "أسبوع دبي للمستقبل"، وهو عبارة عن بخاخ رقمي على شاشة رقمية، لمستخدمها ممارسة فن الغرافيتي رقمياً وله فوائد عديدة اقتصادية وبيئية، كالتخلص من الدهانات التي تحوي مواد تضر البيئة والصحة، حسب بيان صحفي.

كما يتيح الغرافيتي التدرب على الفن في بيئة آمنة بعيدة عن الشوارع، ويقدم صورة مستقبلية لما يمكن أن تصير إليه بعض جدران الأبنية في المستقبل، وبإمكان الجميع ممارسة حرية الغرافيتي عليها، ليتحول هذا الفن مستقبلاً إلى صرخة شبابية رقمية تصدح من أنامل الشباب، قد نسمع صداها يتردد على جدران الأبنية الذكية التي ستشكل مدننا المستقبلية.

ويرى فهد جافيد مؤسس شركة "باور انتراكتيف" مع زميله كميل خلفان، أن حكومة دبي تدعم تبني التكنولوجيا الذكية وهو ما دفعه لاختيار دبي كمقر لشركتهم التي توفر لمنطقة الشرق الأوسط تكنولوجيا تفاعلية وخبرات رقمية وحلولاً مخصصة للشركات والحكومات والقطاع الخاص من عقارات وتجزئة، ويستخدمون في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي والمدمج وشاشات اللمس، وتطوير حلول ثنائية وثلاثية الأبعاد والهولوغرام والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ويعتبر فهد أنه مدين لدبي التي يعيش فيها منذ 1997، إذ وفرت له فرص التعلم والاطلاع على أحدث التكنولوجيا المستقبلية، ويرى أن دبي تعتبر المحطة التي تمكن المبتكرين من صنع غد يحتوي أنظمة تسهل حياة الناس المستقبلية.

ويقول فهد "لحائط الغرافيتي مزايا عدة من حيث كونه صديقاً للبيئة، وملهم خاصة للأجيال الشابة، كما يتيح لهم تجريب هذا الفن بسهولة، ويمكن للفنانين الشباب تشارك الأعمال المنتجة بواسطته ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتخزينها رقمياً، كما يمكن العمل مع شريك، والتعديل على العمل الفني بأي مرحلة، ويشرح قائلاً بأنه ليس مجرد كمبيوتر لوحي عملاق، فهو يحتوي على حساسات تسمح باستشعار البخاخ الافتراضي، أي أنه لا يعمل كشاشة اللمس".

ولاتزال الفنون الرقمية في بداياتها ولكن من المؤكد أنها مساحة إضافية للتعبير الإنساني حيث يمكن إبداع ملايين التشكيلات، وإدخال وسائط متعددة، واكتشاف أبعاد رقمية للصورة التي يشكلها الكمبيوتر الأداة الرئيسية لهذا الفن، والذي يتيح دمج الرؤية الفنية التخيلية بالقدرات التقنية العالية للكمبيوتر ليحققا معاً رؤى فنية لم تكن لتتحقق في العمل التشكيلي لولا التقنيات الحديثة، إذ بات بمقدور الفنان العمل على طبقات، والتحكم بالشفافية، وتكبير الصورة والقص وقلب الصور والتعديل للحصول على أفضل تشكيل، والتعامل مع خيارات لونية واسعة لا يتيحها الرسم التقليدي.