الإثنين 11 نوفمبر 2019 / 15:50

كيف ستبدو أوروبا إذا انضم إليها 80 مليون تركياً

كتب جوليو ميوتي، المؤلف الإيطالي والمحرر ثقافي لدى صحيفة "إل فوليو"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد الغرب باستخدام المساجد، والمهاجرين، والجيش لتحقيق غايته.

أردوغان يعزز سلطة مديرية الشؤون الدينية "ديانت"، التي يعمل فيها حالياً 120 ألف موظف، وتزيد ميزانيتها عن إجمالي ميزانيات 12 وزارة تركية أخرى

وحسب الصحافي التركي عبد الرحمن ديليباك "حظي أردوغان بلقب الخليفة"، رغم أنه حسب ما كتبه ميوتي، ضمن موقع "غيتستون" يقود ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، ولديه جواسيس في جميع أنحاء أوروبا عبر شبكة من المساجد، والجمعيات، والمراكز الثقافية. كما أوصل أردوغان بلده إلى قمة التصنيف العالمي في عدد الصحافيين المعتقلين، وكمم أفواه ممثلين كوميديين ألماناً، بالتهديد باتخاذ إجراءات قضائية ضدهم، وبإبقائه المهاجرين في معسكرات لاجئين، فإنه يسيطر على الهجرة نحو أوروبا.

ومنذ أصبح أن حزب أردوغان، العدالة والتنمية في 2002، القوة السياسة المهيمنة في تركيا، أصبح الدور العام للإسلام أكثر من مجرد شعار.

ويبدو واضحاً أن أردوغان ينظر إلى نفسه زعيماً إسلامياً عالمياً يفوز من خلال انتخابات وطنية. وبفضل 4 ملايين مسلم تراكي في ألمانيا، وجاليات تركية كبيرة في هولندا، وفرنسا، والنمسا، ودول  أخرى، يحظى أردوغان، في واقع الأمر، بنفوذ في أوروبا.

أقوى أداة
ويرى كاتب المقال أن المهاجرين أقوى أداة في علاقات أردوغان مع أوروبا، وهو الذي قال في 2016، في إشارة للحدود التركية مع بلغاريا: "بدأتم الصياح عندما وصل 50 ألف لاجئ إلى حدود كابيكول. وبدأتم البحث عما ستفعلون إذا فتحت تركيا بواباتها. انظروا جيداً، إذا تابعتم سياساتكم، ستُفتح تلك الحدود. يجب أن تعلموا ذلك".

ويشير الكاتب إلى تكرار أردوغان للتهديد نفسه في الشهر الماضي، أثناء العملية العسكرية ضد الأكراد في سوريا، فقال: "أفيقوا يا دول الاتحاد الأوروبي. أقولها من جديد. إذا حاولتم وصم عمليتنا بالغزو، سنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 ملايين مهاجر"، ولأنها عاجزة عن ضبط حدودها، لزمت أوروبا الصمت وفق الكاتب.

فورة بناء
ويشير الكاتب لإطلاق أردوغان، منذ تسلمه السلطة، فورة بناء، ويقال إنه بنى 17 ألف مسجد، خمس إجمالي عدد المساجد في تركيا. ويوجد أكبر تلك المساجد في كاميلكا، على الشاطئ الآسيوي لمدينة إسطنبول.

ومن مالي إلى موسكو، وكامبرديدج، وامستردام، كان أردوغان ناشطاً في استخدام الديبلوماسية الدينية دينه. فبنت تركيا في تيرانا، عاصمة ألبانيا، أكبر مسجد في البلقان. وبنى أردوغان أكبر مسجد في غرب أفريقيا، في أكرا عاصمة غانا، فضلاً عن تشييد أكبر مسجد في آسيا الوسطى في بيشكيك، عاصمة قرغيزيا.

أما أكبر مسجد في أوروبا فسيكون المسجد التركي الجديد في ستراسبورغ الفرنسية، ويُخطط أردوغان أيضاً لافتتاح مدارس تركية في فرنسا.

ويلفت كاتب المقال لتعزيز أردوغان سلطة مديرية الشؤون الدينية "ديانت"، التي يعمل فيها حالياً 120 ألف موظف، وتزيد ميزانيتها عن إجمالي ميزانيات 12 وزارة تركية أخرى.

ويشار إلى أن حجم هذه المديرية في 2004، كان نصف ما هي عليه اليوم، ويعمل فيها 72 ألف موظف فقط. وهذه الشبكة الدينية تؤمن لأردوغان مدخلاً إلى الشؤون الأوروبية.

منع الاندماج
ففي ألمانيا مثلاً، تسيطر تركيا على 900 مسجد من إجمالي 2400 مسجد. ولا تخدم تلك المراكز الإسلامية الجالية التركية فقط، بل تمنع أفرادها من الاندماج في المجتمع الألماني.

وعندما خاطب أردوغان الأتراك في ألمانيا، طالبهم برفض الاندماج، ووصف اندماج المهاجرين في أوروبا بـ "جريمة ضد الإنسانية".

وفي رأي الكاتب، يبدو بوضوح أن أردوغان يريدهم أن يبقوا جزءاً من تركيا ومن الأمة المسلمة. ووفقاً لصحيفة "غارديان" البريطانية، أعلنت السلطات النمساوية، في العام الماضي، إغلاق عدد من المساجد التي تسيطر عليها تركيا، بعد إعادة تمثيل أطفال في مسجد تموله أنقرة معركة غاليبولي، في الحرب العالمية الأولى.

وحسب كاتب المقال، يواجه أكثر من 60 إماماً تركياً الطرد مع عائلاتهم من النمسا، مع قرب أغلاق سبعة مساجد في ظل حملة ضد ما تسميه السلطات هناك "الإسلام السياسي".

ولكن أردوغان يدرك حسب الكاتب، أن "الأعداد" تقف في صفه ضد أوروبا، فقد قال للأتراك في المنافي: "لا تنجبوا ثلاثة أطفال فقط، بل خمسة، لأنكم تمثلون مستقبل أوروبا".

وتظهر سجلات وكالة يوروستات، الوكالة الرسمية للإحصاء في الاتحاد الأوروبي، تفوق تركيا على أوروبا في عدد المواليد، إذ وُلد في تركيا في عام واحد، أكثر من 1.2 مليون طفل، في مقابل 5.07 ملايين طفل في 28 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي .

لذلك يتساءل الكاتب في الختام: "كيف ستبدو أوروبا إذا انضم 80 مليون تركي إلى الاتحاد الأوروبي؟".