لحظة توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي (تويتر)
لحظة توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي (تويتر)
الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 / 21:10

اتفاق الرياض..لحظة تاريخية من أجل الاستقرار في اليمن

24 - بلال أبو كباش

شهدت العاصمة السعودية اليوم الثلاثاء، لحظة تاريخية بتوقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي "اتفاق الرياض" الذي يؤسس لمرحلة جديدة تُنهي التوتر، وتضبط وحدة الصف، ولتصريف الجهود المشتركة بالتعاون مع التحالف العربي لضمان استقرار اليمن.

وجرت مراسم التوقيع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وأكدت اتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم خلال توقيع الاتفاق، حرص السعودية على ضمان أمن اليمن واستقراره، وقال ولي العهد: "في هذا اليوم البهيج وكل يوم يجتمع فيه اليمنيون، هو يوم فرح للمملكة التي كانت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، وستظل دوماً مع اليمن حريصةً على استقراره، وساعيةً إلى ازدهاره، وواثقةً بأن حكمة أبناء شعبه تسمو فوق كل التحديات".

وأضاف، أن "موقف السعودية من اليمن من المواقف الأصيلة كأصالة شعبه العزيز الذي تربطنا به أواصر الدين، والقربى، والعروبة، والجوار"، مشيراً إلى توجيهات الملك سلمان للمسؤولين في المملكة لبذل كل الجهود لرأب الصدع بين الأشقاء في اليمن.

وأشاد الأمير محمد بن سلمان أيضاً، باستجابة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة السعودية، ومنوهاً بما بذلته الإمارات من "تضحيات جليلة في ساحة الشرف مع جنودنا البواسل وزملائهم من بقية دول التحالف".

وعكس حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمراسم توقيع الاتفاق حرص الإمارات على وحدة الصف اليمني، ومواصلة جهودها في الدفاع عن اليمن ضد الميليشيات الإيرانية، وجميع المحاولات التي سعت إلى التأثير على العلاقات الإماراتية السعودية الوطيدة، أو محاولات التشويش على دورها الرائد، ودور قواتها المسلحة في اليمن، أين ضحى أبناء هذه المؤسسة العسكرية بدمائهم في سبيل تحرير العاصمة المؤقتة عدن، من براثن ميليشيا الحوثي الإرهابية، مخلفين وراءهم بصمة خير وعطاء، في الجنوب تسهم اليوم بشكل كبير في عودة الاستقرار إلى اليمن.

عودة لعدن
وبموجب هذا الاتفاق، ستعود الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن، على أن تُدمج كافة المكونات العسكرية والأمنية، بما فيها التابعة للمجلس الانتقالي، ضمن وزارتي الدفاع والداخلية. كما اتفق الطرفان على تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، قوامها 24 وزيراً.

ويهدف الاتفاق حسب المصادر المطلعة، لاستئناف التنمية والبناء، خاصةً في المحافظات المحررة خلال الفترة المقبلة.

وترى أوساط يمنية أن عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستقرار الوضع الأمني والاقتصادي، سيفتح الباب واسعاً أمام الوزارات الحكومية، خاصةً الخدمية منها، لاستئناف أعمالها وتقديم الخدمات للمواطنين بصورة أفضل.

مواجهة المشروع الإيراني
ويهدف الاتفاق أيضاً إلى تعزيز وحدة الصف الوطني اليمني في مواجهة المشروع الإيراني واستكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي في ضوء المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً ودولياً التي وضعت جميعها حلولاً جوهرية لقضية الجنوب، عبر الشراكة الحقيقية بعيداً عن منطق الاستئثار والوصاية.

وأفاد مسؤول يمني رفيع أمس الإثنين، بأن اتفاق الرياض، سيعيد تقديم الشرعية للمجتمع اليمني والعربي والدولي بصورة أفضل، بنا يُعزز حضورها ويدعمها لمواجهة التمرد الحوثي، واستعادة الدولة، إلى جانب إسهامه في توحيد الصف اليمني لمواجهة الانقلاب الحوثي.

نقلة مهمة
يؤكد مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية الأسبق عبد الملك المخلافي، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، أمس الإثنين، أن "اتفاق الرياض سيشكل نقلة مهمة في عمل الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية. الاتفاق ليس فقط حلاً لمشكلة ظهرت في أغسطس (آب) الماضي أثناء التمرد الانتقالي على الحكومة الشرعية، لكنه أيضاً إجراء إصلاحات واسعة في عمل الشرعية وتحديد جديد لضرورة توجيه السلاح نحو الهدف الأساسي، مواجهة الانقلاب الحوثي".

وأضاف المخلافي، أن الاتفاق سيعيد عدن للهدف الأساسي الذي حدد لها باعتبارها عاصمة مؤقتة، ومكاناً لانطلاق عمل كل أجهزة الدولة، وتحديد الهدف في محاربة الانقلاب الحوثي، معتبراً أن في وجود قوات التحالف بقيادة السعودية على الأرض والإشراف المباشر على هذا الاتفاق، ضمانة حقيقية لتنفيذه، بما في ذلك الشق المهم المتعلق بإعادة دمج القوات المسلحة، وأجهزة الأمن، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع.

مرحلة جديدة
من جهته، أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني عيدروس قاسم الزُبيدي، أن اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة السعودية. وأضاف "هذا الاتفاق خطوة مهمة لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن، والاستقرار في بلادنا، ورفع المعاناة عن شعبنا، وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني".

وإلى جانب كل ذلك، يؤكد دعم أبوظبي، ممثلةً في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي حضر مراسم توقيع الاتفاق، حرص الإمارات ورغبتها الثابتة في تأمين كل مقومات نجاح المصالحة بين اليمنيين من جهة، والنأي باليمن عن الأجندات الإقليمية، التي تحرص جهات مثل إيران وغيرها على حشره فيه، خدمةً لأهداف ومشاريع لا علاقة لليمنيين أو المنطقة بها، وهو ما أبرزه وأكده استمرار الإمارات في بذل جهودها الإنسانية لمساعدة اليمنيين، في مختلف مناطق اليمن، أولاً والحرص على التنسيق الكامل مع السعودية، في إطار الشراكة الاستراتيجية الراسخة بينهما من جهة، وفي إطار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من جهة ثانية، على تبني أفضل الصيغ والحلول السياسية التي تقطع الطريق على المتربصين باليمن واليمنيين وصولاً إلى اتفاق الرياض، الذي أصبح بمجرد توقيعه من قبل طرفي الخلاف الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، جسراً أو طريقاً سالكاً يمكن لليمن العبور بفضل نحو غد أفضل، بعيداً عن الانقلاب والصراع، وبعيداً عن المخلب الإيراني خاصةً.