الإثنين 11 نوفمبر 2019 / 15:06

بعد مقتل البغدادي.. أي مهام تنتظر التحالف ضد داعش؟

حقق التحالف ضد داعش إنجازات كبرى، بدأت بالقضاء على "خلافته" وتوجت بمقتل زعيمه. ولكن تلك الجهود قد تضيع إذا لم تُجدد الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في التحالف التعاون في لقاء وزاري وشيك.

المهمة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للتحالف هي في وضع آلية لاعتقال ومحاكمة سجناء داعش. وهذا يعني منع انهيار معتقلات داعش في ظل الفراغ الأمني

هذا ما يراه الباحثان تشارلز ثيبوت، الزميل الزائر لدى معهد واشنطن، وماثيو ليفيت، مدير برنامج رينهارد لمحاربة الإرهاب والاستخبارات.

ويقول الكاتبان إنه بعد مقتل زعيم داعش، أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر( تشرين الأول)، قد يتساءل البعض عما يدفع مسؤولين أجانب للاجتماع في واشنطن، في 14 نوفمبر( تشرين الثاني) الجاري، في لقاء للتحالف الدولي لهزيمة داعش.

ولكن خطر التنظيم تواصل بعد نكسات مماثلة شهدها في الأعوام الماضية، ما يفرض على عدد من الدول الناشطة في محاربة داعش مناقشة أفضل السبل لمواصلة جهودها.

استنتاج
ويشير الباحثان إلى ما توصل إليه مسؤولون في اجتماعهم السابق بباريس في يونيو(حزيران) الماضي، والمطالبة، بـ "الأخذ في الاعتبار وضعاً أمنياً غير مؤكد على الأرض، وأنه من المهم بقاء قوات التحالف في الشرق الأوسط لتوفير الدعم اللازم لشركائنا في الميدان".

ويرى كاتبا المقال أن هذا الالتزام أصبح اليوم وبشدة محل اختبار، بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، والتخلي بشكل أساسي عن قوات سوريا الديمقراطية، قسد.

وسيمثل لقاء الأسبوع الحالي اختباراً آخر للقيادة الأمريكية للإبقاء على إطار عمل التحالف، وهو أمر ضروري لتنسيق الإجراءات خارج نطاق المستوى العسكري، ومواصلة العمل لتحقيق انتصار طويل الأمد ضد داعش.

جهود غير عسكرية
ويلفت الكاتبان، إلى أنه رغم مشاركة عدد محدود من الدول بجيوشها في قوة التحالف الدولي، لكن التحالف كان بمثابة آلية فعالة لجميع الدول الأعضاء الـ 81 للتعاون في مجالات مهمة أخرى مثل مكافحة العقيدة المتطرفة، وتمويل الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في مناطق داعش سابقاً، ومنع تدفق مقاتلين إلى جانب التنظيم، ومحاكمة العائدين منهم.

وحسب كاتبي المقال، بلغ إجمالي المساهمات الأوروبية في إطار عمل التحالف منذ 2017 ما يزيد عن 400 مليون دولار دعماً لشمال شرق سوريا.

وساهمت هذه الأموال في نزع ألغام زرعها داعش، وتجنب أزمات إنسانية في معسكرات اللاجئين، وإصلاح البنية التحتية الأساسية، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإعادة إطلاق الاقتصاد المحلي.

كما عزز التحالف أوجه دعم ثنائي ومتعدد الأطراف إلى العراق، بما في ذلك توفير أموال لإعادة بناء جامعة الموصل.

ويرى كاتبا المقال، أن لتلك الجهود أهميتها في استعادة أوضاع معيشية كريمة لسكان عانوا من سلطة داعش ثم الحرب ضده. وعلاوة على ذلك، عمل التحالف على تنسيق مشاريع لمحاربة دعاية داعش، وإغلاق حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تطورت وسائل تبادل المعلومات عن تمويل الإرهاب، والمقاتلين الأجانب.

وخلاصة الأمر، تشكل التحالف لضمان هزيمة مستدامة لداعش، ورفع مستوى التعاون في مجالات غير عسكرية لتحقيق هذا الهدف. ولهذا السبب لا يزال للتحالف دور مهم يلعبه 

خارطة جديدة
ونتيجة لما سبق، يؤكد الباحثان أهمية الاجتماع المنتظر، لمناقشة عدد من القضايا السياسية وأهمها:

1- التعامل مع خارطة سوريا الجديدة.
يقول الكاتبان إن أكثر القضايا إثارة للجدل كانت بسبب الفوضى التي أحدثها التوغل التركي الأخير، والانسحاب الأمريكي غير المنسق من شمال سوريا، وعلى الدول المشاركة في التحالف الدولي مناقشة هذه الخارطة الجديدة التي جعلت قوات تركية وروسية وسورية نظامية، تحل مكان الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا.

2-التعامل مع معتقلي داعش
يرى الكاتبان أن المهمة الأكثر إلحاحاً على للتحالف، هي وضع آلية لاعتقال، ومحاكمة سجناء داعش، بمنع انهيار معتقلات داعش في ظل الفراغ الأمني الحاصل حالياً في سوريا.
  
وفي هذا السياق، طالب ترامب دولاً أوروبية باستعادة ومحاكمة مواطنيهم من الذين انضموا إلى داعش، ووصل به الأمر إلى درجة التهديد بإطلاق سراحهم.
  
3- اختبار للقيادة الأمريكية
وإلى جانب مناقشة حلول محددة، سيكون الاجتماع بمثابة الاختبار للقيادة الأمريكية للجهود دولية لمكافحة الإرهاب.

وفي رأي كاتبي المقال، تتطلب المصداقية استقراراً، ولكن بعد انسحاب واشنطن المتسرع من سوريا، سيصعب على مسؤولين أمريكيين إقناع شركاء غربيين وشرق أوسطيين بأن أي مقترحات يطرحونها في الاجتماع المقبل لن تتغير فجأة بعد أسبوع.

ونتيجة لذلك، ربما لا يبدي حلفاء استعداداً لإرسال قوات أو تنفيذ استثمارات أخرى تتوقف على ثبات السياسة الأمريكية.

وإلى جانب  ذلك، يعطي نجاح جهود التحالف غير العسكرية درساً في ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب المتعدد الأطراف، بما في ذلك على المستوى الاستراتيجي.