الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قناة السويس الجديدة (أرشيف)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قناة السويس الجديدة (أرشيف)
الإثنين 11 نوفمبر 2019 / 14:11

احتفالات هادئة في مصر بالذكرى الـ150 لافتتاح قناة السويس

تحتفل قناة السويس هذا العام بالذكرى الـ150 لافتتاحها، الذي واكبته احتفالات صاخبة كانت إيذاناً بتاريخ لا يقل صخباً لهذا الممر الملاحي الدولي، الذي كان شاهداً على ثلاث حروب عربية إسرائيلية.

وعلى مدى قرن ونصف كانت قناة السويس التي حفرت بين 1859 و1869 لربط البحرين الأحمر والمتوسط في قلب الأنواء التي عصفت بالشرق الأوسط.

وبعد أن ظلت تخدم المصالح الفرنسية والأمريكية لعقود، أمم جمال عبد الناصر قناة السويس في 1956.

ثلاث حروب
وكانت القناة خط الجبهة المصرية الاسرائيلية في ثلاث حروب  1956، و1967، و1973، وأغلقت 8 أعوام بعد حرب 1967، ثم نزعت الألغام منها وأعاد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات افتتاحها في 1975، بعد توقيع اتفاقية ثانية لفض الاشتباك مع إسرائيل، وقبل اتفاقية السلام بين البلدين في 1978.

واليوم تعتبر قناة السويس مصدراً رئيسياً لدخل مصر من العملات الصعبة، وتمر عبرها 10% من التجارة الدولية.

تأمين مشدد
وتخضع قناة السويس لتأمين مشدد من الجيش المصري الذي يحارب الفرع المصري لتنظيم داعش في شمال سيناء.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي افتتح، وسط احتفالات واسعة في 2015 "قناة السويس الجديدة"، فرع القناة الذي حُفر في عام واحد، إلا أنه لا ينتظر أن تحاط الذكرى 150 لافتتاح القناة بكثير من الضجيج.

فالمآدب الفاخرة والاحتفالات الضخمة التي واكبت افتتاح القناة قبل قرن ونصف تنتمي إلى كتب التاريخ.

أما الذكرى الـ 150 لافتتاحها فسكون باحتفال هادئ.

وصدر طابع بريد بصورة فرديناند ديليسبس، الدبلوماسي والمقاول الفرنسي الذي كان وراء حفر قناة السويس، في فرنسا ومصر.

احتفال هادئ
وتقيم مكتبة الإسكندرية ندوة في 13 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، تحت عنوان "قناة السويس مكان الذكريات".

ومن المنتظر أن يفتتح في الاسماعيلية متحف للقناة داخل مبناها التاريخي. ولكن الإنشاء لا زال مستمراً ويُتوقع أن يفتتح مطلع العام المقبل.

وبدل التركيز على تاريخ القناة، تفضل السلطات المصرية الحديث عن مستوى الأداء المرتفع للقناة.

وفي بلد يتعافى من أزمة اقتصادية حادة عصفت به في سنوات  الاضطراب السياسي بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في 2011، فإن أي زيادة في موارد قناة السويس مرحب بها.

وبدفع من الرئيس السيسي حُفرت "قناة السويس الجديدة"، الفرع الجديد الموازي للقناة، ويبلغ طوله 72 كيلومتراً.

وأتاح الفرع الجديد مرورقافلتين في نفس الوقت في قناة السويس، إحداها من الشمال وأخرى من الجنوب، وأدى إلى تقليل المدة الزمنية للعبور.

ربح اقتصادي
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت هيئة قناة السويس وصول عائدات السنة المالية 2018/2019 إلى 5.9 مليارات، دولار بزيادة 5.4% مقارنةً مع العام السابق.

وتأمل السلطات المصرية أن تصل إيرادات القناة إلى 13.2 مليار دولار بحلول 2023.

وتعلن هيئة قناة السويس بانتظام عبور سفن بحمولات أكبر من ذي قبل. وفي أغسطس (آب) الماضي، سجل رقم قياسي بعبور سفينة حمولتها 6.1 ملايين طن.

ويقول جون ماري ميوساك، الأستاذ في جامعة بول فاليري بمونبيليه في فرنسا، والخبير في شؤون الملاحة الدولية، إن "الحمولات حققت قفزة".

 ويضيف أن زيادة حمولات السفن التي تعبر القناة يرتبط بـ"زيادة حركة الحاويات بين آسيا، وأوروبا، وبين أوروبا، وشبه القارة الهندية".

ويشرح الخبير أن "مع توسيع القناة أتاحت السلطات المصرية المجال لعبور سفن بحجم أكبر وبحمولات أكبر".

ولكن هيئة القناة رفعت رسوم العبور بعد التوسعة ما جعل القناة "أقل تنافسية للخطوط الملاحية التي تربط بين الساحل الشرقي للشرق الأقصى، وأمريكا الشمالية".

مغامرة
ويعتبر سفير فرنسا في مصر ستيفان روماتيه، أن قناة السويس "مغامرة فرنسية مصرية".

ويضيف أن تاريخ القناة الأهم " عند المصريين هو 1956"، أما عند الفرنسيين "فهو 1869".

ونظم في باريس في 2018 معرض بعنوان "ملحمة قناة السويس"، ولكنه لم يعبر البحر المتوسط.

ويقول الدبلوماسي الفرنسي: "كلٌ يكتب التاريخ بطريقته".

ويعتقد أن التدخل العسكري لبريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، في 1956 بعد تأميم قناة السويس "أصبح من الماضي".

ويقول أرنو راميار دوفوتانييه من جمعية ذكرى فرديناند ديليسبس وقناة السويس، إن المصريين "يستقبلون أعضاء الجمعية بطريقة محترمة".

ولكن الموضوع يظل "حساساً بعض الشيء، إذ أن الأمور سارت بشكل سيء في 1956"، وفقاً للرجل الذي يمثل الجمعية المعنية بالحفاظ على ذكرى شركة قناة السويس القديمة، قبل تأميمها.