الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 / 10:30

نضال بطولي ضد نفوذ إيران في العراق

تناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في افتتاحيتها ما وصفته بصراع ملحمي يحرك المحتجين في العراق، لافتةً إلى أن المتظاهرين العراقيين يرفضون، النفوذ الإيراني في بلدهم، ومعه سلطة قائمة على أساس ديني.

نتائج زيارة سليماني للسيستاني قد تؤثر على كامل الشرق الأوسط، حيث تواصل إيران الترويج لفكرة أن رجال الدين وحدهم هم القادرون على تمثيل الحقيقة اللازمة لإدارة المجتمع

وفيما خرج مزيد من العراقيين إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة، في الأسابيع الماضية، تطورت شعاراتهم بصورة مثيرة للاهتمام. وكشفت لافتاتهم، في بداية الأمر، أنهم يتظاهرون بسبب نقص الخدمات الأساسية، وفرص العمل، والفساد المستشري بين الأحزاب الحاكمة، والنفوذ القوي لجارتهم إيران. ثم بدأت الشعارات تطالب بتغيير شامل في الحكومة، السماح لناخبين باختيار مرشحيهم بصفتهم أفراداً لا أحزاباً.

عراقيل
وأشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أشارت إلى الشعار الشعبي الذي رفعه المتظاهرون أخيراً، والذي يقول: "سآخذ حقوقي بنفسي"، معتبرةً أن فكرة أن يحكم الناس أنفسهم، لا تزال تواجه عراقيل في العراق بعد 16 عاماً من سعي الولايات المتحدة لزرع الديمقراطية في الشرق الأوسط، فالعراق محكوم من أحزاب دينية شيعية ترتبط بعلاقات قوية مع إيران، أين يسود حكم استبدادي يديره رجال الدين، وكتب روح الله الخميني الذين نصب نفسه، قبل 40 عاماً مرشداً أعلى على إيران،في إحدى المناسبات، أن "الحقوق العالمية مجرد أفيون للجماهير".

حرمان
وترى الصحيفة أن الحرمان من الحقوق الأساسية، ومنع المحاسبة ساهما في تفشي الفساد، والركود الاقتصادي في إيران والعراق. ولذلك يطالب اليوم عشرات الآلاف من المحتجين العراقيين بدولة قائمة على أساس حقوق تحترم الدين عوضاً عن دولة دينية، كما في إيران. ويرفض هؤلاء العراقيون أن يكون المرشدون الروحيون، طغاة روحيين.

ولخدمة قضيتهم، لجأ العراقيون إلى أكثر الشخصيات تقديراً من قبل الشيعة، آية الله علي السيستاني الذي يعيش بهدوء في مدينة النجف العراقية. ولم يخيب الرجل رجاءهم. فقد دعم السيستاني، في خطبة جُمعة، المحتجين قائلاً، إنه ليس لأي شخص أو قوة خارجية، يقصد إيران أن تفرض إرادتها على الشعب العراقي. كما انتقد ما اعتبره "هاوية القتل"، إذ قتل في العراق، منذ 1 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، تاريخ بداية الاحتجاجات، أكثر من 200 متظاهر قضى معظمهم على أيدي ميليشيات تسيطر عليها إيران.

سليماني
وبعد إلقاء السيستاني خطبته زاره في بيته قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وترى الصحيفة أن نتائج تلك الزيارة قد تؤثر على كامل الشرق الأوسط، إذ تواصل إيران الترويج لفكرة أن رجال الدين وحدهم قادرون على تمثيل القدرة اللازمة لإدارة المجتمع.

وترى الصحيفة أن زعماء العراق المنتخبين انتصروا في الحرب على داعش الذي هيمن على مساحة واسعة من الأراضي العراقية من 2014 إلى 2017. أما اليوم، ومع سعي المنتفضين للحصول على ديموقراطية تستند إلى حقوق المواطنين بدل حكم رجال الدين، فإن على هؤلاء الزعماء الاصطفاف مع من يعتبرون المساواة والحكم الذاتي حقوقاً طبيعية.

وتختم الصحيفة قائلةً إن هذه الأفكار ليست مجرد شعارات.