الأربعاء 6 نوفمبر 2019 / 16:35

إيران تلوم أمريكا على أزمة الأدوية.. البيانات تنقض ادعاءها

انتقد الكاتب السياسي بويا ستون ادعاء طهران بأن أزمة الأدوية التي تشهدها البلاد مردها العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية عليها، مستخدماً الأرقام كدليل على كلامه. وكتب في موقع "إيران فوكوس" أنّ الحكومة الإيرانية تذمرت في السابق من أن العقوبات الأمريكية تسببت بمشاكل عديدة على مستوى وصول الأدوية والتجهيزات الطبية إلى البلاد.

الحكومة أظهرت عدم وجود حدود لفسادها. هي لم تفشل فقط في إعطاء شعبها أولوية اهتمامها بل هي نجحت أيضاً في جعل معاناتهم أكثر حدة حتى

وذكر أنّ الدولة تواجه أزمة بارزة في هذا الإطار فيما حمّلت الحكومة الإيرانية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية عن ذلك. لكنّ البيانات، بحسب ما تابع بويا، تظهر أنّ واقع الحال ليس كذلك على الإطلاق.

إعفاء وتأكيد

في البداية، إنّ البضائع الإنسانية التي تتضمن التجهيزات الطبية والأدوية مستثناة من العقوبات. خلال الأشهر الستة الأولى من هذه السنة، تضاعفت واردات إيران من المنتجات الصيدلانية الآتية من أوروبا بالمقارنة مع الفترة نفسها السنة الماضية. في وقت سابق من هذه السنة، قال نائب وزير الصحة الإيراني قاسم جنببائي إنّه وكنتيجة مباشرة للعقوبات، كانت إيران تعاني في مسألة الحصول على ما يكفي من أجهزة العلاج الشعاعي. لكن بعد وقت قليل على إطلاق هذه الادعاءات، أعلن مسؤول من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنه لم يكن هناك أي عوائق للحصول على هذه الأجهزة.

مقارنة مع فترة رفع العقوبات

يظهر المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي الذي يجمع وينشر البيانات المرتبطة بالورادات والصاردات في الاتحاد أنه خلال النصف الأول من هذه السنة، وصلت قيمة واردات الأدوية الإيرانية إلى 320 مليون يورو. وهذا يمثل زيادة ب 16% عند المقارنة مع الفترة نفسها من 2012، حين كانت العقوبات الأمريكية حينها في أوج قوتها.

توفر هذه البيانات نظرة إلى الواردات التي دخلت الاتحاد الأوروبي. فقد بلغت قيمة ما استورده من منتجات صيدلانية من إيران أقل من 5% من إجمالي صادرات الاتحاد. وصلت الواردات إلى الرقم الأعلى في بداية السنة الحالية مع 18 مليون يورو. ويمثل هذا الرقم أقصى ما بلغته الواردات طوال الفترة التي كانت فيها العقوبات مرفوعة عن إيران بين سنتي 2016 و2018. إنّ أكبر مستورد في الاتحاد الأوروبي هو ألمانيا التي استوردت 90% من إجمالي إيرادات الاتحاد من إيران هذه السنة.

بيع الأعضاء لشراء الدواء

يضيف بويا أنّ الأزمة في إيران ليست تالياً نتيجة للعقوبات الأمريكية. مرة أخرى، هي نتيجة فساد وسوء إدارة السلطات الإيرانية. ارتفعت أسعار التجهيزات الطبية والأدوية الأساسية في إيران بشكل كبير حيث تشير التقارير إلى أنّها تضاعفت من أربع إلى خمس مرات. يضع هذا الأمر الكثير من السكان في تلك البلاد في وضع محفوف بالمخاطر. كان الاقتصاد في حالة ركود لفترة طويلة فيما يسقط المزيد من الأشخاص في حالة فقر مدقع. يواجه هؤلاء معاناة أكبر أو تعقيدات صحية إضافية مع اضطرارهم لعدم شراء الدواء الأساسي. وتظهر تقارير أخرى من البلاد أنّ الإيرانيين يتخذون إجراءات يائسة مثل بيع الأعضاء للتمكن من شراء الأدوية الأساسية لمن يحبونهم.

لا حدود لفسادها
ويضيف بويا أنه عند أخذ تقارير كهذه بعين الاعتبار، يزول عنصر المفاجأة حين يدعو الإيرانيون إلى تغيير النظام. وكلما أسرع الشعب في ذلك كان أفضل. وختم الكاتب بأنّ الحكومة أظهرت عدم وجود حدود لفسادها. هي لم تفشل فقط في إعطاء شعبها أولوية اهتمامها بل هي نجحت أيضاً في جعل معاناتهم أكثر حدة حتى.