الأحد 10 نوفمبر 2019 / 14:12

أكراد يكذبون تركيا...أغرب وقف للنار في شرق الفرات

24- زياد الأشقر

عن أوضاع الأكراد في شمال شرق سوريا بعد الغزو التركي، كتبت الصحافيتان بينيديتا أرجنتيري، وخبات عباس في موقع "ديلي بيست" بعد تحقيق ميداني على الجبهة مع الجيش التركي، والفصائل السورية المدعومة من أنقرة، أن كل شيء بدأ بمكالمة هاتفية غيرت مجرى حياة 5 ملايين شخص في هذه المنطقة، وأدت إلى فك التحالف الذي كان قائماً إبان الحرب على تنظيم داعش بين الولايات المتحدة، وقوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكراد وعرب وسريان.

قصف الجيش التركي مستشفيات واهدافاً ليست عسكرية، مرتكباً على نحو واسع جرائم حرب

وفي 6 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سحب القوات الأمريكية الخاصة من شمال شرق سوريا.

وأعلن ترامب قرار الانسحاب في تغريدة عند منتصف الليل بتوقيت الولايات المتحدة، ليفاجئ بذلك الجميع، بما في ذلك البنتاغون.

وقبل ذلك بأشهر، أطلق الرئيس التركي تهديدات علنية ضد منطقة شرق الفرات، عملت الولايات المتحدة على الوساطة، ولكن لم تقبل تركيا يوماً أن يقيم الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها.

فإذا نجح المشروع السياسي في شمال شرق سوريا، فإن الأكراد على الجانب الآخر من الحدود داخل تركيا سيقلدون هذا النموذج، وسيطالبون بمزيد من الإدارة الذاتية من الدولة المركزية.

وفي الصيف الماضي، عمل مسؤولون أمريكيون بارزون على إبرام صفقة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا لمنع النزاع في المنطقة. وفي 2011 عندما بدأت الأزمة السورية، تأسست وحدات حماية الشعب الكردية، قوة للدفاع الذاتي. وكان بعض مقاتلي هذه الوحدات مقاتلين في حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، والمدرج على لوائح الإرهاب في أنقرة، وواشنطن.

30 عبوراً
في 2015، وبعد اندلاع الحرب ضد داعش، عمد التحالف الدولي إلى تغيير موازين القوى، وبات معظم المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية التي أنشأها التحالف من العرب، وكانت أولوية هذه القوات في الأعوام الأربعة الأخيرة، مقاتلة داعش، ولم يسجل أي هجوم من سوريا على الأراضي التركية.

واستناداً إلى تقرير لمركز روج أفا، لم يسُجل في النصف الأول من 2019، سوى 30 عبوراً للحدود من تركيا إلى سوريا، في مقابل عبور وحيد من سوريا إلى تركيا.

وأضافت الكاتبتان أنه في أغسطس (آب) الماضي، وافقت قوات سوريا الديمقراطية على تفكيك تحصيناتها في المنطقة الحدودية وسمحت لتركيا بتسيير دوريات مشتركة مع القوات الأمريكية.

ولكن ذلك لم يكن كافياً لتركيا، وبعد ثلاثة أيام من سحب القوات الأمريكية في 6 أكتوبر(تشرين الأول)، بدأ الغزو التركي، وتعرضت معظم المدن في روج أفا للقصف ما تسبب في فوضى، وأجبر الألاف على الفرار من منازلهم.

أغرب وقف للنار

وتتركز العملية التي تسميها تركيا "نبع السلام" على مدينتين رئيسيتين، سير كانيه أي رأس العين، وغير سبي أي تل أبيض التي تفصل بينهما 110 كيلومترات. وقصف الجيش التركي فيهما مستشفيات واهدافاً غير عسكرية، مرتكباً على نحو واسع جرائم حرب.

وأشارت الكاتبتان إلى أن تركيا أبرمت اتفاقين مع واشنطن وروسيا لوقف النار في شرق الفرات. وأبرم الاتفاق مع روسيا بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسوتشي في 22 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، ونص على وقف النار، وانسحاب المقاتلين الأكراد إلى عمق 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود مع تركيا.

ولكن تركيا لم تحترم اتفاق سوتشي ولا تزال تواصل هجومها رغم الهدنة، وتعمل على توسيع نطاق عمليتها العسكرية. وحسب امرأة من سكان قرية خارج حدود المنطقة الآمنة التي أعلنت تركيا عزمها على إقامتها في شمال شرق سوريا: "هذا أغرب وقف للنار شهدته في حياتي".